الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البابا في بلاد المخاطر

12 مايو 2009 02:32
بعد زيارته للأردن، توجه البابا بنديكت السادس عشر إلى بلاد وعرة في رحلة تأخذه عبر حقول ألغام دينية وسياسية في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل. وإذا كانت لدى زعيم الكنيسة الكاثوليكية إمكانية المساهمة في عملية السلام الفلسطينية- الإسرائيلية، وإنعاش الحضور المسيحي الآخذ في التقلص بالأراضي المقدسة، ووضع علاقات الكنيسة مع المسلمين واليهود على طريق جديد، فإن كلماته وحركاته يمكنها بالمقابل أن تلهب مشاعر عداء قديمة وتعمق الخلافات. وحتى الآن، مضى حج الحبر الأعظم ذي الاثنين والثمانين عاماً إلى الشرق الأوسط بشكل سلس. فخلال ثلاثة أيام في الأردن، عبَّر عن «الاحترام العميق» للإسلام، ورُحب به في أحد المساجد، وانتقد «الاستغلال الإيديولوجي للدين» لأغراض سياسية عنيفة. ويقول بعض رجال الدين المسلمين إنه هدأ كثيراً من الغضب الذي أثاره خطابه في 2006 الذي أشار فيه إلى ما قاله إمبراطور بيزنطي من أن الإسلام انتشر بالعنف. غير أن جمهوراً أصعب مراساً ينتظره في ما تبقى من جولته الشرق أوسطية، حيث ستشكل الأيام الأربعة المقبلة اختباراً لقدرته على تخطي بعض الصعوبات الواضحة ونيل الاحترام الذي اكتسبه سلفه البابا يوحنا بولس الثاني من كل الأطراف خلال حجه إلى المنطقة قبل تسع سنوات. وفي ما يلي بعض الفرص والصعوبات التي يواجهها البابا هذا الأسبوع في القدس وبيت لحم والناصرة. الصراع على القدس: المكان الذي حطت به المروحية التي تقل البابا يوجد في القدس الشرقية التي قرر الفلسطينيون أن تكون عاصمة دولتهم المستقبلية؛ وتعتبرها إسرائيل أيضاً عاصمة لها. كما أن النشطاء الفلسطينيين يقولون إن مخططات العمدة «نير بركات» للالتقاء بالبابا وحضور قداسه الديني اليوم ما هي إلا مناورة لتقوية وتعزيز مزاعم إسرائيل؛ ويريدون من البابا أن يندد بهدم المنازل الفلسطينية وبناء الأحياء اليهودية في القدس الشرقية. غير أن تعليقاً من البابا على هذا الموضوع سيكون بالغ الحساسية. ومعلوم أن الفاتيكان يؤيد «وضعاً خاصاً بضمانات دولية» للأماكن المقدسة في القدس لا يؤثر على مسألة ما إن كان ينبغي أن تكون المدينة عاصمة للدولة الفلسطينية أو إسرائيل أو لكلتيهما. ظل الجدار: خلال ذهابه إلى بيت لحم ورجوعه منها يوم الأربعاء، سيمر البابا بنديكت عبر نقطة تفتيش بجدار الفصل العملاق الذي بنته إسرائيل لعزل نفسها عن الباقي من الضفة الغربية. وبالنسبة للفلسطينيين، يرمز الجدار إلى الاحتلال الإسرائيلي؛ ولكن إسرائيل تقول إن هدفه أمني. وعندما حاول الزعماء الفلسطينيون في بيت لحم وضع منصة للبابا بالقرب من الجدار، اعترضت إسرائيل، وتقرر تغيير الموقع، ووافق البابا على إلقاء كلمته من ساحة مدرسة بمخيم عايدة للاجئين. ومع ذلك، فإن الجدار سيكون مرئياً في الصور التلفزيونية والفوتوغرافية للبابا، وسيكون من الصعب ألا يأتي على ذكره. ومعلوم أن يوحنا بولس اختلف مع إسرائيل بسبب الجدار في 2003 حين قال إن الشرق الأوسط «لا يحتاج إلا جدران، بل إلى جسور». فهل سيكرر بنديكت هذه الانتقادات ويستعدي إسرائيل، أم سيلتزم الصمت ويخيب أمل الفلسطينيين؟ وهل سيذهب إلى ما هو أبعد مما ذهب إليه سلفه في دعم مطالبة الفلسطينيين بـ«حق العودة»؟ المحرقة: لاشك أن الكثير من الإسرائيليين ينتظرون تعليقاً من البابا على قراره العدول عن طرد الأسقف ريتشارد ويليامسون من الكنيسة على رغم إنكاره المحرقة، وسيظل الموضوع ملقياً بظلاله على الزيارة البابوية. إن اختيار بنديكت للرسائل التي سيبعث بها سيحدد معالم الدور الدبلوماسي لدولة الفاتيكان في المنطقة، وربما قدرتها أيضاً على تقوية وتعزيز الجهود الأميركية للتوصل لاتفاق سلام. ريتشارد بودرو - القدس ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©