الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الجزيرة يدفع ثمن الأخطاء الدفاعية القاتلة

الجزيرة يدفع ثمن الأخطاء الدفاعية القاتلة
24 مارس 2010 22:41
قدم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الجزيرة أسوأ مبارياته في عهد المدرب البرازيلي أبل براجا مساء أمس الأول أمام أهلي جدة السعودي، وتلقى خسارة كبيرة بخمسة أهداف مقابل هدف، ولم يكن أحد يتوقعها من جماهير أو مسؤولي الأهلي، وكذلك من جانب الجزراوية، فالأهلي الذي يمر بظروف صعبة للغاية، وأنهى الموسم في المركز السادس بالدوري، ويمر بأزمة مالية وإدارية كبيرة أدت إلى انتشار الأخبار حول موجة استقالات في مجلس إدارته، صالح جماهيره، وثبت موقف إدارته المهتز على حساب العنكبوت، والجزيرة الذي ينافس على صدارة الدوري المحلي، ولم يخسر خارج أرضه في البطولة الآسيوية، منذ بداية مشاركته فيها الموسم الماضي، والذي حضر لجدة لتحقيق أول فوز آسيوي في تاريخه، عاد بأكبر خسارة آسيوية في تاريخه منذ تواجده في دوري الأبطال. وعلى الرغم من أن البعض يعتقد أن نتيجة مساء أمس الأول مفاجئة، إلا أن القريبين من النادي لا يعتبرونها مفاجئة، لأنها امتداد طبيعي للأداء الباهت الذي ظهر أمام بني ياس، والفارق الوحيد بين المباراتين، هو أن أهلي جدة تمكن من تسجيل الفرص التي أتيحت له، أما بني ياس فلم يسجل، ولم يحالفه التوفيق في كل الفرص بما فيها ركلة الجزاء باستثناء فرصة الهدف الذي سجله عامر عبدالرحمن. مباراة أهلي جدة كشفت كل أخطاء الفريق التي لم تكن واضحة بشكل كافٍ دفعة واحدة، فقد أثبتت عدم وجود البديل الكفء لراشد عبدالرحمن، مهما قيل عن وجود فريقين من الأساسيين والبدلاء، وكشفت أيضاً وجود خلل كبير في التمركز، والتمرير، والبطء في التحول من الدفاع للهجوم، وعدم القدرة على الأداء الجماعي المنظم، وتراجع الروح القتالية لدى اللاعبين إلى مستوى غير مسبوق، ظهر فيها أن الفريق يعاني بشدة في منظوميته الدفاعية والهجومية، وأن دياكيه عندما يخضع للرقابة يفشل في الاختراق، وبناء الهجمات، وأن الهجوم يفتقد للفاعلية بدليل أن الجزيرة لم يهدر سوى فرصتين فقط للتهديف طوال المباراة، بالإضافة إلى الهدف الذي سجله توني. الأخطاء طالت الجهاز الفني بالطبع الذي لم يختار التشكيلة المثالية، حيث دفع بعبدالله قاسم من البداية في وسط الملعب ضمن المنظومة الهجومية، فلم يقم عبدالله بدور فعال في الوسط أو الهجوم، ولم يحسن توظيف الظهيرين عبدالله موسى وخالد سبيل في المباراة، فلم يقومان بدورهما الدفاعي أو الهجومي بشكل جيد، وقام بمغامرة كبيرة بين الشوطين بسحب عبدالسلام جمعة أفضل لاعبي الفريق في الشوط الأول من منطقة ارتكاز الوسط، ليترك هلال سعيد كلاعب ارتكاز وحيد، ولم يتمكن وحده من إيقاف خطورة الأهلي في بناء الهجمات والاندفاع المنظم من الخلف للأمام، وفرغ منطقة الوسط أمام الفريق صاحب الأرض ليضعهم وجها لوجه مع الدفاع الجزراوي الذي تسابق لاعبوه في ارتكاب الأخطاء، ليس لضعف منهم فقط، فهم نفس اللاعبين الذين كانوا أفضل دفاع في الدولة في الموسم الماضي، ولكن لعدم قيام لاعبي الوسط والهجوم بدورهم الدفاعي، الأمر الذي جعل الضغط عليهم كبير في الهجمات المرتدة. المباراة أثبتت أيضاً عن عدم وجود ثقافة تكتيكية لدى الكثير من لاعبي الجزيرة وتجلت في العديد من المشاهد، أهمها التحركات غير الصحيحة من عبدالله موسى التي جعلته، وكأنه غير موجود في المباراة، على الرغم من أنه واحد من أفضل الأجنحة في الدولة، وفي المساندة الهجومية التي أظهرت عدم وجود أي نوع من التفاهم بين توني وعلى مبخوت وعبدالله قاسم أو سلطان برغش، وقد تجلت مسألة غياب الثقافة في إحدى هجمات الجزيرة التي اعتمد فيها توني على نفسه، وراوغ واندفع من العمق، وبدلاً من أن يحسب على مبخوت وسلطان برغش قلبي الدفاع للأطراف لتوسيع المساحة أخذ المدافعان، وذهبا للوقوف في طريقه فأغلقا عليه المسار لتضيع الهجمة. والمباراة أثبتت أيضاً أن كل محاولات الجهاز الفني لتحقيق التوازن بين الدفاع والهجوم باءت بالفشل، وأن الفريق بحاجة لوقفة قوية، حتى يستعيد الروح أولاً، ثم الثقة بالنفس والتركيز، خاصة أنه على أعتاب مرحلة الحسم في الدوري وكأس الرابطة، ولكن هل يساعده ضيق الوقت على ذلك؟ الخسارة أهدرت بالتأكيد كل فرص الفريق في البطولة الآسيوية، وجعلته يودع المنافسة في وقت مبكر، وقضت على طموحاته القارية، على الرغم من أن ظهوره الأول كان جيداً في العام الماضي، وعمقت من أزمة الأمتار الأخيرة التي لازمت العنكبوت طوال الفترات السابقة، فهل يمكنه أن ينتفض قبل فوات الأوان؟ تصريحات براجا بعد المباراة جاءت قوية، لأن الخسارة والدهشة كانت ظاهرة على وجهه، فقد أكد أن الهدف المبكر الذي سجله الأهلي أثر سلباً على لاعبي الجزيرة، ووضعهم تحت ضغط إدراك التعادل، خاصة أنه جاء قبل أن يلمس العنكبوت الكرة، وأنه في المقابل منح الثقة للفريق الآخر، وجعله يلعب بأريحية في الفترات التالية، وأن الجزيرة بعد الهدف كان الأفضل في الشوط الأول، من حيث السيطرة، ولكن الأخطاء الدفاعية القاتلة في الشوط الثاني أدت إلى تعميق الجرح، وقضت على كل طموحات الجزيرة في إدراك التعادل. وقال براجا: سحبت عبد السلام جمعة لسببين هما حصوله على إنذار في الشوط الأول، والخوف من التعرض للثاني في الشوط الثاني، والرغبة في تدعيم الهجوم لتحسين الصورة، وإدراك التعادل والفوز، لأن التعادل أيضاً لم يكن له أي قيمة، ولكن هذا القرار ربما كان خاطئاً، وأثر على الفريق، خاصة أن هلال أصبح وحده في منطقة الارتكاز. وأضاف: لابد أن نستفيد من هذه المباراة، ونتعلم من أخطائنا فيها، واعترف بأن الفريق كان بحاجة لوقفة قوية، حتى يراجع حساباته، وربما تكون تلك الخسارة هي الوقفة والفرصة لإعادة ترتيب الأوراق من جديد، ومن المؤكد أننا سنتعلم من تلك الأخطاء، قبل مباراة الوحدة في كأس الرابطة، والشارقة في الدوري. وعن سبب الانهيار في الشوط الثاني، قال براجا إن الفريق اندفع للهجوم لإدراك التعادل والفوز، لأن الخسارة بهدف مثل الخسارة بعشرة أهداف، فالأمل الوحيد كان في تحقيق الفوز للدخول في المنافسة على الصدارة، ولكن هذا الاندفاع لم يراعي التوازن بين الدفاع والهجوم، والفريق المنافس لعب على أخطائنا في الهجمات المرتدة، واستغلها أفضل استغلال، بفضل الانتشار السليم والأداء الجماعي، وأنا لا أحمل المسؤولية للاعبين وحدهم، وأقول إنها مشتركة بين الجهاز الفني وبينهم، وأن كرة القدم تقوم على المجازفة، والمجازفة قد تنجح أحيانا، وقد تفشل في أحيان أخرى، ولكننا في النهاية منحنا فريق الأهلي هدايا غالية في 4 أهداف عن طريق أخطائنا الدفاعية. وعن السبب في تراجع مستوى الدفاع قال براجا: روزاريو وعلي سالم لم يلعبا كثيراً مع بعضهما البعض، وبالتالي فلم يكن هناك تجانس بينهما، وخالد سبيل لم تكتمل جاهزيته بالشكل الكامل، لأنه عائد من إصابة، وعبدالله موسى لم يكن في يومه ولم يكن لوجوده تأثير، ولكنها الخسارة الأولى خارج ملعبنا في الآسيوية ويجب أن نتجاوزها، خصوصاً أننا أمام استحقاقات مهمة في الدوري وكأس الرابطة، ولابد أن نعترف أن الأهلي كان الأفضل ويستحق الفوز. الفوز أعاد الأمل إلى “قلعة الكؤوس” فارياس: مكاسبنا عديدة والهدف المبكر أفقد الضيف تركيزه جدة (الاتحاد) - قال البرازيلي فارياس مدرب أهلي جدة، إن الفوز الذي تحقق لفريقه مهم للغاية، لأنه يعيد إليه الأمل في الدخول إلى المنافسة على المركز الثاني في المجموعة، وإن المكاسب كثيرة من تلك المباراة، أهمها عودة التجانس والانسجام بين اللاعبين، وعودة الروح الانتصارية للفريق، والوقوف على قاعدة صلبة للانطلاق منها في المرحلة المقبلة نحو تحقيق نتائج جيدة. وقال المدرب: عملنا بشكل جيد في الأسبوع الأخير، وبذلنا جهداً كبيراً، ولكن لا زلنا في مرحلة البداية، والتي تعنى أنني في مرحلة البناء، وتلك المرحلة تتطلب الوقت، خصوصاً أننا دفعنا بعدد كبير من اللاعبين الشباب، وأوجه إليهم الشكر في هذه المناسبة؛ لأنهم بذلوا جهداً كبيراً، وأخص بالذكر فيكتور الذي لعب، وهو لم يتماثل للشفاء بشكل كامل، وعبدالرحمن الجيزاوي، وكلاهما تحامل على نفسه، وهما من فئة اللاعبين الموهوبين، ولديهما القدرة على وضع أي فريق منافس أمام مشاكل وصعوبات كبيرة، وهو ما حدث مع الجزيرة. وأضاف: الهدف المبكر أفقد الجزيرة تركيزه، ورفع معنويات فريقي، وأنا مقتنع بأداء فريقي الجيد وأحقيته بالفوز، مثل قناعتي السابقة بأننا كنا الأفضل أمام الاستقلال والغرافة ولم يحالفنا التوفيق، والفارق الوحيد بين مباراة الجزيرة والمباراتين السابقتين، هو أننا دافعنا بشكل جيد، ولعبنا بذكاء على أخطاء الغير، وعلى الرغم من أن الدفاع ظهر بشكل جيد، إلا أن ذلك لا يعني أن كل من لعبوا أمام الجزيرة سيكونون أساسيين في المباريات، وإذا حدث تغيير فسأكون أنا المسؤول عنه، لأن التغييرات في مرحلة البناء واردة. وعن الجزيرة: قال تابعته في المباريات الأخيرة، ودرسته جيداً ووضعت خطتي بناء على عناصر القوة والضعف فيه، واستثمرنا أخطائه، ولعبنا مباراة قوية تحت ضغط كبير، لأننا كنا مطالبون بالفوز، ونتائجنا لم تكن جيدة في المرحلة الأخيرة، وأجريت تعديلات كبيرة على لاعبي الوسط والدفاع، وأثمرت النتائج الإيجابية، ولكن لابد أن نعترف بأن الجزيرة فريق قوي، ولم يقدم مستواه المعهود، ويعاني من إصابات وغيابات مهمة، وربما تكون هي التي أثرت عليه، وأتمنى أن توقظهم هذه النتيجة ليحقق النتائج جيدة في الدوري المحلي. وعن السبب في عدم الدفع بمالك معاذ المهاجم المعروف، قال فارياس انتقادات الجماهير له ليست السبب في عدم الدفع به، وهو لاعب جيد، ومن يعرفني لابد أن يعرف أنني أعتمد على من يصنع لي الفارق في المباراة، وهو اللعب الجيد وجدير بالاحترام لأنه يسجل الأهداف من أنصاف الفرص، وأنا لا أعتمد على أسماء معينة أو جنسيات معينة، ولكنني أعتمد على اللاعب الجاهز والمناسب للمباراة، وعلى الرغم من هذا الفوز، فقد غاب عنا لاعبون مهمون للإصابة، ولم أدفع بصاحب العبد الله؛ لأنه شعر بآلام في اللحظات الأخيرة قبل المباراة. فهد بن خالد: الأهلي «أبدع» على الشوط الثاني جدة (الاتحاد) - أكد الأمير فهد بن خالد المشرف العام على الأهلي أن الفوز على الجزيرة جاء في الوقت المناسب، وأنه سيكون فرصة مثالية للخروج من أجواء الإحباط التي لازمت الفريق في المرحلة الأخيرة، مشيراً إلى أن كل اللاعبين أدوا ما عليهم في المباراة، وحققوا نتيجة كبيرة على حساب فريق قوي، وأن الجهاز الفني أدار اللقاء باقتدار، وأن الفوز يضع حداً لحالة التراجع التي تعرض لها الأهلي يتعرض، وأنه يشكر اللاعبين على هذه الوقفة القوية التي أعادت لهم الأمل في التواجد بقوة في البطولة الآسيوية. وقال: لو لعب الأهلي كل مبارياته بهذا المستوى فسوف يضمن التأهل للأدوار النهائية، والفريق أبدع في الشوط الثاني، وقدم كرة متطورة ومتحضرة، والجمهور كان له دوراً كبيراً في مساندة الفريق، وأثبت أنه اللاعب رقم 1 في المباراة، وقدم درساً كبيراً للجميع بأن دوره يكون مطلوباً أكثر عندما تواجه الفريق مشاكل ويتعرض لهزة. العنقري: حققنا أهم “نصر” والفريق في الطريق الصحيح جدة (الاتحاد) - قال عبدالعزيز العنقري رئيس النادي الأهلي إن فريقه حقق أهم فوز له في المرحلة الأخيرة، والذي يؤكد أن الفريق يسير في الاتجاه الصحيح، وأنه ما زال لديه الكثير للمستقبل، لأن الأفضل لم يأتٍ بعد، مشيراً إلى أن النتيجة الكبيرة أسعدت كل عشاق النادي، ورفعت سقف آمالهم لتحقيق المزيد في البطولة الآسيوية التي نعتبرها فرصة مثالية للخروج بشكل مشرف في الموسم الحالي، خصوصاً بعد النتائج غير المرضية في الدوري. وقال: لم ولن أستقيل من خدمة الأهلي، ما دامت هذه الجماهير تساند النادي، ولن أدخر جهدا للوصول بالأهلي إلي منصات التتويج، والنتائج الجيدة سوف تساعدنا على الخروج من كل الأزمات، وأتمنى أن تتواصل الانتصارات حتى نعوض ما ضاع منا في “الآسيوية” أمام الاستقلال والغرافة. وقال: أطالب الجماهير بالصبر علينا، وأن يمنحوا المدرب الجديد فرصة للعمل بشكل هادئ، ولا يجب أن نستبق الأحداث، فالرجل مازال في بداية مهمته، وهو بطل دوري أبطال آسيا في النسخة الأخيرة، ولديه إمكانات كبيرة، ولكنه مازال يحتاج لبعض الوقت حتى يضع بصماته على الفريق. لاعبو الجزيرة من الملعب إلى المطار جدة (الاتحاد) - بعد المباراة مباشرة، توجه فريق الجزيرة من الملعب إلى المطار للعودة إلى أبوظبي، تاركاً عدداً كبيراً من الجهاز الإداري والبعثة الإعلامية، نظراً لعدم وجود أماكن بالطائرة الخاصة، وكان قرار العودة السريعة بسبب ضيق الوقت، خاصة أن مباراة الوحدة في إياب نصف نهائي كأس الرابطة بعد غد، ولا وقت للراحة. وخيم الصمت على كل لاعبي الفريق بعد المباراة، ورفضوا جميعاً التصريح لكافة وسائل الإعلام، باستثناء هلال سعيد الذي تحدث مع إحدى الفضائيات بكلمات مقتضبة أكد فيها أن الجزيرة لم يكن في مستواه الطبيعي، وأن الخسارة لن تكون نهاية المطاف، ولكنها لابد أن يستفيد الجميع من دروسها، وأن العمل يجب أن يتواصل، وأن الوقت لا يسمح بالبكاء على اللبن المسكوب، وأن الجميع يتحملون المسؤولية ولابد أن يكون عليهم الدور الكبير في العودة بقوة لمصالحة الجماهير والمسؤولين. 16 ألف متفرج في المباراة جدة (الاتحاد) - حضر مباراة الأهلي والجزيرة 16 ألف متفرج من أنصار الأهلي، وأثبتوا بحق أن الجمهور هو اللاعب رقم1، وعلى الرغم من أن فريقهم خرج من الدوري بنتائج غير مرضية، وفي المركز السادس، وأنه خسر في “الآسيوية” أمام الغرافة والاستقلال، إلا أنهم ظلوا يهتفون ويشجعون طوال 90 دقيقة، وعلى الرغم من تقدم فريقهم منذ الدقيقة الثانية، إلا أنهم كانوا أحياناً يعبرون عن غضبهم واستيائهم عند التمريرات الخاطئة من بعض اللاعبين بأصوات الاستهجان الجماعية، فيدفعون المخطئ على عدم الوقوع في الخطأ، وتفاعلوا بإيجابية مع الفريق طوال المباراة، ثم خرجوا محتفلين بعد المباراة يشيرون بالخمسة في وجه بعض الجماهير الجزراوية القليلة التي رافقت الفريق.
المصدر: جدة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©