الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«التعاون والتنمية»: تراجع الناتج الإجمالي لأفريقيا 50 % بسبب الأزمة

12 مايو 2009 01:43
ذكر تقرير لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (أو.إي.سي.دي) أمس أن الأزمة الاقتصادية العالمية خفضت معدل النمو المتوقع لإجمالي الناتج المحلي في أفريقيا خلال العام الحالي إلى النصف، مع زيادة كبيرة في عجز الموازنة لدول القارة. وقال التقرير الصادر تحت عنوان «الآفاق الاقتصادية الأفريقية 2009» «بعد نصف عقد من النمو بمعدل يزيد عن 5 بالمئة، يمكن للقارة الأفريقية توقع معدل نمو اقتصادي قدره 2.8 بالمئة خلال 2009، وهو أقل من نصف المعدل الذي كان متوقعا قبل الأزمة». واعتبرت المنظمة هذه التوقعات «متفائلة»، واضاف التقرير أن «التكامل التدريجي للقارة الافريقية في الاقتصاد العالمي منذ 15 عاماً زاد من هشاشتها (..) تجاه التقلبات الحادة لتدفق الاموال». واشار الى تقلص الاستثمارات الاجنبية وتراجع التحويلات المالية للمهاجرين الذين تأثروا بالازمة، كما أن البلدان الافريقية تأثرت بشدة بانهيار التجارة العالمية واسعار المواد الاولية التي تقلل من مواردها وتهدد «استقرار الاقتصاد الجمعي الحديث الذي كسبته بشق الانفس» بحسب التقرير الذي اشار الى عودة «ضغوط التضخم». وتابع التقرير إن «البلدان المصدرة للنفط (والمعادن) ستتأثر اكثر بالازمة الاقتصادية من الاقتصادات المتنوعة والبلدان المصدرة للمنتجات الزراعية». وسيتراجع اجمالي الناتج الداخلي لاربعة بلدان من 52 شملتها الدراسة خلال 2009. واجمالا فإن افريقيا الجنوبية ستكون الخاسر الاكبر بسبب الازمة، حيث تتوقع المنظمة 0,2 بالمئة نمواً هذه السنة، مقارنة بأفريقيا الشرقية مع توقعات بنمو 5,5 بالمئة. وستؤثر الازمة على اكبر اقتصاد في افريقيا حيث يتوقع أن ينمو الناتج الاجمالي في جنوب أفريقيا بنسبة 1,1 بالمئة هذا العام مقابل 3,1 بالمئة في 2008. ولا تستبعد المنظمة التي تتخذ من باريس مقرا, أن تعمد الدول الغنية بسبب تفاقم عجزها الاقتصادي, الى «خفض» مساعداتها التنموية البالغة الاهمية بالنسبة للدول الفقيرة. ومع حرمان السكان من فرص العمل والمداخيل يمكن أن تؤدي الازمة الى حركات احتجاج وأن تولد «مخاطر عدم استقرار اكبر» في الوقت الذي لا تزال فيه اسعار المواد الغذائية مرتفعة, حسبما اوضح القاضي جوزي جيجون رئيس مكتب أفريقيا والشرق الاوسط في المنظمة، واضاف المسؤول إن «التقلبات الاقتصادية في أفريقيا تؤثر بشكل مباشر جدا على الاهالي لأن حاجاتهم هائلة». غير أن هناك اسبابا وجيهة للتفاؤل رغم كل ذلك بحسب المنظمة، واوضح التقرير أنه في السنوات الاخيرة تبنى معظم الدول الافريقية «سياسات ادارة اقتصاد جمعي حذرة» يمكن أن تسمح بامتصاص آثار الازمة. ومع ارتفاع المبادلات التجارية مع الصين فإن القارة الأفريقية اصبحت اقل تبعية للبلدان الغنية التي دخلت مرحلة انكماش، واوضح جيجون أن «الاقتصاد الصيني سينمو نحو 6 بالمئة هذا العام وتلك البلاد التي يفترض أن يتمدن فيها بين 10 الى 15 مليون شخص سنوياً، لا تزال تحتاج الى المواد الاولية الموجودة في أفريقيا».
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©