الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الانتخابات المحلية قد تعيد تشكيل هيكل السلطة

12 ابريل 2008 01:14
توقع محللون سياسيون أن الانتخابات المحلية العراقية في شهر أكتوبر المقبل ''ساحة قتال'' في صراع مرير على السلطة بين الأطراف الطائفية والعرقية قد يعيد تشكيل هيكل السلطة في العراق· كما أنها ستكون استفتاءً على أداء الحكومة الحالية المؤلفة من حزبي ''الدعوة الإسلامية'' و''المجلس الإسلامي الأعلى العراقي'' أكبر فصيلين في الائتلاف العراقي الموحد'' للأحزاب الشيعية، إضافة إلى حزبي ''التحالف الكردستاني''· وستعطي النتائج مؤشرات مبكرة لكيفية أداء الاحزاب في الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها العام 2009 المقبل· وستتنافس جبهات وأحزاب كبرى مثل ''جبهة التوافق العراقية'' للعرب السنة و''التيار الصدري'' الشيعي لأول مرة في تلك الانتخابات ومن المتوقع ان تحقق مكاسب على حساب الأحزاب الموجودة في السلطة· وقال مسؤول كبير في الحكومة شريطة عدم نشر اسمه ''إن تحالفات جديدة ستُشكَّل وستسقط التحالفات القديمة وكل شيء سيتغير، فالانتخابات ستعيد رسم الخريطة السياسية للعراق''· ويعتقد خبراء كثيرون أن أولى الطلقات في الصراع على السلطة المحلية اطلقت أواخر الشهر الماضي عندما شن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حملة ضد ميليشيا ''جيش المهدي'' التابعة لزعيم ''التيار الصدري'' مقتدى الصدر في مدينة البصرة بجنوب العراق· وواجهت القوات الحكومية هناك مقاومة شرسة في معارك ضارية أدت الى قتل المئات واتهم ''الصدريون'' المالكي بمحاولة اضعاف تيارهم قبل الانتخابات· وقال المالكي إنه كان يستهدف العصابات الإجرامية· ترى الإدارة الأميركية واشنطن ان الانتخابات المحلية ستعزز المصالحة عبر تعزيز المشاركة العربية السنية في العملية السياسية· ولكن كثيرين يحذرون من الصراع في الجنوب ذي الأغلبية الشيعية، حيث يتنافس الصدر وزعيم ''المجلس الأعلى الإسلامي العراقي'' عبدالعزيز الحكيم من أجل النفوذ في منطقة تضخ معظم انتاج العراق من النفط· ويسيطر المجلس على كل حكومات المحافظات التسع في الجنوب تقريباً ولكن هناك استياءً واسع النطاق ازاء ادائه في تقديم الخدمات· وقال برلماني شيعي ''ما حدث في البصرة ليس سوى البداية وسنشهد الكثير من هذا القبيل·'' وتوقع خبير شؤون العراق في ''المجموعة الدولية للأزمات'' جوست هيلترمان حدوث تحول كبير وخسارة الأحزاب القائمة التي انشأها المنفيون السابقون· وقال هيلترمان: ''اذا جرت الانتخابات بأسلوب حر ونزيه دون مقاطعات ضخمة، فستغير بشكل كبير هيكل السلطة على المستوى الاقليمي وستعني تغييراً للزعامة بعيداً عن أحزاب المنفيين السابقين الى من نشأوا في الداخل وهم أكثر قومية سواء كانوا صدريين أو القريبين من الصدريين أو السنة''· كما ستواجه الأحزاب العربية السنية الممثلة في البرلمان منافسة صعبة على الأرض من ''مجالس الصحوة'' العشائرية المُشكَّلة حديثاً لمحاربة تنظيم ''القاعدة'' وتتمتع بقوة سياسية لاسيما في محافظة الأنبار غربي العراق، حيث ظهرت لأول مرة في أواخر عام ·2006 وقال مسؤول حكومي في بغداد ''إن أفراد مجالس الصحوة هم الأبطال الجدد للعرب السنة ويقدمون بالفعل خدمات للناس· يمكن أن يظهر أداؤها ضعف بعض الأحزاب الموجودة في هذه الانتخابات''· ومن بين نقاط الاشتعال الأخرى محافظة نينوى بشمال العراق، حيث يقطنها خليط عرقي ويحكمها مجلس أغلبيه من الأكراد· وقال مسؤول كردي ''إن الأكراد فازوا بالمجلس بشكل أساسي لأن العرب السنة قاطعوا الانتخابات وهم يشاركون فيها هذه المرة وستكون معركة شرسة''·
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©