الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دور رعاية المسنين.. في الميزان

دور رعاية المسنين.. في الميزان
6 يناير 2015 01:00
في مجتمعاتنا الشرقية لا بد أن ينعم كبار السن بكل احترام وتوقير وتقدير. فهم الآباء والأمهات والجدات والأجداد والأقارب الذين أمرنا القرآن الكريم والسنة المطهرة بحسن عشرتهم والإحسان إليهم والقيام برعايتهم على الوجه الأمثل. وفي الغرب، حيث لا صوت يعلو فوق صوت المصلحة الشخصية للفرد، يعاني كبار السن برودة وآلام الوحدة والعزلة النفسية والمادية، في ظل انشغال أولادهم بحياتهم الشخصية والعملية. فاخترعوا دور رعاية المسنين التي يودع فيها الأبناء آباءهم وأمهاتهم عندما يعجزون أو يحجمون - في بعض الأحيان- عن تقديم الرعاية اللائقة لهم. ووفقاً للثقافة الغربية، قد يعتبر ذلك حلاً مثالياً للمشكلة التي تتفاقم طبعاً مع تحسن مستويات الصحة العامة وزيادة متوسط الأعمار. لكن هل هي كذلك، في مجتمعاتنا الشرقية؟! لقد انتشرت دور الرعاية هذه في عالمنا العربي خلال السنوات الأخيرة، وصارت بمثابة فنادق مصغرة يمضي فيها كبار السن ما تبقى من عمرهم بعيدين عن فلذات أكبادهم وأحفادهم. صحيح أن البعض قد ينظر إلى نصف الكوب الملآن، فيعتبرها ظاهرة صحية تعكس حرص الأبناء على حسن رعاية الآباء والأمهات، بإيداعهن في هذه الدور التي يقوم العاملون فيها على خدمتهم ورعايتهم، بمستويات متفاوتة. لكن البعض يرى أن تلك الظاهرة تطرح تساؤلات أكثر مما تقدم إجابات بشأن وضع المسنين في مجتمعاتنا الشرقية. وهؤلاء تحديداً يقولون إن دور رعاية المسنين لا تناسب ثقافتنا الشرقية وتقاليد مجتمعاتنا لأنها قد تعني تخلي الأبناء عن الآباء بطريقة أنانية لكن أنيقة، ويقولون أيضاً إن ذلك السلوك يكسر البنية التقليدية للأسرة الممتدة باعتبارها وحدة أساسية في المجتمع تضم الأب والأم والأبناء والأجداد. وهؤلاء على وجه التحديد يؤكدون أن من شأن تلك الظاهرة، قطع أواصر التواصل الحميم مع الآباء والأجداد بإبعادهم عن الأسرة، وسيحدث خللاً اجتماعياً خطيراً، ربما لا تظهر آثاره في المرحلة الحالية، لكن بالتأكيد سيلقي بظلاله على استقرار المجتمع ككل مستقبلاً، وقد يؤدي إلى بروز ظواهر مجتمعية سلبية لا يعرف أحد مداها. ومثل هذا الجدل، لابد من أخذه في الاعتبار عند النظر إلى دور المسنين التي قد يكون ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب. مخلص أمين - الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©