بالحركة نقاوم متوالية الأمراض

يسبب الاعتماد على الآلات في معظم أمور حياتنا، وعدم بذلنا لجهد يذكر، الإصابة بالسمنة، فقد هجرنا المشي في معظم الأحيان، فالسيارة تنقل الواحد منا إلى مقر عمله، ثم إذا كان في مكان مرتفع، مثلاً، فإن المصعد الكهربائي يحمله إليه· أصبح إنسان هذا العصر قعيد كرسيه، وحبيس غرفته، طوال مدة العمل· وعندما نعود إلى المنزل، فالأمر نفسه يتكرر بالجلوس وقتاً طويلاً دون نشاط جسماني، كما أن في البيت آلات تقوم بالأعمال المنزلية التي كانت تقوم بها المرأة في وقت سابق، فقلَّت حركتها وانخفض مجهودها البدني هي ايضاً· وإذا أضفنا إلى ذلك أن الكثيرين منا لديهم فوضى غذائية، فنحن نأكل لا للمحافظة على الحياة فقط، وإنما أكلنا يصل إلى حد الإشباع، ونأكل أي شيء نشتهيه، في أي وقت، دون مراعاة لما يتناسب مع حالتنا الصحية· وهذا الأسلوب الغذائي الخطأ، وذلك النمط المعيشي الساكن الذي ليس فيه حركة إلا بضع خطوات يومياً، كفيلان بإصابة أصح الأجساد بـ''السمنة'' والترهل، لأن الطاقة التي يحصل عليها الجسم أكبر مما يحتاج إليها، وأكبر مما يبذلها، ويتخلص منها· وكلنا يعرف أن السمنة بداية لمتوالية مرضية تنتهي بمجموعة من الأمراض تشمل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وأمراض القلب، وتصلب الشرايين، والتهابات المفاصل وتآكلها، - عافانا الله وإياكم منها-· فما الحل لهذه المشكلة ؟ إن الحل باختصار يتركز في ''الرياضة''، ولكن الرياضة المقصودة هنا ليست كما يظن الكثيرون منا أنها هي الجلوس أمام التلفزيونات لمشاهدة مباراة ما، أو قراءة بعض الصحف الرياضية، أو الدخول في مناقشات حول حدث رياضي مع الزملاء أو الأصدقاء· وإنما يجب على كل منا أن يكون لديه برنامج رياضي منظم ومستمر، يتناسب مع سنه، واستعداده البدني، سواء بالقيام بتمارين معينة، أو بمجرد المشي لمدة محددة في أوقات منتظمة· وما أكثر الأندية والمتنزهات التي يمكن أن يرتادها الإنسان للتريض فيها، وإذا كنا نخشى من تغيرات الطقس، فإنه توجد أجهزة يمكن استخدامها للتدريبات في المنازل، كما يجب أن يكون لنا نظام غذائي متوازن مناسب لنا، ويمكن الاستعانة بأخصائي في هذا المجال· والأمر ليس شيئاً ثانوياً في حياتنا، بل هو أساسي لأنه يتعلق بصحتنا وبسعادتنا، فالإنسان الصحيح جسمياً هو الصحيح نفسياً وعقلياً، وهو الأكثر قوة وعطاءً، ونفعاً للمجتمع· والأمر بسيط، ولا يحتاج إلا إلى بعض الإرادة التي تساعدنا على المحافظة على برنامج رياضي مناسب، ونظام غذائي سليم· محمد كمال حمزة