الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ماذا تنتظر؟

ماذا تنتظر؟
12 مايو 2009 01:58
يقاس عمر الإنسان بما انجز في حياته، والإنجاز يقاس بالزمن، والزمن عند الجميع واحد، فنحن نمتلك 12 شهراً، ونمتلك 24 ساعة في اليوم، ليس لأحد منا على الآخر زيادة او نقصان. فهناك من ينجز في الشهر ما ينجزه الآخرون في سنة، ولذا يقال: «خبرة السنوات وليس سنوات الخبرة». وهناك من تمضي عليه السنوات دون أن يأتي بشيء يذكر، لا على الصعيد العام ولا الصعيد الخاص، فما بال هؤلاء؟؟! إننا عندما نستمع لمقولة: «الدنيا فرص فاقتنصها»، فإنها تشعل في نفوس البعض شرارة الرغبة في تحقيق ما لم يتحقق، وفي تطوير ما لم يتم بعد، وفي اللحاق بركب من سبقوهم لعلهم يصلون إلى ما وصلوا إليه، ومنهم من يجوب أقطار الدنيا ليجد ضالته. فهناك من درس واجتهد وبذل ما في وسعه لنيل أعلى الشهادات، ومنهم من سهر ليله في طلب العلم والمعرفة والحرفة والمهارة، وقضى في سبيل ذلك سنوات من عمره القصير. فالكل نال مطلبه بدرجة أو بأخرى وفقا لسعيه وتوفيق المولى عز وجل له، قال تعالى: (وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)(هود:88). والسؤال الذي أريد طرحه هنا هو: وماذا بعد أن حققت ما تريد؟؟ هل تقف دون حراك وتترك العمر يمضي بلا فائدة ولا هدف؟!! كم خرجت الجامعات والمعاهد والكليات من الطلبة والطالبات نجد منهم نسبة لا بأس بها -لسبب أو لآخر- توقفوا وتقوقعوا في محيطهم وكأنهم لم يكونوا من قبل شعلة من النشاط والحيوية والعلم والعطاء! ولعلي أخص بالذكر الفتيات، فالفتاة إن لم يكن لها طموح بإكمال دراستها العليا، أو لا ترغب في العمل، أو لم تتزوج، فأين هي؟ هل تقضي وقتها في صقل مهاراتها الشخصية وتطوير علاقاتها الاجتماعية، وفي مساعدة أمها، وفي تثقيف نفسها، أم أنها أمام شاشة التلفاز أو في حالة تذمر من الوضع وفي كدر وحزن وانطواء وبكاء على الوضع؟ هل يتوقف الطموح بعد التخرج من الثانوية أو الجامعة؟ فإلى أين يتجه الإنسان لكي يجد نفسه ويدرك أنه فرد بناء؟ ولعلي أضع هنا بعض المقترحات التي ربما تساعد الكثيرين في التحرك نحو صناعة مستقبلهم بما يفيد عوضاً عن الجلوس القاتل المميت للفكر والنفس والطاقات. وهذه المقترحات كما يلي: تعلم حرفة يدوية (حياكة، خياطة، تطريز..). تعلم مهارات جديدة (لغة أجنبية، كمبيوتر، خط، رسم ..)، وحفظ القرآن الكريم. العمل في مشروع تجاري خاص. التطوع في خدمة المجتمع من خلال القنوات المشروعة وجمعيات النفع العام. عزيزي القارئ هذه همسة في أذنك فتذكرها إن كانت لديك رغبة في الإحساس بقيمتك ووجودك:» لك الخيار في الانطلاقة الصحيحة، ولك الخيار في انتظار المجهول. لا تنتظر من الآخرين تقديم يد العون، بل اجعل من أفكارك وسلوكك ما يجبرهم على احترامك وتقديرك. فإذا أردت مني مساعدة فأرني أنك بالفعل تريدها، فهناك فرق بين التمني وبين فعل الإرادة. فهل ما زلت ترغب في الانطواء على نفسك والتقوقع في صومعتك تنتظر اللا معلوم؟!». د عبداللطيف العزعزي dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©