مفاوضات بين «الياه سات» ومشغلي الاتصالات لتوفير مسارات بديلة لخدمات «الإنترنت» السريعة

(دبي) – تجري “الياه سات” المملوكة لشركة مبادلة للتنمية مفاوضات مبدئية مع شركتي “اتصالات” و“دو” لتوفير مسارات بديلة لخدمات الإنترنت السريعة في حال تعطل أو انقطاع أحد الكابلات البحرية للحفاظ على جودة الخدمة المقدمة للعملاء، بحسب جاسم بوعتابة الزعابي، الرئيس التنفيذي لشركة الياه سات. وقال الزعابي في تصريحاته لـ”الاتحاد” إن خدمات توفير المسارات البديلة للإنترنت لشركات الاتصالات والمعروفة باسم “back p” تأتي ضمن مجموعة من خدمات الاتصالات المتكاملة التي توفرها “ الياه سات” للمؤسسات الأفراد وشركات الاتصالات. وأشار الزعابي إلى أن الشركة تعتزم إطلاق أول قمرين اصطناعيين لها خلال العام الجاري، بحيث يتم إطلاق القمر الاصطناعي الأول المعروف باسم “Y1A” نهاية شهر مارس المقبل، فيما يتم إطلاق القمر الاصطناعي الثاني “Y1B” خلال الربع الأخير من العام الجاري. وأوضح أن القمر الاصطناعي الأول “Y1A” مخصص للاتصالات العسكرية وشبكات الإنترنت والبث التلفزيوني، فيما تم تخصيص القمر الاصطناعي الثاني “Y1B” للاتصالات العسكرية وخدمات الإنترنت السريعة التي تصل كفاءتها إلى نحو 40 مرة مقارنة بباقي الأقمار الصناعية العاملة في نفس المجال. ولفت الزعابي إلى أن القمرين الاصطناعيين المزمع إطلاقهما تباعا خلال العام الحالي سيصلان إلى نقطة الجاهزية الكاملة خلال فترة تتراوح بين أربعة وستة أشهر من تاريخ إطلاق كل منهما، حيث يتم إجراء الاختبارات العملية للقمرين الاصطناعيين والمحطات الأرضية التابعة قبل إطلاق الخدمات بشكل نهائي النصف الثاني من العام الحالي والنصف الأول من العام المقبل على التوالي. وأكد الزعابي أن خدمات القمرين الاصطناعيين Y1A”” و”Y1B” ستساهم في دعم طموحات الإمارة لتصبح مركزاً إقليمياً وعالمياً لخدمات الاتصالات والبث الإعلامي، من خلال السماح للعملاء من أوروبا وجنوب آسيا بالربط مع العملاء في جميع أنحاء المنطقة التي تغطيها الخدمة. وأوضح الزعابي أن مشروع القمر الاصطناعي الإماراتي “Y1B” التابع للمؤسسة يمثل ثورة في عالم الاتصالات عبر الإنترنت، حيث سيوفر خدماته لجميع العملاء في أي زمان وأي مكان وبسرعة فائقة وبأسعار تنافسية، حيث تعتزم الشركة إطلاق باقات إنترنت سريعة للأفراد تبدأ من 40 دولارا شهريا، وهو السعر الأقل على الإطلاق لخدمات الإنترنت السريعة عبر القمر الصناعي. وبين أن خدمات الاتصالات والإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية مكملة لخدمات الاتصالات الأرضية التي يقدمها مشغلو الاتصالات المحليون في كل دولة، حيث تتميز خدمات الإنترنت عبر القمر الاصطناعي قدرتها على النفاذ للمناطق النائية بحرا وجوا وأرضا، في الوقت الذي يتعذر على شركات الاتصالات التقليدية تغطيتها، إما لوعورة التضاريس أو لانعدام الجدوى الاقتصادية. ونوه إلى أن خدمات الاتصالات والإنترنت عبر شركات الاتصالات العادية تتميز برخص أسعارها، مقارنة بأسعار خدمات الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، لافتا إلى أن التكامل بين هذه الخدمات يمثل مرحلة متقدمة من التقدم والتكامل التقني بين شركات الاتصالات الأرضية والفضائية. وكانت “مبادلة” قد أسست شركة “ياه سات” في عام 2007 لتوفير حلول الاتصال بالأقمار الاصطناعية لشركات القطاعين العام والخاص في منطقة الشرق الأوسط، وأفريقيا، وأوروبا، ومنطقة جنوب غرب آسيا، بحسب البيانات المتوافرة في موقع الشركة. كما سبق أن وقعت “الياه للاتصالات الفضائية” “ياه سات” عقداً مع تحالف شركة EADS استريوم وشركة تالس الينيا الفضائية، لتصنيع نظام قمرين اصطناعيين بقيمة تفوق 1,2 مليار دولار (4,4 مليار درهم). وتوفر “ياه سات” أربع خدمات رئيسية من خلال أقمارها الاصطناعية، تشمل “ياه كليك” والخاصة بخدمات الإنترنت للشركات والأفراد، و”ياه سكيور” والمتخصصة في الأمن للحكومات، و”ياه لينك” والخاصة بخدمات للإنترنت، علاوة على “ياه لايف” والمتخصصة في محطات التلفزيون والفضائيات. وسبق أن منحت هيئة تنظيم الاتصالات بالإمارات ترخيصا لشركة “ياه سات” لتوفير خدمات الاتصالات بالأقمار الاصطناعية لمدة 10 سنوات، وتقوم “ياه سات” بإنشاء شبكة عمومية للاتصالات وتشغيلها وإدارتها مع توفير الخدمات المرئية والصوتية والبيانات وحلول التواصل بالإنترنت. وأشار الزعابي إلى أنه التكلفة للاستثمار المبدئية لإطلاق الأقمار الاصطناعية مرتفعة إلا أن التكاليف التشغيلية اللاحقة لا تزيد على 1% من إجمالي الاستثمارات، كما أن العمر الافتراضي للقمرين الاصطناعيين اللذين تعتزم الشركة إطلاقهما على مدار العام الجاري لا يقل عن خمسة عشر عاما من تاريخ تشغيل كل منهما. وحول الإقبال العالمي على الخدمات التي تقدمها “الياه سات” من خلال القمرين الاصطناعيين المزمع إطلاقهما، قال الزعابي إن خدمات الاتصالات العسكرية استغلت بالكامل من خلال اتفاقية مع القوات المسلحة الإماراتية، فيما تم بيع وتسويق معظم الخدمات الأخرى الخاصة بالاتصالات والإنترنت السريعة وغيرهما للشركات والمؤسسات المعنية بتوفير هذه الخدمات على نحو مستدام مثل شركات البترول والملاحة. وأعلنت شركة الياه للاتصالات الفضائية “الياه سات” مؤخرا عن اختيار “ستار للاتصالات الفضائية”، الشركة التابعة والمملوكة بالكامل لـ”الياه سات”، لكل من شركتي “أكسيوم تليكوم” و”سكاي ستريم” كوكلاء محليين لتقديم خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية “YahClick” للعملاء في دولة الإمارات، حيث ستساهم الخدمة الجديدة التي تشمل 27 دولة يبلغ عدد سكانها أكثر من مليار نسمة في تعزيز مكانة أبوظبي كمركز رائد للاتصالات. وستمثل خدمة “YahClick” أول نظام للاتصالات الفضائية ذات النطاق العريض يخدم منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب غرب آسيا، وسيتم توفير الخدمة عبر القمر الاصطناعي Y1B، ثاني أقمار شركة «الياه سات» الذي سيتم إطلاقه في الربع الأخير من العام الجاري. تأهيل الكوادر لرفع نسب التوطين إلى 70% دبي (الاتحاد) - تعتزم “ الياه سات” رفع نسب التوطين في الشركة لتصل إلى نسبة تتراوح بين 60 و 70% عقب إطلاق القمرين الاصطناعيين ”Y1A” و”Y1B” ودخولهما الخدمة بحسب جاسم بوعتابة الزعابي، الرئيس التنفيذي لشركة الياه سات. وأشار الزعابي إلى أن نسبة التوطين الحالية بالشركة تصل إلى نحو 50%، موضحا أن رفع نسب التوطين سيتم من خلال تعزيز الهيكل الإداري بكفاءات مواطنة بعد تدريبها وتأهيلها ومن دون الاستغناء عن أي من العاملين في الشركة حاليا والبالغ عددهم 120 موظفا. وقال الزعابي إن الشركة أعدت برامج تدريبية متنوعة لاستقطاب الكفاءات المحلية الشابة الحاصلة على شهادات ملائمة لدمجها في مجال التشغيل والتحكم في الأقمار الاصطناعية، وهو مجال غاية في التخصص، ومن ثم يتعين على الشركة إعداد كوادرها من خلال اعتماد برامج تدريبية خاصة. 400 قناة فضائية على القمر الاصطناعي «الياه سات» دبي (الاتحاد) - أشار جاسم بوعتابة الزعابي، الرئيس التنفيذي لشركة الياه سات، إلى إن الطاقة الاستيعابية للقمر الاصطناعي “Y1A” في مجال خدمات البث الفضائي للقنوات التلفزيونية يبلغ نحو 23 “حزمة فضائية” “Transponders”، والتي تكفي لإطلاق عدد قنوات فضائية يتراوح بين 200 و400 قناة حسب نوع التقنية المستخدمة في البث. وتوقع الزعابي أن تشهد خدمات البث الفضائي إقبالا كبيرا من عدد من المؤسسات الإعلامية الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى أن “الياه سات “ وقعت عدداً من التعاقدات مع مجموعات إعلامية كبرى فضل إرجاء الكشف عنها لوقت لاحق نظرا لمقتضيات السرية التي تفرضها أجواء المنافسة القائمة بين شركات الأقمار الاصطناعية العاملة في المنطقة. ولفت إلى أن توفير المواقع المدارية للقمرين الاصطناعيين المزمع إطلاقهما خلال العام الحالي شكل أحد أهم التحديات التي تغلبت عليها الشركة خلال المرحلة الماضية، حيث يعاني الفضاء الخارجي من ازدحام شديد في عدد الأقمار الاصطناعية والترددات المشغولة، لافتا إلى أن الشركة لديها مساحة لإطلاق المزيد من الأقمار الصناعية، إلا أن هذه الخطوة تتوقف على الجدوى الاقتصادية لإطلاقها.