الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تكتيك» الحرب على «داعش»

15 فبراير 2015 23:35
وصفت إدارة أوباما النجاحات المتواضعة التي حققتها القوات العراقية والمقاتلون شبه العسكريين في الآونة الأخيرة، بدعم من القوات الجوية الأميركية، بأنها كانت تهدف إلى انتزاع بلدات وقرى وأجزاء من ريف العراق الوعر من تنظيم «داعش». والآن، تواجه الحملة الأميركية المتجددة في العراق تحدياً أكبر حيث ينخرط المستشارون الأميركيون في جهود ترمي لتجهيز القوات العراقية لشن هجوم لاسترداد بعضٍ من أهم المدن العراقية التي لا تزال تحت سيطرة ذلك التنظيم الإرهابي. كما أن محاولة استرداد الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، وكذلك مدينتي تكريت والفلوجة، ستمثل اختبارا ليس فقط لكفاءة القوات العراقية والاتفاق الطائفي الهش في البلاد، وإنما أيضاً لاستراتيجية الرئيس أوباما الرامية لهزيمة «داعش». وفي هذا السياق ذكر مسؤول أميركي في بغداد، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن الولايات المتحدة وأطراف التحالف «يحققون تقدماً مستمراً» في غضون ستة أشهر من الضربات الجوية ضد هذا التنظيم. وأضاف «من أجل تحقيق ذلك، فإننا بصدد الدفع بقوات برية عراقية في أماكن يسيطر عليها داعش. فليس بالإمكان تحقيق ذلك من خلال الغارات الجوية وحدها». يذكر أن مقاتلي «داعش» قد استولوا بسهولة على الموصل في شهر يونيو الماضي بعد أن ترك الجنود العراقيون مواقعهم. وأدى صعود الجماعة المسلحة إلى تغيير الحكومة في بغداد وتشكيل تحالف دولي لدعم القوات العراقية من خلال الضربات الجوية. وأعقب ذلك قتال وقع بشكل أساسي خارج كبريات المدن العراقية بين مقاتلي التنظيم من جانب وخليط من القوات العراقية والبشمركة الكردية والمليشيات الشيعية والمتطوعين من جانب آخر. كما وقعت أيضاً بعض المعارك في المناطق الحضرية. ولا تزال «الرمادي»، عاصمة محافظة الأنبار، و«بيجي» وهي مدينة صغيرة وفيها مصفاة لتكرير النفط، محل صراع. وتسيطر القوات الحكومية على مناطق على أطراف تكريت ولكنها لم تتمكن من الاستيلاء على المدينة. وقال مسؤول أميركي آخر «نحن على دراية تامة بالمعنى الرمزي الكبير الذي سيمثله استرداد واحدة من هذه المناطق الرئيسية من تنظيم داعش، بيد أننا بالتأكيد لا نريد أن يخوض العراقيون في هذه الأنماط من القتال من دون الهيكل التنظيمي المناسب، والموارد اللازمة، حتى يتسنى لهم تحقيق النجاح». ويعتزم مسؤولون أميركيون المساعدة في تجهيز العراق من خلال تزويد الجنود القادمين من بعض أفضل الوحدات العسكرية في البلاد بالتدريب على المهارات التي سيحتاجونها في المناطق الحضرية مثل القتال من منزل إلى منزل والتعامل مع القنابل بدائية الصنع وتحديد الشراك الخداعة والحماية ضد نيران القناصة. إن إرسال الجنود إلى المناطق الفوضوية بالمدن لاجتثاث الخصوم يعد عملًا مضنياً، ويتطلب الدقة حيث تحتاج القوات إلى إخلاء المناطق السكنية وتحديد الأهداف لشن هجمات جوية أو مدفعية. وفي حين أن القوات الأميركية قد طورت هذه المهارات خلال حرب العراق الأخيرة، إلا أن الجيش العراقي، الذي أعيد بناؤه من البداية بعد 2003، لديه خبرة أقل بكثير في القتال في المناطق الحضرية، بحسب الجنرال «فرانك هيلميك»، الذي قاد الجهود الأميركية الرامية لتدريب القوات العراقية عامي 2008 و2009. وقد استبعد أوباما، الذي كان يعتزم أصلاً الحد من مشاركة الولايات المتحدة في النزاعات بالشرق الأوسط، إرسال قوات أميركية للقتال. وهذا من شأنه أن يجعل أداء القوات العراقية حاسماً في إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©