الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

إبراهيم عبد المجيد: الإبداع العربي خسر كثيرًا بضياع العراق وليبيا وسوريا

إبراهيم عبد المجيد: الإبداع العربي خسر كثيرًا بضياع العراق وليبيا وسوريا
25 ابريل 2016 16:48
ازدراء الأديان وخدش الحياء في الأدب ظواهر غريبة في عالمنا العربي.. التزوير يجتاح عالم الإبداع في اللحظة نفسها التي يصدر فيها الكتاب للمؤلف الأصلي مع نسخة أخرى لأسماء مستعارة كما يحدث في أفلام السينما التي تتم سرقتها خلال اليوم الأول للعرض ووضعها على الإنترنت.. السرقات الأدبية ظاهرة مفسدة للإبداع.. سوق الإبداع والكتاب خسر كثيراً بالأحداث والاضطرابات الجوسياسية في المنطقة العربية.. تدمير الكتب أصبح لغة يومية مثل «صباح الخير». بعبارات قوية من هذا النوع، انطلق الكاتب الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد أحد الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها العاشرة لعام 2016، فرع الآداب، يرسم ملامح صورة عامة للمشهد الثقافي العام في مصر والعالم العربي.   وفي حوار عبر الهاتف مع «الاتحاد» تحدث عبدالمجيد قبل أيام من تكريمه في أبوظبي عن عمله «ما وراء الكتابة: تجربتي مع الإبداع»، الذي نال عنه جائزة الشيخ زايد للكتاب، والذي قدم فيه عرضًا تحليلياً لأعماله الروائية. قال عبد المجيد «يواجه الإبداع تحديات عديدة في وقتنا الحاضر يأتي في مقدمتها عمليات التزوير«السرقات الأدبية»، حيث تقوم دور نشر بإصدار الرواية أو القصة نفسها عقب صدور النسخة الأصلية وبأسماء مستعارة، إضافة إلى ظواهر غريبة أبرزها ازدراء الأديان وخدش الحياء في الأدب، عازياً ذلك إلى ضعف الرقابة وقصور أجهزتها في تنفيذ ومتابعة قوانين حق المؤلف، إضافة إلى انشغال اتحاد الكتاب بخلافات داخلية وانصرافه عن دوره الرئيسي. وأضاف الروائي المصري، أنه على الرغم من أن الإبداع ينمو ويزدهر في الأزمات والأوقات العصيبة إلا أن ضياع العراق واليمن وليبيا وسوريا كأوطان مستقرة أدى إلى خسائر كبيرة في سوق الإبداع ونشر الكتاب، لافتاً إلى أن الأدب العربي يشهد حالة موازة مع الأدب الغربي حيث بدأت روايات عربية تأخذ وضعها العالمي نتيجة بناء الرواية وموضوعاتها، عازياً التباين بين الأدب العربي والغربي إلى تباين الأماكن والأنماط الحياتية واختلاف التعايش مع القضايا. وصنف عبد المجيد، شباب المبدعين إلى جيد جداً وآخر تلقائي وسريع يعتمد على المواقع الإلكترونية، مشيراً إلى أن ارتفاع حصة الشباب المبدعين من الجوائز العربية والبوكر دليل على المشاركة الجيدة من جانب الأجيال الشابة في الإبداع العربي، إضافة إلى جيل الستينيات الذي لا يزال يرفد الحياة الثقافية بمزيد من الإبداع. وقال» إن العمل الإبداعي في ذاته مزدهر جداً وهناك إنتاج غزير في مختلف مجالات الإبداع «الرواية والقصة القصيرة والشعر والأفلام التسجيلية». وحول كتابه الأخير «ما وراء الكتابة.. تجربتي مع الإبداع» و الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها العاشرة لعام 2016، فرع الآداب، أفاد عبد المجيد، بأن الكتاب سيرة ذاتية لفعل الكتابة ذاته حيث تناول أعماله الروائية بشكل تحليلي تلبية لرغبة داخلية تراوده منذ وقت طويل. واستعرض عبد المجيد كيفية التغلب على مشكلات الكتابة، والقضايا الجمالية التي شغلته، قائلاً في مقدمة«ما وراء الكتابة.. تجربتي مع الإبداع»: هذا نوع من الكتابة غير شائع في الأدب العربي، وهو يكشف كثيراً من الهموم الجمالية والفنية فضلاً عن معايشة عملية الكتابة ذاتها وما يحيط بها عندي، مؤكداً أن لذلك فائدة نقدية وجمالية وفيه أيضًا متعة للقارئ». ولفت عبد المجيد إلى أن هذا النوع من الكتابة عرفه الأدب العالمي بينما بعض الأدباء العرب يشيرون إلى الأجواء والأماكن والشخصيات التي أحاطت بأعمالهم في حوارات صحفية لكنهم لم يكتبوا ذلك كما فعل في كتابه «ما وراء الكتابة.. تجربتي مع الإبداع»، مختتماً بالقول:«إن كل ما اكتشفته كتبته في رواياتي خلال مسيرة تمتد لأكثر من أربعة عقود». والكتاب يحكي ببساطة كيف أنتج عبد المجيد راويته وأعماله الإبداعية، وينقسم الكتاب إلى 4 أقسام، تسبقها مقدمة تحمل بوضوح الهدف من تأليف الكتاب ودوافعه وضم القسم الأول من الكتاب الحديث عن الروايات الأربع الأولى في مسيرة عبد المجيد السردية، وهي«المسافات»،«الصياد واليمام»، و«ليلة العشق والدم»، و«بيت الياسمين». وأما القسم الثاني، فخصصه عبد المجيد للحديث عن ثلاثيته الشهيرة: «لا أحد ينام في الإسكندرية»، و«طيور العنبر»، و«الإسكندرية في غيمة» وفي الفصل الثالث تناول الكاتب رواياته«ما وراء برج العذراء»، و«عتبات البهجة»، و«في كل أسبوع يوم جمعة»، وفي القسم الأخير من الكتاب استعرض عبد المجيد«القصص القصيرة»و«الطريق إلى العشاء». واختتم بالقول«إن كل القصص كان لها أصل في الحياة.، وكل ما اكتشفته دونته في رواياتي خلال مسيرة تمتد لأكثر من أربعة عقود». كما كتب عبد المجيد للتلفزيون سيناريو روايتيه«قناديل البحر»،«ولا أحد ينام في الإسكندرية»، وحولت روايته«الصياد واليمام»إلى فيلم سينمائي وترجمت كثير من أعماله إلى لغات أجنبية، وفاز بجائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأميركية عام 1996، كما اختيرت في العام نفسه روايته«لا أحد ينام في الإسكندرية»أفضل رواية، كما فاز بجائزة الدولة للتفوق في الآداب عام 2004 وجائزة الدولة التقديرية للآداب عام 2008، وجائزة «ساويرس» عن الرواية لكبار الكتاب عام 2011 عن روايته«في كل أسبوع يوم جمعة».      
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©