برنامج وطني يفتتح معرض «المواطنة الصالحة» في أبوظبي

دبي (الاتحاد) - افتتح برنامج وطني معرض “المواطنة الصالحة في العهد النبوي”، الذي ينظمه للسنة الثالثة على التوالي، وذلك في الفترة من 15 إلى 25 فبراير 2012 في مارينا مول بأبوظبي. وينظم برنامج وطني هذا الحدث، بالتعاون مع قسم الوثائق والمخطوطات - مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة. ويتضمن المعرض العديد من النشاطات والفعاليات والصور والأفلام والمنشورات التي تلقي الضوء على مراحل تاريخية ووقائع مهمة في العهد النبوي، ابتداء من نشأة المدينة المنورة، مع التركيز على جوانب التنمية المختلفة في عهد النبي (ص) لتأسيس دولة الإسلام الأولى، وذلك من جوانب تشريعية كوضع ميثاق التحالف الإسلامي وتأسيس دستور المدينة (صحيفة المدينة) وإشهار حرم المدينة المنورة. وقال مروان الهاشمي المدير التنفيذي لبرنامج وطني “يعكس هذا المعرض التوجهات الاستراتيجية لبرنامج وطني المتمثلة في تعزيز ممارسات المواطنة الصالحة التي تنطلق من مسؤولية الأفراد تجاه قادتهم وأوطانهم والحرص على مكتسبات الدولة. ونحرص من خلال المعرض على توصيل رسالة واضحة حول المفاهيم الحقيقية للمواطنة الصالحة في عهد الرسول (ص) من خلال وسائل الإيضاح الحديثة من أفلام وصور ومجسمات، للتأكيد على أن المواطنة الصالحة هي أحد أسس التنمية الأساسية وللتأكيد على البعد التنموي في تأسيس المدينة المنورة وإبراز جوانبها المختلفة التي لا تزال موجودة حتى اليوم في مفهوم التنمية في دولة الإمارات”. وأضاف: “يأتي تنظيم المعرض في إمارة أبوظبي هذا العام في إطار توجهات البرنامج لاستهداف إمارات الدولة كافة، ونشر الوعي حول المواطنة الصالحة. كما يشكل المعرض منصة مثالية للاطلاع على معلومات جديدة عن ديننا الإسلامي الحنيف التي يجب أن نعرفها ونطلع عليها عن كثب من أجل تعزيز ثقافة العلم الديني والالتزام بتعاليم الإسلام ومبادئ المواطنة الصالحة”. ويركز المعرض على الجوانب الاقتصادية، ومنها تأسيس الرسول لأول منطقة حرة لتشجيع امتهان المهاجرين للتجارة ولكسر الاحتكار، إضافة إلى التنمية الاجتماعية والتي تضمنت تطوير العلاقات بين القبائل المختلفة والتركيز على تحويل التنافس القبلي إلى تنافس رياضي، وذلك بتأسيس أول مضمار لسباق الخيل. كما أن المعرض يشير إلى جوانب مختلفة من الحكم الراشد للرسول عليه الصلاة والسلام، والتي هدفت إلى تحقيق التناغم بين مختلف أفراد مجتمع المدينة والتي كانت مدينة متعددة الثقافات والأديان. ويضم المعرض ما يقارب 17 لوحة تصويرية، تعرض مواقف ومعالم تاريخية من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم، ومنها لوحة طريق الهجرة التي تبين الأماكن التي مر عليها النبي (ص)، ولوحة تبين أهم معالم المسجد النبوي في العهد النبوي، ولوحة توضح بالمؤشرات الرقمية أهم جوانب حياته صلى الله عليه وسلم، مثل الجوانب الاقتصادية والسياسية. كما أن هناك لوحة تظهر فيها السوق الحرة التي أنشأها وهي سوق النبي صلى الله عليه وسلم، والتي جعلها منطقة تجارية حرة معفاة من الضرائب، ولوحة معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، ولوحات تبين التعايش بين المهاجرين والأنصار ومصاهرات كبار الصحابة الدالة على قوة ارتباطهم ومحبتهم. كما يلقي المعرض الضوء على الجوانب السياسية، والتي منها دستور المدينة، حيث أسس النبي صلى الله عليه وسلم مفهوم المواطنة الصالحة والمساواة بين الناس في الحقوق والواجبات في دستور اسمه دستور المدينة (صحيفة المدينة)، وذلك أول ما وصل إليها، بعدما عقد مشاورات مع اثنتين وأربعين من قبائل المدينة، ووقع معهم اتفاقية تعتبر أساساً للمجتمع الدولي في يومنا هذا، وبنود هذه الاتفاقية كاملة في سيرة ابن هشام. ويتخلل الحدث أيضاً تقديم مواد المعرض، الذي يتم تنظيمه بالتعاون مع مركز أبحاث ودراسات المدينة المتخصص في دراسة تاريخ المدينة المنورة، باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك لإبراز الجوانب التنموية لحكم الرسول عليه الصلاة والسلام. وتجدر الإشارة إلى أن المعرض كان قد شهد العام الماضي إقبالاً غير مسبوق من مختلف شرائح المجتمع في الدولة من خلال توافد العديد من الشخصيات المهمة وممثلي عدد من المؤسسات الاجتماعية وطلاب المدارس والجامعات.