تكنولوجيا الحفر الحديثة تكشف عن ثروات نفط وغاز ضخمة

نجحت شركة تشيزابيك الأميركية تحت إدارة رئيسها التنفيذي الشهير اوبري ماكليندون في أن تصبح إحدى كبرى شركات إنتاج الغاز الطبيعي الأميركية بفضل اتباعها لطرق الحفر الحديثة وسياساتها وإنفاقها الضخم في مشاريع مدروسة. والآن فيما تنشغل الشركة في بيع بعض أصولها وتقليص إنفاقها يشهد بعض المراقبين في السوق مدى تأثير الملياردير المعروف والمستثمر الناشط كارل ايكان على أداء هذه الشركة عقب استحواذه على حصة فيها. وقالت تشيزابيك المتمركزة في مدينة أوكلاهوما سيتي مؤخراً أنها تعتزم بيع أصول تبلغ قيمتها 5 مليارات دولار تشمل حصتها في حقل غاز اركنساس. وجاء هذا الإعلان بعد أسبوع من موافقة تشيزابيك على بيع حصة في حقل نفط روكي ما ونتن مقابل 1,3 مليار دولار. ويقول ماكليندون رئيس تشيزابيك ومديرها التنفيذي إن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية تقليص ديون الشركة وإبطاء نموها بهدف زيادة ربحيتها. ويأتي هذا التوجه بعد أن كشفت تشيزابيك في شهر ديسمبر عن أن ايكان كان قد استحوذ على حصة 5,8 في المئة في الشركة. يذكر أن ايكان الذي كثيراً ما يملي تغييرات كبرى على الشركات التي يستثمر فيها لم يطلب علناً تغيير استراتيجية تشيزابيك ولكنه قال إنه راض تماماً عن مبادرة ماكليندون إلى تسديد ديون الشركة. وأشاد ايكان بسياسات ماكليندون وباستجابته لطلب مساهمي الشركة. وقال ماكليندون إنه ناقش استراتيجية الشركة الجديدة مع ايكان الذي لم يُمل عليه أية قرارات. وتنشغل تشيزابيك وشركات أخرى في السنوات القليلة الماضية في تطوير طرائق حفر جديدة كشفت عن كميات ضخمة من النفط والغاز الطبيعي موجودة في صخور صفحية. ويعتبر هذا التحول الجذري منعطفاً مالياً بقدر ما هو طفرة تكنولوجية، إذ بادرت تشيزابيك على نحو الخصوص إلى وضع استراتيجيات تجميع مليارات الدولارات اللازمة لشراء حقوق عمليات الحفر في كافة أنحاء الولايات المتحدة. فأصدرت الشركة أسهماً واقترضت أموالاً وباعت حصصاً في حقولها إلى شركات بريطانية ونرويجية وفرنسية وصينية. نجحت هذه الاستراتيجية وحوَّلت تشيزابيك البالغ عمرها 22 عاماً إلى ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بعد شركة النفط العملاقة اكسون موبيل. وتتوقع الشركة أن تكون قريباً ضمن أكبر منتجي النفط أيضاً في الولايات المتحدة بعد أن أجرت مؤخراً تغييراً على استراتيجياتها جرّاء انخفاض أسعار الغاز. غير أنه رغم أصول الشركة القوية يتم تداول سهم تشيزابيك بسعر أقل من سعر منافسيها. وتقدر احتياطيات الشركة من النفط والغاز بسعر 1,58 دولار لكل ألف قدم مكعب من الغاز الطبيعي بحسب تقديرات مؤسسة جيفريز اندكو للبحوث بينما تقدر احتياطيات منافسيها بسعر 2,08 دولار لكل ألف قدم مكعب بفارق 24 في المئة. ويقول بعض المحللين إنه رغم عبء الشركة الثقيل من الديون وتعهداتها السابقة بتقليص إنفاقها إلا أنها تعتزم إنفاق مليارات الدولارات على حقول نفط وغاز تم اكتشافها مؤخراً. ويبدو أن ماكليندون عازم بإصرار على المضي قدماً في خطط الشركة لاقتناعه بأن الفرص كانت سانحة لدرجة يصعب بها عدم انتهازها. وأوضح عزمه على تعديل هدف الشركة في عامي 2009 و2010 الرامي إلى مشاريع النفط الأكثر ربحية من مشاريع الغاز. وأشاد المستثمرون بقراره ومنذ ذاك انتهج العديد من الشركات نهج تشيزابيك. ويقول ماكليندون إن مرحلة البحث عن مناطق جديدة قد انتهت، إذ أن معظم حقول النفط والغاز الكبرى الأميركية قد اكتشفت حسب رأيه وأنه غير عازم على التوسع في خارج أميركا. نقلاً عن - وول ستريت جورنال ترجمة - عماد الدين زكي