صدر عن الدار العربية للعلوم/ ناشرون في بيروت ومنشورات الاختلاف في الجزائر كتاب (المنعرج الهرمينوطيقي للفينومينولوجيا) لمؤلفه الباحث الفرنسي جان غراندان· وترجمه إلى اللغة العربية، وهي الأولى، عمر مهيبل·
يدرس المؤلِّف في هذا الكتاب جانباً من الفلسفة الظاهراتية أو ''الفينومينولوجية'' ذلك هو الجانب التأويلي ''الهرمينوطيقي''، الذي مثَّل تحولاً أو منعرجاً في سياقها التاريخي، وهو جانب قلَّما درسه الباحثون المعنيون بالبحوث التأويلية·
ضمَّ الكتاب مقدِّمة، وتمهيداً، وخمسة فصول، فضلاً عن الخاتمة·
في المقدمة يستعرض المؤلِّف طبيعة التحول أو المنعرج الذي جرى في ثلاثينيات القرن العشرين بألمانيا عندما شقت الفلسفة الظاهراتية طريقها في تمثيل المنحى التأويلي الذي أضاف للظاهراتية ذخيرة جديدة لكي تمضي في معترك الصراعات الفلسفية على جدالي وخلق مشهدها الفلسفي على نحو خلاق·
بدأ غراندان بحثه عن الإسهام الصامت للفيلسوف الألماني إدموند هوسرل في مجال التأويل، ومعلوم أن هوسرل هو الأب الروحي للفلسفة الظاهراتية، لكنه عمدَ إلى إغناء فلسفته بالمنهج التأويلي قصد إحداث تحوُّل من شأنه توسيع مدارك وفاعلية خطابه الفلسفي في تلك المرحلة·
وجد المؤلِّف أن مساهمة هيدجر مرت بثلاث مراحل، هي: هرمينوطيقا الحدوث الأولى/ ،1923 وهرمينوطيقا الدازين في كتاب ''الكينونة والزمن''، وهرمينوطيقا المرحلة المتأخرة التي تتعلق أساسا بتاريخ الميتافيزيقا· من هوسرل إلى مارتن هيدجر صاحب كتاب ''الكينونة والزمن''، ومساهمته في مجال التأويل، لكن الانتقال إلى مساهمة الفيلسوف الألماني غدامير كشف أنها استمرار لمساهمة سلفه هيدجر·
يتوقف غراندان أيضاً عند مساهمة الفيلسوف الفرنسي بول ريكور، ويعرِّج على الفيلسوف الفرنسي أيضاً جاك دريدا ليلقي الأضواء على منهجية في التفكيك بوصفها منحى تأويليا· ويختم كتابه بما أسماه بالظاهراتية المشطوبة، وهي محاضرة ألقاها غرندان في عام 2001 بفرنسا، ونجده يذهب فيها إلى أن أغلب الفلاسفة الغربيين اهتموا، من بين ما اهتموا في منحاهم الظاهرتي بما هو مشطوب منها·
عدد اليوم
