الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطاب نتنياهو.. واستقطاب الكونجرس ضد إيران

15 فبراير 2015 23:36
أعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين الماضي التأكيد على نيته إلقاء خطاب مثير للجدل أمام الكونجرس الأميركي في الشهر المقبل، علماً أن عزمع على استعمال الخطاب لمعارضة المفاوضات الجارية مع إيران حول برنامجها النووي، كان قد أدى إلى توترات في العلاقات بين البلدين. ففي مؤتمر في تل أبيب، قال نتنياهو إنه مصمم على شرح معارضة إسرائيل للاتفاق الذي يتم التفاوض حول تفاصيله بين الولايات المتحدة وإيران، بينما دافع الرئيس أوباما في واشنطن عن جهود إدارته الرامية إلى التوصل لاتفاق يحظى بدعم حلفاء مثل ألمانيا وبريطانيا. وفي الوسط يعلَق الكونجرس الذي رأى عمله المعتاد المتمثل في توجيه الدعوة من حين لآخر لإحدى الشخصيات الدولية لإلقاء خطاب أمام الكونجرس يتحول إلى نقطة خلاف داخلية ودولية. ويأتي الخلاف عقب قرار رئيس مجلس النواب «جون بوينر»، الجمهوري عن ولاية أوهايو، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونل، الجمهوري عن ولاية كنتاكي، دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب في الثالث من مارس بدون استشارة البيت الأبيض أو وزارة الخارجية أولًا. ويتهم الديمقراطيون في الكونجرس الجمهوريين بخرق البروتوكول بقصد إهانة أوباما، بينما وصفه منتقدو نتنياهو في إسرائيل بأنه محاولة سياسية لتعزيز حظوظه في الفوز بإعادة الانتخاب في الانتخابات التي ستجرى في غضون أسبوعين. أما الحلفاء الديمقراطيون لإسرائيل، فيعملون في الكواليس لإيجاد مجموعة بديلة من الاجتماعات التي تُظهر دعماً من كلا الحزبين لها من دون المضي قدماً في مشروع إلقاء الخطاب أمام الكونجرس. وفي هذه الأثناء، يبحث بعض الديمقراطيين فكرة مقاطعة الخطاب بينما أشار نائب الرئيس «جو بايدن» إلى أن ازدحام أجندته سيحول دون قيامه بدوره المعتاد المتمثل في الحضور للاستماع إلى الخطاب، وخلال عطلة نهاية الأسبوع كانت هناك تكهنات متزايدة بشأن إمكانية إلغاء الخطاب. ولكن مساعدين جمهوريين قالوا إنهم لا يرون أي تداعيات سياسية للزعماء الجمهوريين هنا، وإنه لما أحس نتنياهو بأن الوضع السياسي على الجبهة الداخلية لن يتضرر بالخطاب، فإن القرار كان المضي قدماً وبأقصى سرعة. وعندما أشار نتنياهو إلى الموضوع يوم الاثنين، أوضح أن هدفه هو عرقلة المفاوضات التي تجريها الإدارة الأميركية، إلى جانب خمس قوى عالمية أخرى، مع إيران بهدف منعها من توسيع برنامجها النووي من الاستعمال المدني إلى العسكري، ذلك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، وحلفاءه المحافظين في واشنطن، يخشون أن يحافظ أي اتفاق بين الجانبين على قدرة إيران على توجيه برنامجها لتخصيب اليورانيوم نحو الاستعمال العسكري، ومن ذلك تطوير قنبلة نووية. وقال نتنياهو في هذا الصدد: «إن واجبي الأول كرئيس لهذه الحكومة هو توفير الأمن، والحال هذه الأيام في ميونيخ يتم التوصل إلى اتفاق سيئ مع إيران سيعرّض وجود إسرائيل للخطر»، مضيفاً «إن من واجبي، كرئيس للوزراء، أن أقوم بكل ما في وسعي لعرقلة هذا الاتفاق، ولهذا يجب أن أذهب إلى واشنطن لعرض موقف إسرائيل أمام الكونجرس والشعب الأميركي». بدوره دافع أوباما عن المفاوضات النووية مع إيران وأشار إلى أنه لن يلتقي نتنياهو خلال الزيارة المرتقبة لأنها قريبة جداً من الانتخابات الإسرائيلية، قائلًا إن الخطاب المرتقب يمكن أن يكون مؤثرا في «الحسابات السياسية الحزبية». وقال أوباما، الذي كان واقفاً إلى جانب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في البيت الأبيض: «إن العلاقات الأميركية- الإسرائيلية لا تتعلق بحزب معين، فهي ليست علاقات مبنية على الود بين حزب العمال والحزب الديمقراطي أو الليكود والحزب الجمهوري. إنها علاقات أميركية- إسرائيلية تتجاوز الحزبين». ويقول ديمقراطيو الكونجرس إن الدعوة وحدت تيارات متنافسة داخل حزبهم. كما أن ديمقراطيين بارزين كانوا يدعمون التشريع القاضي بتشديد العقوبات على إيران باتوا يقولون إنهم سيسحبون دعمهم إلى حين بلوغ جولة المفاوضات الحالية مع إيران أجلها المقبل في أواخر مارس القادم. ويرى «بوينر» أن دعوة نتنياهو تستحق العناء لأن خطابه سيزيد الدعم للتشريع القاضي بزيادة العقوبات على إيران. وفي هذا الصدد، قال بوينر لصحفيين الأسبوع الماضي: «إنها فكرة جيدة جداً وهناك رسالة ينبغي أن يسمعها الشعب الأميركي»، مضيفاً «إن تهديد الإرهابيين المتشددين تهديد حقيقي، وتهديد إيران للمنطقة وبقية العالم تهديد حقيقي!». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©