الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

17 قتيلاً باشتباكات إثر مصرع قيادي بـ «القاعدة» في اليمن

17 قتيلاً باشتباكات إثر مصرع قيادي بـ «القاعدة» في اليمن
17 فبراير 2012
(صنعاء) - قُتل 17 مسلحاً، أمس الخميس، باشتباكات بين مقاتلين متطرفين ورجال قبائل، إثر مقتل قيادي بارز في تنظيم القاعدة في نزاع عائلي بمحافظة البيضاء، وسط اليمن، فيما اغتال مسلحون مجهولون، الليلة قبل الماضية، رئيسي اللجنتين الانتخابيتين، الإشرافية والأمنية، في هجوم أسفر عن مقتل جنديين ومدني، حسبما أعلنت وزارة الدفاع. وقال مصدر قبلي يمني لـ”الاتحاد” إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين مقاتلين من تنظيم القاعدة ومسلحين من عشيرة “الذهب”، التي ينتمي إليها القيادي البارز في التنظيم، طارق الذهب، الذي سبق له أن سيطر مع أتباعه، الشهر الماضي، على بلدة “رداع”، ثاني كبرى محافظة البيضاء. وأوضح المصدر أن الاشتباكات اندلعت على خلفية مقتل طارق الذهب (34 عاماً) في نزاع عائلي، مع أخيه الأكبر غير الشقيق، حزام الذهب، في مسقط رأسهما بقرية “المناسح” في بلدة “ولد ربيع”، وسط المحافظة، مشيراً إلى أن الخلاف نشب على خلفية مطالبة نبيل الذهب أخيه طارق بالخروج من البلدة مع أتباعه كافة من تنظيم القاعدة. وأضاف: “اشتد الخلاف بينهما.. ما دفع نبيل إلى إطلاق النار على أخيه”، الذي يدير معسكراً تدريبياً لمقاتلي تنظيم القاعدة في منطقة “آل مهدي”، القريبة من قرية “المناسح”، لافتاً إلى أن العشرات من مقاتلي تنظيم القاعدة “توافدوا” إلى القرية، فجر الخميس، وقاموا بـ”قتل حزام” بعد أن فجروا منزله. وقال إن اشتباكات اندلعت، بعد ذلك، بين مسلحين من عشيرة الذهب ومقاتلي “القاعدة” أسفرت عن مقتل 17 شخصاً، مشيراً إلى أن من بين القتلى أربعة من أسرة طارق الذهب، اثنان منهم من إخوانه. وأضاف: “تحول الأمر الآن إلى قضية ثأر بين الأسرة نفسها”، موضحاً أن مقاتلي القاعدة، الذين يتزعمهم حالياً نبيل الذهب، شقيق طارق المفرج عنه مؤخراً، “يبحثون عن وليد الذهب”، أحد إخوة الذهب، الذين انخرطوا في صراع على زعامة القبلية، منذ وفاة والدهم الشيخ أحمد ناصر الذهب قبل عامين. وأصبح مجاهد وهو الأخ الأكبر، ويؤيد أحزاب المعارضة، شيخ القبيلة، لكن حزام كان يؤيد الرئيس علي عبدالله صالح، المنتهية ولايته، الثلاثاء المقبل. وانضم بعض أبناء الذهب إلى “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب”، وهو جناح التنظيم في اليمن، والذي أصبح أكثرها نشاطاً وطموحاً بعد انتكاسات لجناحي القاعدة في السعودية والعراق. واستغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الاضطرابات في اليمن على مدى أشهر من الاحتجاجات ضد صالح والصراعات الأخرى المشتعلة في اليمن ليحقق مكاسب ويسيطر على أراض خاصة في الجنوب، خصوصاً في محافظة أبين الساحلية، الخاضعة لسيطرته منذ منتصف العام الماضي. وتدور معارك متواصلة بين مسلحي “القاعدة” وقوات من الجيش اليمني منذ منتصف يوليو، دون أن تحرز القوات الحكومية أي انتصارات كبيرة على المسلحين الذين يطلقون على أنفسهم جماعة “أنصار الشريعة”. وفي هذا السياق، أُصيب عشرة جنود يمنيين، في معارك دارت، ليل الأربعاء، الخميس، على مشارف مدينة زنجبار، عاصمة أبين. وقال مصدر عسكري ميداني لـ”الاتحاد” إن “اشتباكات بالأسلحة الرشاشة اندلعت ين قوات الجيش المرابطة في الجهة الشرقية والشمالية لمدينة زنجبار، ومسلحي القاعدة”، مشيراً إلى أن الاشتباكات أسفرت عن إصابة نحو عشرة جنود، تم نقلهم إلى مستشفى “باصهيب” العسكري، في مدينة عدن الساحلية الجنوبية. كما أسفرت المعارك عن وقوع إصابات في صفوف مسلحي “القاعدة”، تم نقلهم إلى مستشفى ميداني في بلدة جعار، شمال زنجبار، حسب مصادر محلية تحدثت لـ”الاتحاد”. وإضافة إلى وجود تنظيم القاعدة، لا يزال جنوب اليمن يعاني، منذ مارس 2007، جراء تنامي حدة حركة احتجاجية مطالبة بـ”فك الارتباط” بين الشطرين الشمالي والجنوبي، اللذين توحدا في العام 1990. وتتزعم هذه الحركة الانفصالية قوى “الحراك الجنوبي”، التي أعلنت فصائل منها، رفضها اتفاق “المبادرة الخليجية”، لإنهاء الأزمة في اليمن، المتفاقمة منذ أكثر من عام، على وقع احتجاجات مطالبة بإنهاء حكم الرئيس صالح، المستمر منذ أكثر من 33 عاماً. ويستعد اليمن لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، يوم الثلاثاء المقبل، لانتخاب، نائب الرئيس الحالي، عبدربه منصور هادي، كمرشح توافقي بين الأطراف السياسية الموقعة، أواخر نوفمبر، على اتفاق “المبادرة الخليجية”. وجابت مسيرة للآلاف من أنصار “الحراك الجنوبي”، أمس الخميس، شوارع مدينة الضالع (جنوب) للتأكيد على رفضهم السماح بإجراء الانتخابات الرئاسية في المحافظة، التي تعد واحدة من أبرز معاقل المسلحين الانفصاليين. وقال شهود لـ”الاتحاد”: “التظاهرة ضخمة .. وتعد الأكبر من نحو عام”، مشيرين إلى أن المتظاهرين، الذين رفعوا أعلاماً شطرية، أكدوا مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية. ويتوقع مراقبون تزايد أعمال العنف في اليمن، بالتزامن مع عملية انتخاب هادي، رئيساً للبلاد، لولاية رئاسية مدتها عامين فقط، يتم خلالها إجراء حوار وطني شامل حول قضايا عالقة منذ سنوات. وكان مسلحون مجهولون اغتالوا، الليلة قبل الماضية، رئيسي اللجنتين الإشرافية والأمنية للانتخابات الرئاسية في محافظة البيضاء “في هجوم نفذته عناصر إرهابية”، حسبما أعلنت وزارة الدفاع اليمنية، عبر موقعها الإلكتروني. وأوضحت الوزارة أن مسلحين ملثمين كانوا على متن سيارتين فتحوا نيران أسلحتهم على رئيس اللجنة الإشرافية بالمحافظة، حسين البابلي، ورئيس اللجنة الأمنية، العقيد الركن خالد وقعة، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتلهما على الفور، بالإضافة إلى جنديين ونجل رئيس اللجنة الانتخابية. وذكرت أنه تم البدء في التحقيق في ملابسات هذه “الجريمة”، التي توقعت تورط تنظيم القاعدة فيها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©