أكد الرئيس الأميركي جورج بوش أمس أن بلاده ستدافع عن مصالحها في العراق ضد أي تهديدات إيرانية، مشدداً على أن أمام إيران ''خياراً'' في العراق· جاء ذلك في بيان ألقاه في البيت الأبيض وافق فيه رسمياً على التوصيات التي تقدم بها الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأميركية في العراق بتجميد سحب المزيد من القوات في أعقاب اتمام العمليات الجارية لسحب خمسة ألوية بحلول يوليو المقبل، لكنه أقر النظام السابق الذي كان ينص على اقتصار فترة خدمة الجنود الأميركيين في العراق وأفغانستان، الى 12 شهراً بدلا من 15 شهراً بهدف تخفيف العبء عن العسكريين وعائلاتهم اعتباراً من أغسطس المقبل·
وحذر بوش في خطابه إيران بقوله ''على نظام طهران الاختيار·· يمكنهم أن يعيشوا بسلام مع جارهم العراق وإقامة علاقات اقتصادية وثقافية ودينية قوية، أو أن يستمروا في تسليح وتدريب وتمويل الجماعات المسلحة التي ترهب الشعب العراقي وتجعلهم يرتدون على إيران''·
وقال في الكلمة التي دافع فيها عن طريقة معالجته للحرب في العراق ''إذا اتخذت إيران الخيار الصائب فإننا سنشجع على إقامة علاقة سلمية بينها والعراق· ولكن إذا اتخذت الخيار الخاطئ فإننا سنتحرك لحماية مصالحنا وقواتنا وشركائنا العراقيين''·
وكشف بوش عن انه وجه الجنرال بتريوس والسفير ريان كروكر بالتوجه فوراً إلى الرياض في طريق عودتهما من واشنطن إلى بغداد خلال أيام، لإجراء مباحثات مع القادة السعوديين حول أوضاع العراق· كما وجه الدبلوماسيين الأميركيين في المنطقة لإجراء مباحثات مماثلة، مبيناً انه يعلق أهمية على زيادة التواصل بين العراق والدول العربية·
وأقر بوش بعد 5 سنوات من سقوط بغداد، أن العراق لا يزال في وضع هش لا يسمح بخفض عديد القوات الأميركية المشاركة في الحرب التي تثير الاستياء بين الأميركيين، إلى ما دون 140 الف جندي· وقال انه طمأن الجنرال بتريوس إلى انه سيحصل على ''كل الوقت الذي يحتاجه'' لمراجعة الوضع الأمني في العراق·
وجاء اعلان بوش قبل 7 أشهر من الانتخابات الرئاسية التي ستجري في نوفمبر المقبل· وقال ''لقد أفاد بتريوس بأن الظروف الأمنية تحسنت بشكل يكفي لسحب خمسة ألوية بنهاية يوليو المقبل، وهذا يعني انه سينخفض عدد الألوية الأميركية المقاتلة في العراق بنسبة 25%''·
وأكد بوش ''لن تتوقف أي من عملياتنا في العراق، بل سنستخدم الأشـــهر المقـــبلة لاغتـــنام الفرص التي اتاحتها زيادة عديد القوات· وسنواصل العمليات على كافة الجبهات''· لكنه ألمح في مقابلة نشرتها في وقـــت سابــــق أمــــس مجلة ''ويكلي ستاندرد'' إلى احتمال سحب مزيد من القوات بعد يوليو المقبل·
وكان بوش قد التقى مساء أمس الأول بنواب الكونجرس لمناقشة خطته حول العراق، حيث عرض فيه الجنرال بتريوس والسفير كروكر تقريرهما في جلسة استماع استمرت يومين· وأبلغ نواب ديمقراطيون بتريوس وكروكر أن الولايات المتحدة لا يمكنها التغلب على التهديد الحقيقي لأمنها والذي تمثله ''القاعدة'' في باكستان وأفغانستان وهي لا تزال مقيدة في العراق· كما أبدوا استياء متزايداً من حرب ''بلا نهاية'' واتهموا بوش بأنه سيترك ''مأزقاً'' إرثاً لخلفه في يناير 2009
· إلى ذلك، استبعد ديفيد ساترفيلد مستشار وزيرة الخارجية الأميركية أن يطلب مسؤولون ديموقراطيون موافقة الكونجرس على أي اتفاق مع العراق حول مستقبل القوات الأميركية في هذا البلد المضطرب، وذلك بعد أن أعرب مسؤولون ديموقراطيون بينهم المرشحة للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون عن مخاوفهم من أن يفرض أي اتفاق يبرم مع بغداد قيوداً على الادارة الأميركية المقبلة·
عدد اليوم
