الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«عايشة» البحرينية تعالج معاناة الطلاق عند المرأة الخليجية

«عايشة» البحرينية تعالج معاناة الطلاق عند المرأة الخليجية
11 مايو 2009 02:30
ضمن فعاليات الدورة الأولى لمهرجان المسرح العربي في العاصمة المصرية القاهرة، قدم عرض مسرحي بحريني بعنوان «عايشة» جسد معاناة المرأة الخليجية من نظرة المجتمع لها. والمسرحية التي استقبل أبطالها الجمهور بالبخور، من تأليف الإماراتي الدكتور حبيب غلوم وإخراج جمال الغيلان وبطولة الفنانتين برفين أمان الله وأميرة الزوادي، ودارت أحداث المسرحية حول عنصرين نسائيين يمثلان كل شخوص العمل، الأولى سيدة تطلق بعد أسبوع واحد من الزواج والثانية مطلقة أيضا ولكن لا تهتم بنظرة المجتمع وما يهمها هو الاهتمام بأطفالها. ويبدو أن قضية المرأة ومساحة الحرية الممنوحة لها ستظل هاجسا يطارد مبدعي المسرح العرب فقد جاء العرض البحريني «عايشة» الى مهرجان المسرح العربي بامرأة مطلقة تتعرض لقهر المجتمع الذي يحاسبها على ما لم تفعل فهي حملت لقب مطلقة رغما عنها وبالتحديد بعد أسبوع واحد من زواجها لمجرد أن زوجها قرر أنها لا تناسبه. وهدم الزوج حياتها وانصرف يبحث عن حياة جديدة والمجتمع لا يلومه ولا يحاصره لأنه مطلق بينما يحكم على «عايشة» بالحبس في بيتها طوال 14 عاما تسرق الأيام شبابها وتقتل إنسانيتها ويتعامل المجتمع معها باعتبارها بلا مشاعر ولا حاجات إنسانية مشروعة. فهي تحتاج الى ان تتحقق كأنثى كما تحتاج الى أن تشعر بأمومتها التي ولدت بها منذ طفولتها ولكن تبقى كلمة المجتمع القاسية «أنت مطلقة» حتى أمها التي يفترض أنها إمرأة مثلها تشارك في قمعها وتقرر أن تتحول لأداة من أدوات حصارها. والخطاب الذي قدمه المؤلف حبيب غلوم غلبت عليه الميلودراما كما يمكن اعتبار العرض شبه مونودراما فالحوار في معظمه جاء على لسان البطلة ليعبر عن الوحدة التي تعيشها ولا يقطعها الا مواقف تؤكد آلامها وما تلاقيه من المجتمع أو مشاهد تتذكر فيها مأساتها. وإذا كان المسرح يعني الدهشة فإن «عايشة» لم تأت بما يدهش الجمهور رغم تميز بطلة العرض برفين في الأداء وقدرتها على التلون وتقديم مشاعر الأنثى الحالمة بأنوثتها والتي تحلم بأمومة لا تأتي لكنه الألم الذي ظل طوال الوقت يطارد الجمهور ويلح عليه ليتوحد مع «عايشة» بينما نسى صناع العرض أن القصة مكررة وكان من الممكن أن تتحول المرأة الثانية «أميرة « الى بطلة المسرحية الحقيقية فهي التي قررت مواجهة المجتمع وتحديه رغم أن ظروفها مثل ظروف «عايشة» لكنها جاءت في العرض لتدعو «عايشة» للتمرد ثم تمضي إلى حالها وكان من الممكن أن تتحول «عايشة» للجانب الآخر متمردة ورافضة وهو ما كان كافيا للخروج من حالة التكرار التي وجد جمهور العرض نفسه أمامها. ولا ينفي هذا اجتهاد المخرج جمال الغيلان في تحريك الممثلين وإن عابه الاستسلام للنص الذي يحتاج الى نص مواز يناسب العرض المسرحي ويراعي الإدهاش الضروري لأي عرض مسرحي. كما تميزت برفين واستطاعت أن تتوحد مع الشخصية بشكل يعبر عن قدرة تمثيلية عالية. وقالت برفين أمان الله بطلة العرض البحريني «عايشة» يوجد تشابه كبير بيني وبين «عايشة» التي ظلت في بيتها لمدة 14 عاما لمجرد أنها مطلقة وظلت تسمع كلام الناس الجارح وتتعرض لنظرة المجتمع القاسية وتعيش كأنها ميتة لذلك تقول لأمها «يا يمة إنتي سميتيني عايشة» وأنا عمري ما حسيت إني عايشة. وأنا أعبر عن وضع حقيقي فمجتمعاتنا تنظر بدونية للمطلقة كأنها عار فالمطلقة منبوذة رغم زنها مارست حقها أو تعرضت للطلاق رغما عنها وهي في كل حال منبوذة لاتسلم من ألسنة الناس الجارحة. فتضطر للاستسلام للوحدة التي تدفع الانسان للجنون اذا لم تقرر مواجهة المجتمع وتحديه وكثير من النساء يستسلمن للوحدة والجنون بدلا من مواجهة مجتمع لا يرحم». أما البطلة الثانية أميرة الزوادي فتقول « دوري في الحياة هو نفسه ما قدمته في المسرحية فأنا كسرت قيودي وتحررت من الأسر وقررت أن أتحدى المجتمع الذي يحاول ان يجردني من إنسانيتي فالمطلقة لها الحق في الحرية والاختيار بدلا من الاستسلام لعادات وتقاليد بالية تعاقبها على أنها مطلقة كأنها ارتكبت جريمة. وليس من حقها أن تخرج للحياة لمجرد أن حياتها الزوجية فشلت. وفي العرض عندما أحاول اقناع «عايشة» بالخروج والتمرد على التقاليد أفعل ما أؤمن به تماما، فالطلاق ليس نهاية الحياة ومن حق المرأة أن تواجه الحياة تماما كما هو حق الرجل».
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©