منى المنصوري تجسد هموم العرب على القماش

لا يخلو عرض أزياء منى المنصوري من هدف يفسر علو الهامة الإنسـانية لمصممة أبت أن يقف إشــــباع المتذوق ل «الهوت كوتور» عند خطوط تغـازل بألوانها الخـلابة وقصـــاتها الدقيقة شـــغف العيون لأحدث الموديلات في عالم التصميم، فالمنصوري توجه رسائل تتسابق في مضمونها لتصل للعقول والقلوب معاً وبخط متساو يتوافق مع وضوح ما تقدمــه من إبداعات في أثوابها. تعـــددت رسـائل المنصــوري لتخــرج هذه المرة برســــالة توقظ الشـــــعور الوطـــني، لتذكرنا بثلاث حوريات مقيدات يتوسدن حضن الخليج العربي، وينتظرن العودة القريبة لحضن الوطن الأم الدافئ. جزيرة أبوموسى، وطنب الكبرى، وطنب الصغرى أسماء طرزتها المنصوري في عرضها الذي انضم إلى فعاليات معرض العروس في مدينة العين، امتزج العرض بالروح الحماسية التي أوجدت علاقة جميلة بين الشعر والأزياء من خلال عرض «حمامة السلام»، وهو ثوب حمل علم الإمارات عبر جناحيه، اعتمدت فيه المنصوري اللون الأبيض المشغول بالفضة الخالصة للدلالة على السلام الذي تنشده الدولة في علاقاتها مع الجميع. في الوقت الذي كانت كلمات شاعري الإمارات كريم معتوق وعلي الخوار تتداخل مع نبضات العرض مجسدة ملحمة وطنية ودعوة للتذكير ببنات الوطن الغائبات الحاضرات، حيث صدح صوت الشاعر كريم معتوق بأبيات ألهبت المشاعر الوطنية لدى الحضور فقال: «وطني سلام من أمان مبتكر له في كل طيبة آثر ألوانه فرح وتاريخ السير غنت له الدنيا وأدمنه السهر لم أستشر حزني وما قلت استشر لكنه حزن به قلبي انفطر مذ غاب عنه ثلاثة فوق البحر هم قطعة منا تراب أو بشر». وجاءت أبيات الخوار لتوقظ الهمة وتعيد الأمل بعودة ما فقد، حيث قال: «أمي لا تبكين فرقا بناتك ما ينفع دمع على بعد إنسان كفي دموع الحزن والله وحياتك بيعودن لحضنك لو هان الزمان». وحول تعاونها مع الشاعرين قالت المنصوري: «التعاون بين أبناء الوطن الواحد ناتج عن حبهم لوطنهم، ورغبتهم الصادقة في خدمته بالروح والمال». وأضافت أنها قامت بالاتصال بالشاعرين وأبدت رغبتها في التعاون معهما من خلال أبيات شعرية يكتبانها وتتعلق بالجزر المحتلة. وعلى الرغم من ضيق الوقت وانشغال كل منهما بارتباطاته العملية والخاصة لا سيما أن معتوق مرتبط بسفر عمل لتونس والخوار كانت والدته مريضه ومع تلك الظروف إلا أنهما قدما وفي فترة وجيزة عملين من أروع ما قدماه في مديح الوطن وقضاياه. غاية المنصوري لا تتوقف عند حد معين، فهي تتوق لإطلاق أسماء الجزر الثلاث على المدارس والشوارع حتى تبقى خالدة في نفوس أبنائنا.