البشير يتحدى معارضيه «تحريك الشارع»

قلل الرئيس السوداني عمر البشير من قدرة المعارضة السودانية على تحريك الشارع وتأليب الجماهير ضده فيما أعلن زعيم حزب الأمة القومي تراجع المعارضة عن خيار اللجوء إلى الشعب خلال الفترة الراهنة، حذرا من أن استلهام نموذجي تونس ومصر سيؤدي إلى “صوملة” السودان. ورفض البشير، في حديث له أمام عسكريين في منطقة كرري شمال أم درمان، تكوين حكومة انتقالية مجددا دعوته للقوى السياسية بالمشاركة في تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة تتبع برنامج المؤتمر الوطني الذي طرحه خلال الانتخابات الماضية مؤكداً حرص الحكومة على إطلاق الحريات. وقال البشير “سنعمل على ذلك ولا نخشاها”، وأضاف: “من يريد إسقاط الحكومة فلينزل إلى الشارع يلاقينا بجماهيره أن كانت لديهم جماهير”. وأعلن البشير عن تكوين مفوضية لمكافحة الفساد يجرى الترتيب وأن مظلتها ستتسع لتشمل جهات أخرى إلى جانب حزب المؤتمر الوطني (الحاكم). وقال “الفساد قضية يجب أن لا نتستر عليها. وبشأن شائعات عن ثروته في بنوك بالخارج، قال “أنا ما عندي قروش (أموال) في بنوك بالغرب لا في زول وراي أورثه (ليس لدي من رائي أحدا أورثه) وأهلي ليسوا محتاجين” ، وأضاف “وعارف(أعرف) أن الله سيحاسبني”. ومن جانبه أكد الزعيم المعارض رئيس حزب الأمة، الصادق المهدي تراجع المعارضة عن خيار تحريك الشارع السوداني في الوقت الراهن “تقديرا للظروف العصيبة التي تمر بها البلاد” وشبه المرحلة الحالية في السودان بـ”برميل بارود يوشك على الانفجار في أي لحظة”، مشيرا إلى تكاثر الحركات المسلحة. وحذر المهدي من أن اتباع السودانيين لنموذج الثورتين التونسية والمصرية “في هذا التوقيت سيقود البلاد الى مصير الصومال لأن الحالة السودانية مختلفة”. وأشاد المهدي خلال كلمته في ندوة سياسية بالخرطوم بـ”حكمة قادة المعارضة السودانية وتقديرهم للظروف التي تمر بها البلاد ما جعلهم يوقفون حركتهم لحين اكتمال الفترة الانتقالية لاتفاقية السلام الشامل” مطالبا قادة الحزب الحاكم بتفهم موقفهم الوطني والكف عن التصريحات الاستفزازية. ودعا المهدي إلى الاعتراف بالتنوع وتحقيق الاستقرار عبر الديمقراطية والتوازن واستيعاب القوى الجديدة مجدد دعوته تكوين لجنة من الحكماء لإدارة علاقات الشمال والجنوب لتحقيق المصلحة العامة وضمان عدم العودة إلى الحرب.