الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الواحة» تروي قصة شــجـرة الحياة لزائري قصر الحصن

«الواحة» تروي قصة شــجـرة الحياة لزائري قصر الحصن
16 فبراير 2015 03:53
هناء الحمادي (أبو ظبي) تستعيد الواحة سيرتها الأولى في قصر الحصن لتروي للزائرين حكاية عشق نشبت منذ قرون عديدة بين أبناء هذه الأرض الطيبة وشجرة الحياة، عمتنا النخلة. وحكايات أخرى وتفاصيل متنوعة من حياة البداوة ممزوجة بعبق التاريخ يلمسها الحضور عند تجولهم قي قسم «الواحة» ضمن فعاليات المهرجان، حيث يقلب هذا القسم صفحات خضراء في الذاكرة الجمعية لأبناء الإمارات. وتعد الواحة المنطقة المفعمة بالحياة في وسط الصحراء ذات الرمال الذهبية في أبوظبي، فهي ملاذ حيوي لا يتوقف عن النمو، وفي وسط تلك الواحات غالباً ما تقف النخلة صامدة في وجه التغيرات المناخية، شامخة ووارفة في قلب الصحراء، لتبقى «شجرة الحياة» جزءاً مهماً من البيئة الطبيعية لأبناء الإمارات، وتشكل بتمرها وجزعها وسعفها جانباً من غذائهم وبيوتهم. تستقبل منطقة الواحة بمهرجان قصر الحصن زوارها من مختلف الأعمار والجنسيات، بمجموعة من الحرف التقليدية التي كان الأجداد يعملون بها، وترتبط بشجرة الحياة التي وفرت الكثير من الموارد، حيث استطاع سكان الإمارات أن ينتجوا الكثير من الصناعات من تلك الشجرة الوارفة، مثل صنع السلال من نسج سعف النخيل، وصنع الحبال من أليافها، بل قد نجد أنّ كل جزء تقريباً من هذه الشجرة الفريدة كان يتداخل مع حياة الإماراتي اليومية. سيرة النخلة تقول سلامة أحمد الرميثى التي تقدم للجمهور شرحاً وافياً عن النخلة بدءاً من زرع البذرة إلى أن تصبح شجرة، إن نخيل التمر كغيره من النباتات يحتاج إلى رعاية واهتمام في زراعته، وغالباً ما تبدأ حياة النخلة من خلال وضع بزرة «الطعامة» في الأرض التي يستمر نموها إلى 6 أشهر، إلى أن تصبح شجرة يانعة. توضح أن أبناء الإمارات يستخدمون العديد من الأدوات في التعامل مع النخلة، ومنها: المشط والمضرب والشيول والداس والحابول والمخرافة التي تستخدم في جمع ثمارها وهي ناضجة. حرفة الخوص تحتفظ الحرف القديمة بقمتها عبر العصور، وتشكل جانباً من ربط الأجيال بتراثهم، وتتجلى هذه المعاني في فعاليات مهرجان قصر الحصن الذي يعكس الهوية المحلية للموروث الشعبي، حيث نرى الحرف التراثية حاضرة بملامحها الأصيلة وتنبض بالحياة في ساحة «الواحة»، لتكشف لزوارها عما تحمله هذه الأرض من موروث يسرد أسرار علاقة تلك الحرف بالناس. ومن بين هذه الحرف المهمة «سف الخوص» التي سهلت حياة الأهالي واحتياجاتهم اليومية قديماً. حول ملامح هذه الحرفة التي تعتمد على النخلة، تحدثت مريم علي الشحي التي تشارك للمرة الثالثة في مهرجان قصر الحصن، قائلة: «تظل الحرف التراثية القديمة نافذة يمكن أن تكشف واقع حياة الأجداد، وكيف استطاعوا أن يطوعوا الخامات البسيطة، لإنتاج أدوات ومقتنيات تلبي احتياجاتهم، وتسهل عليهم حياتهم». وتشير إلى أن حرفة «سف الخوص»، تقوم على حياكة سعف جريد النخل، لإنتاج مجموعة واسعة من الأدوات مثل المهفة، وهي المروحة اليدوية، والسفرة والحصير، والسلال، وأحجام مختلفة من الأوعية، لحفظ التمور، فضلاً عن حياكة المكبة، وهو غطاء على شكل مخروطي يتم استخدامه لحفظ الطعام المقدم على السفرة. وتقول حليمة «أم علي الشحي» التي تزاول هذه المهنة منذ الصغر بعد أن تعلمتها من والدتها، نقوم بإعداد الكثير من أعمال الخوص بأشكال مختلفة، مشيرة إلى أن الكثير من الفتيات الإماراتيات، يقبلن على تعلم هذه الحرفة بمهارة وصبر، كما أنها تجذب انتباه السياح الأجانب غالباً، ما يدفعهم إلى المشاركة في تعلمها. وتضيف: «من خلال هذا المهرجان نريد أن نوصل رسالة لزواره، مفادها أن تلك الحرفة ما زالت راسخة في أذهاننا وباقية، مادام هناك الكثير منا يعملن عليها ويعلمنها لبناتنا». أنواع التمر تلفت العنود الحمادي إلى أن هناك 30 نوعاً من أنواع الرطب ولكن يبقى «الخلاص» هو الأطعم مذاقا لدى الكثيرين ويتم تناوله عادة عند الإفطار وفي المجالس التي تكثر في ليالي رمضان. وتذكر الحمادي أهم أنواع الرطب منه الفرض، النغال، لولو، الشيشي، البرحي، هلال، خنيزي، وغيرها الكثير من الأنواع الأخرى التي تمتاز بلذة المذاق، وغالبا ما تكثر زراعتها في مزارع أبوظبي وبقية إمارات الدولة. مهمة «الخَلاَّب» في أعالي النخيل في مشهد جميل، يوجه الوالد إبراهيم بن عبدالله أحد الزوار لصعود النخلة بمساعدة «الحابول» لممارسة مهنة مهام «الخلابة»، وهو الشخص الذي يقوم بتفقد أشجار النخيل وتقليمها لتسهيل الصعود إليها وجني بلحها. ويقول إن هذه المهنة كان يحترفها في الماضي، أما اليوم فيقوم بتعليمها للكثير من الشباب، مشيرا الى أن مهنة «الخَلاَّب» تعد من الحرف الصعبة التي تحتاج إلى الحذر والصبر أثناء الصعود إلى قمة النخلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©