الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نسعى لبحر آمن .. لا يعرقل المشاريع ولا يهدد الثروة السمكية

نسعى لبحر آمن .. لا يعرقل المشاريع ولا يهدد الثروة السمكية
15 فبراير 2015 23:40
هالة الخياط (أبوظبي) يعكف مركز إدارة عمليات الطوارئ البيئية في إمارة أبوظبي حالياً على وضع خطط مستقبلية لمواجهة المخاطر البيئية في الإمارة، معتمداً في ذلك على تحديد أولويات المخاطر البيئية في الإمارة، ومستندا على متطلبات الإطار العام للخطة الوطنية للطوارئ والأزمات. وكشف الدكتور حميد الكندي مدير إدارة الطوارئ في هيئة البيئة أبوظبي أن الهيئة تعمل من خلال منظومة مشتركة مع الشركاء الاستراتيجيين في الإمارة فيما يخص إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وتعمل جاهدة لوضع الخطط ذات الصلة، وتدريب العاملين من ذوي الاختصاصات ذات العلاقة على التعامل مع البلاغات، وعمليات الاستجابة الفورية، وإدارة الحدث. وفي هذا الإطار، أوضح الكندي في حوار مع «الاتحاد» أنه يجري حاليا وعلى نطاق واسع تطوير الخطط والبرامج التدريبية المتعلقة بالخطط المشتركة للاستجابة لحالات الطوارئ البيئية، وذلك بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين في الإمارة. وأكد أن تلك الخطط تنص على تحديد الأدوار والمسؤوليات لكل جهة لتفادي حدوث طارئ، أو طريقة الاستجابة للطارئ في حال حدث، ولتفادي تفاقم المشكلة بعد وقوعها. أوضح الكندي أن مركز إدارة عمليات الطوارئ البيئية تلقى 250 بلاغاً منذ تأسيسه عام 2013 بواقع 119 بلاغاً خلال 2013,124 بلاغاً في 2014، فيما تلقى خلال الشهر الأول من العام الحالي 7 بلاغات بشأن وجود مشاكل بيئية، وقد تراوحت تلك البلاغات ما بين شكاوى يتم التعامل معها مباشرة في نطاق اختصاص هيئة البيئة، وحوادث ومخالفات بيئية تستدعي تحري وتقصي الحقائق والمعلومات، وعمل المتابعة الدورية للتأكد من عدم تكرار وقوعها مرة أخرى، أو الحالات الطارئة التي تستوجب استدعاء الدعم من الشركاء الاستراتيجيين بالإمارة. وأفاد الكندي أن البلاغات تأتي عبر قناتين الأولى تتمثل في مركز الاتصال الحكومي لإمارة أبوظبي، أما القناة الثانية فتتمثل عبر الشركاء الاستراتيجيين في مجال إدارة الطوارئ والأزمات في الإمارة، وبعد استلام البلاغ يتم تصنيفه لشكوى أو حادث غير طارئ أو حادث طارئ، ويتم التعامل مع البلاغات بصورة مباشرة حسب نوع البلاغ وتصنيفه. وفيما يتعلق بنوعية البلاغات البيئية، أوضح الكندي أن مجمل البلاغات التي ترد إلى مركز إدارة عمليات الطوارئ البيئية تختلف باختلاف أنواعها وخطورتها والظروف المناخية والجغرافية المحيطة بها. ومن المشاكل البيئية الرئيسية، على سبيل المثال ما يتعلق بظاهرة نفوق الأسماك بكميات كبيرة، والذي يعود في بعض الأحيان إلى حساسية بعض أنواع الأسماك إلى تغير درجات الحرارة لاختلاف فصول السنة، أو بفعل الانسان عن طريق قرب وجود محطات الطاقة من مياه البحر، مما يزيد أيضا من ملوحة مياه البحر في بعض الأحيان أو تغير درجات حرارة المياه، بما يؤدي إلى تغير الظروف البيئية المحيطة بالأسماك، وبالتالي نفوقها، هذا بالإضافة إلى وجود عوامل أخرى تؤدي إلى نفوق الأسماك من ضمنها الانسكابات العرضية لمياه الصرف الصحي في مياه البحر، أو لأسباب أخرى تتعلق بالصيد الجائر والذي يستوجب لفت انتباه الصيادين إلى ضرورة مراعاة الالتزام بتطبيق وتنفيذ قوانين الصيد المعمول بها في الإمارة، وتستند هيئة البيئة أبوظبي في الوقت الراهن في مجال الاستجابة لهذا النوع من المشاكل البيئية إلى الخطة العامة لهيئة البيئة للاستجابة للطوارئ البيئية. وأضاف أن أحد أهم المشاكل البيئية التي يتم التعامل معها هي مشكلة المد الأحمر (الازدهار الطحلبي)، وهو ظاهرة طبيعية بيئية – في أغلب الأحيان – تحدث بسبب ازدهار مؤذٍ لنوع أو أكثر من العوالق أو الطحالب النباتية في مياه البحر، وذلك عندما تكون درجات الحرارة والإضاءة مناسبتين لعملية الازدهار الطحلبي في مياه البحر، مما يسبب تغير لون المياه بشكل واضح، حيث يتغير اللون إلى الأحمر، ولكن قد يتراوح لون المياه ما بين البني، أو البرتقالي، أو الأصفر الفاتح، أو الأخضر والوردي، حيث يعتمد اللون الناتج على لون العوالق النباتية التي سببت الظاهرة، وتسبب هذه الظاهرة تسمماً شديداً في المياه إضافة إلى الكثير من الأخطار الأخرى مثل اختناق الأسماك ونفوقها بما ينتج عنها خسائر اقتصادية هائلة في الثروة السمكية، وفي بعض الأحيان قد تمتد خطورة هذه الظاهرة بحيث تؤثر على الجهاز العصبي للإنسان عن طريق السلسلة الغذائية، وفي أحيان أخرى تتسبب ظاهرة المد الأحمر بتهديد البنية التحتية مما يتولد عنه اغلاق محطات تحلية المياه، أو اغلاق المرافق الساحلية أو الشواطئ، ومن ناحية أخرى قد تظهر أو تزداد ظاهرة المد الأحمر أيضا متى ما توفرت أو ازدادت نسبة المغذيات بكثرة في المياه، وهنا تجدر الإشارة إلى أن زيادة وفرة المغذيات قد يكون نتيجة لعدة أسباب من ضمنها الانسكاب العرضي لمياه الصرف الصحي بما يهيئي بيئة خصبة لازدهار الطحالب وبالتالي تلون وتسمم مياه البحر، وتعمل حاليا هيئة البيئة يدا بيد مع الجهات المعنية بالإمارة على وضع تصور واضح لتطوير خطة استجابة مشتركة للتعامل مع المخاطر الناجمة عن ظاهرة المد الأحمر. وأوضح الكندي أن تغير لون المياه ليس دلالة على ظهور المد الأحمر فقط، حيث إن تغير اللون قد يحدث لأسباب أخرى مثل التلوث ببقع الزيت النفطية أو الكيميائية في مياه البحر، والتي يكون سببها تنظيف السفن لمياه التوازن في البحر وهو أمر مخالف للقوانين، أو أن تتشكل تلك البقع نتيجة للحوادث البحرية كحوادث السفن وتسريبات منصات النفط البحرية، كما يمكن أن توجد تلك البقع على اليابسة نتيجة للحوادث المرورية التي تتعرض لها صهاريج نقل النفط أو المواد الكيميائية، وبالرغم من خطورة هذا النوع من المشاكل البيئية، إلا أنه تجدر الإشارة هنا أنه يشكل نسبة بسيطة جدا مقارنة مع المشاكل البيئية الأخرى من حيث حدوثه، حيث إن القوانين والأنظمة المعمول بها في الدولة تحتم إمكانية وضع هذا النوع من الحوادث تحت السيطرة الممكنة، وذلك بناءً على معرفة الأدوار والمسؤوليات المناطة بالجهات المعنية في عمليات الاستجابة. أما بعض المشاكل البيئية الأخرى فهو ما يتعلق بحوادث تصريف مياه الصرف الصحي والتي يكون أغلبها نتيجة للتدفق العرضي بسبب حدوث كسر أو عطل طارئ في خطوط تصريف مياه الصرف الصحي، حيث يحدث هذا النوع نتيجة لحوادث انكسار الأنابيب – غير المتعمد – أثناء عمليات الحفر في بعض مواقع الانشاءات أو المشاريع، ولضمان سلامة البيئة وصحة الأفراد والمجتمع تقوم الجهات المعنية في الإمارة بتطوير خطة مشتركة للاستجابة لطوارئ التلوث الناتج عن التدفق العرضي لمياه الصرف الصحي. وأفاد الكندي أن دراسة المحاكاة الهيدروديناميكية الأساسية لمياه البحر التي قامت بها هيئة البيئة أبوظبي مؤخراً سوف تساعد في توفير المعلومات اللازمة لحركة مياه البحر حول جزيرة أبوظبي، وبالتالي فهم أكبر لتوزيع المشاريع على السواحل الشاطئية وفي الجزر، وتحديد الأماكن الرئيسية التي تقل أو تزيد فيها سرعة التيارات المائية بما يساعد على إعداد خطط ومشاريع مستقبلية لتحسين حركة المياه في هذه المناطق وبالتالي تحسين جودة مياه البحر في إمارة أبوظبي بما يحافظ على الحياة البحرية، إلى جانب توفيرها لحلول مستقبلية لتفادي حدوث مشاكل بيئية. وبالرغم من أن مركز إدارة عمليات الطوارئ البيئية التابع لهيئة البيئة أبوظبي، هو المعني بالتعامل مع البلاغات المتعلقة بالشكاوى والطوارئ البيئية في كل من مدينة أبوظبي ومدينة العين والمنطقة الغربية، إلا أنه فيما يتعلق بتوزيع البلاغات بين تلك المناطق نجد أن مدينة أبوظبي حظيت بنصيب الأسد من البلاغات. ويعزي الكندي السبب في أن أغلبية البلاغات تأتي من مدينة أبوظبي وضواحيها نظراً إلى كثرة المشاريع القائمة ومشاريع البنى التحتية والمشاريع الصناعية، مما يترتب عليه وجود تلوثات أو مخالفات بيئية تستدعي متابعتها من قبل الفرق الفنية التابعة للجهات المعنية في الإمارة ومنها الفرق التابعة لهيئة البيئة، كما يتم الإبلاغ عنها في أحيان أخرى عن طريق العامة من الجمهور ومن خلال مركز الاتصال الحكومي لإمارة أبوظبي، وبالتالي التدخل من قبل فريق الطوارئ البيئية في الإمارة، وهذا الأمر يتطلب مزيداً من التوعية بوجود المركز ودوره في التعامل مع القضايا البيئية. خطة تدريب يولي مركز إدارة عمليات الطوارئ البيئية عملية التدريب أهمية كبرى، حيث باشر المركز منذ بداية العام الماضي تنفيذ خطة لتدريب العاملين تتمثل بإلحاق الموظفين بدورات تدريبية داخلية وخارجية، بالتنسيق مع بيوت خبرة عالمية ومحلية، وتم تطوير برامج التدريب بناء على متطلبات نظام السيطرة على الحوادث الخاص بهيئة البيئة، وكذلك بما تقتضيه حاجة الإمارة للتعامل مع الأزمات والطوارئ البيئية. وأضاف مدير إدارة الطوارئ في هيئة البيئة أبوظبي أن التدريب شمل التوعية بالطوارئ البيئية وأنواعها، وحالات الاستجابة، إضافة إلى التدريب العملي ووضع السيناريوهات المختلفة للتعامل مع الطوارئ البيئية، هذا بالإضافة إلى مشاركة الهيئة في ورش العمل التي ينظمها الشركاء الاستراتيجيون في الإمارة فيما يخص قضايا الطوارئ والأزمات والكوارث. نظام السيطرة على الحوادث أكد حميد الكندي مدير إدارة الطوارئ في هيئة البيئة أبوظبي، أن مركز إدارة عمليات الطوارئ البيئية يستند في عمله على نظام عالمي في إدارة الحدث يسمى بـ «الآي سي اس» أو ما يعرف بنظام السيطرة على الحوادث، حيث يتكون من ثلاث فرق رئيسية تتمثل بفريق إدارة الأزمات، ويضم صنّاع القرار في هيئة البيئة، حيث يقوم بتقديم الدعم على المستوى الأعلى للهيئة مع الجهات العليا على الصعيدين المحلي والاتحادي أو الوطني، ثم فريق إدارة الحدث وهو الفريق المعني بتنفيذ ومتابعة عمليات الإدارة والسيطرة ويهتم بالشؤون اللوجستية والتخطيط والاستجابة والتأكد من صحة وسلامة الأفراد، وكذلك متابعة عمليات الاتصال والتنسيق مع الشركاء الاستراتيجيين، ورفع التقارير الفنية لفريق إدارة الأزمات بالهيئة وإلى الجهات المعنية بالإمارة، فيما يضم الفريق الثالث وهو فريق الاستجابة كل من المستجيب الأول والذي يقوم بعمل التقييم المبدئي فيما يتعلق بمعطيات الحدث، وعناصر الارتباط بين هيئة البيئة والجهات ذات العلاقة. علاقة المركز مع الشركاء بشأن علاقة المركز مع الشركاء من أقسام الهيئة المختلفين والشركاء الاستراتيجيين في الإمارة، أوضح حميد الكندي مدير إدارة الطوارئ في هيئة البيئة أبوظبي أن أدوات الاتصال متاحة ومفتوحة سواء بين الأقسام والفرق الفنية التابعة لهيئة البيئة، أو مع الجهات المعنية في الإمارة، حيث أصبحت كل جهة ملتزمة بالمسؤوليات المعنية بها، وهنالك تحسن ملموس في مجال التعاون مع الجهات المعنية في الإمارة للتعامل مع حالات الطوارئ، حيث يتم وضع وتطوير خطط الاستجابة المشتركة وعمل التدريبات والسيناريوهات المشتركة لتحسين عملية الاتصال بين كافة الجهات ومعرفة الأدوار والمسؤوليات لكل جهة فيما يتعلق بالاستجابة قبل أو أثناء أو بعد الحدث. الخطط الاستراتيجية/ كادر1 مع حوار مدير إدارة الطوارئ في هيئة البيئة أبوظبي//هالة أكد حميد الكندي مدير إدارة الطوارئ في هيئة البيئة أبوظبي، أن أهمية تأسيس مركز إدارة عمليات الطوارئ البيئية تتمثل في وضع الخطط الاستراتيجية والتنفيذية للتعامل مع القضايا البيئية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©