الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مستثمرو الأسواق الناشئة الجديدة يحاولون الصمود أمام اضطرابات الشرق الأوسط

مستثمرو الأسواق الناشئة الجديدة يحاولون الصمود أمام اضطرابات الشرق الأوسط
18 فبراير 2011 21:10
لندن (رويترز) - يتيح ضعف الارتباط بين أسواق الأسهم في الاقتصادات الناشئة الجديدة لكثير من المستثمرين إمكانية الهروب أو على الأقل امتصاص اضطرابات الشرق الأوسط دون أي ضرر. وبات واضحاً أن أدوات الدين العالمية في هذه البلاد أكثر عرضة لعدوى الاضطرابات، بينما يجني المستثمرون في الأسهم بعضاً من فوائد التنويع التي تتيحها الأسواق الناشئة الجديدة. ومع انتشار الاحتجاجات في أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ونجاحها في الإطاحة برئيسي تونس ومصر، سحب المستثمرون أموالاً من الأسواق الناشئة بوجه عام. لكنهم واصلوا ضخ مزيد من الأموال لاستثمارها، خاصة في صناديق أسهم في الأسواق الناشئة الجديدة. وتظهر بيانات من مؤسسة «إي.بي.اف.آر»، التي ترصد نشاط الصناديق، أن صناديق أسهم الأسواق الناشئة الجديدة تلقت تدفقات للأسبوع السادس والثلاثين على التوالي، بينما خسرت صناديق أسهم الأسواق الناشئة سبعة مليارات دولار في أسبوع واحد في هذا الشهر. وتراجع مؤشر «ام.اس.سي.آي» لأسهم الأسواق الناشئة أربعة في المئة هذا العام متخلفاً عن أداء الأسهم العالمية التي ارتفعت أربعة في المئة. لكن مؤشر «إم.اس.سي.آي» لأسهم الأسواق الناشئة الجديدة الذي يضم أسواقاً مثل فيتنام ورومانيا ولبنان والبحرين وتونس تراجع اثنين بالمئة فقط. ويقبل المستثمرون على الاقتصادات الناشئة الجديدة لأنها تسجل عادة معدلات نمو مرتفعة وستتحول يوماً ما إلى أسواق ناشئة. ويقول مستثمرون إن ضعف سيولة هذه الأسواق يقلل احتمالات تأثر إحداها بتراجع الأخرى. وقال سفين ريشتر رئيس الأسواق الناشئة الجديدة لدى رنيسانس لإدارة الأصول «إذا استثمرت في صندوق للأسواق الناشئة الجديدة، فإن المخاطرة ليست كبيرة إلى هذا الحد، لأنك تستثمر في أسواق متفاوتة». ومع تنامي الارتباط بين الأسواق الناشئة والمتقدمة يتيح ضعف الارتباط بين الأسواق الناشئة الجديدة والأسواق العالمية فرصة للمستثمرين الراغبين في تنويع استثماراتهم. وتظهر بيانات من «طومسون رويترز» أن الارتباط بين أسهم الأسواق الناشئة وأسهم الأسواق المتقدمة خلال الأسابيع الستة والعشرين الماضية بلغ 0,8 مقارنة مع 0,49 للأسواق الناشئة الجديدة. ويشير معامل الارتباط عند واحد إلى أعلى مستوى ارتباط. وعلاوة على ضعف ارتباطها بالاقتصاد العالمي، فإن الأسواق الناشئة ليس لها ارتباط يذكر ببعضها البعض. على سبيل المثال يبلغ ارتباط مؤشر «ام.اس.سي.آي» نيجيريا مع مؤشر «ام. اس.سي. آي» فيتنام 0,19 فقط. بل إن الأسواق الناشئة الجديدة في المنطقة نفسها لا ترتبط ببعضها بدرجة تذكر، إذ يبلغ ارتباط السوق النيجيرية بالسوق الكينية 0,3. وهذا يتيح لمحفظة متنوعة من أسهم الأسواق الناشئة الجديدة تفادي كثير من التقلب بفضل التنويع. وفي حين عوض مؤشر «ام.اس.سي.آي» للأسواق الناشئة معظم خسائر 2008، إلا أن غالبية الأسواق الناشئة الجديدة ما زالت تتحرك دون المستويات المرتفعة في 2007. وبعد العديد من الانتكاسات، يراهن بعض المستثمرين على أن 2011 ستكون السنة التي تبدأ فيها الأسواق الناشئة الجديدة اللحاق بنظرائها. وقال اندريا نانيني مدير صندوق «اتش.اس.بي.سي» للأسواق الناشئة الجديدة «بعض هذه الأسواق (الناشئة الجديدة) يدخل المرحلة التي كانت الأسواق الناشئة الكبيرة فيها قبل 12 أو 18 شهراً وهو ما يجعل المستثمرين يلتفتون إليها مجدداً». وسجلت الأسهم الأرجنتينية على سبيل المثال أعلى مستوى لها على الإطلاق في الشهر الماضي وبلغت أسهم استونيا أعلى مستوى لها منذ أكثر من ثلاث سنوات بعد انضمام البلاد إلى منطقة اليورو هذا العام. ويجري تداول أسهم الأسواق الناشئة الجديدة بخصم 20% عن أسهم الأسواق الناشئة من حيث مضاعفات السعر إلى القيمة الدفترية وفقاً لبيانات من «كريدي سويس» وهو ما يتيح لها مجالاً أكبر للصعود. من ناحية أخرى، قد تواجه أسواق الدين مزيداً من المتاعب مع تجميد الإصدارات المزمعة لكي يعيد المستثمرون تقييم المخاطر السياسية. ويبدو من المستبعد أن تباشر دول أفريقية مثل زامبيا وكينيا وتنزانيا وأوغندا وتونس إصداراتها الأولى من السندات الدولية قريباً. وبات في حكم المؤكد تقريباً أن البحرين التي كانت تتطلع إلى إصدار سندات دولية في مارس أو أبريل ستضطر إلى إرجاء الصفقة. وباعت نيجيريا في يناير أول إصدار دولي لها بعد فترة انتظار طويلة بقيمة 500 مليون دولار بعد إصدارين من غانا والجابون في 2007. وتراجعت أسعار كل هذه السندات خاصة إصداري غانا والجابون اللذين اتسعت فوارق عوائدهما بما يصل إلى 80 نقطة أساس فوق عوائد سندات الخزانة الأميركية. ويقتفي كثير من المستثمرين في الأسواق الناشئة مؤشرات السندات القياسية التي تشمل كل السندات السيادية التي تبلغ قيمتها 500 مليون دولار أو أكثر. وأصبح بعض هؤلاء قلقين بسبب أحداث الشرق الأوسط وبسبب التخلف عن سداد مدفوعات سندات لساحل العاج بقيمة 2,3 مليار دولار. وقال سمير جاديو محلل الأسواق الناشئة لدى ستاندرد بنك «الصناديق التي تركز على أفريقيا تعلم كل التفاصيل الدقيقة وتدرك تماماً الاختلاف بين البلدان». وأضاف «بالنسبة للمستثمرين العالميين الذين اشتروا السندات كجزء من المؤشر تبدو كل البلدان سواء».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©