شارك نحو 15 ألف شخص، تجمعوا في ساحة كورنيش أبوظبي في ساعة مبكرة من صباح أمس الجمعة، في “ماراثون الأمل” الذي نظمته مؤسسة “تيري فوكس لدعم أبحاث السرطان” تحت رعاية معالي الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، قطعوا خلاله مسافة نحو 9 كيلومترات قبل أن يعودوا إلى نقطة البداية، يتقدمهم الشيخ خليفة بن سلطان آل نهيان، بعد تبرعه بمبلغ مالي لمصلحة المؤسسة، فضلاً عن مشاركة أنجال سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، الشيخ محمد والشيخ زايد والشيخة فاطمة، الذين جسدت مشاركتهم ودعمهم المالي الصورة الحقيقية للإنسان الإماراتي المحبّ للخير والداعي له والمعتاد على مدّّ يد العون لمن يحتاجها على الدوام.
فداء طه (أبوظبي) -بدأ تجمع الجمهور، الذي ضم طلبة مدارس وموظفين تابعين لمؤسسات وجهات حكومية وخاصة، وكذلك متطوعين وأفراد عاديين من الأطفال وكبار السن، في الساعة السابعة من صباح الجمعة، حيث تم استقبالهم بعزف موسيقى تشجيعاً من “دي جي” ماراثون تيري فوكس، تبعها إجراء تمارين إحماء قبل السباق لمدة 15 دقيقة، كما شهدت الساحة تسجيل المشاركين وبيع “السترات” الخاصة بالمؤسسة والتي يذهب ريع بيعها لدعم أبحاث السرطان، قبل أن يتلقى القائمون على المؤسسة الدعم المادي من بعض الجهات والأشخاص الداعمين، والذي تم في مراسم رسمية بدأت بعزف السلام الوطني الإماراتي والسلام الوطني الكندي، وذلك لمشاركة السفير الكندي في الحدث، قدمته موسيقى شرطة أبوظبي.
مبادرة إنسانية
وألقى الدكتور محمد يوسف بني ياس، عميد كلية الطب في جامعة الإمارات، كلمة أمام المشاركين قدم من خلالها شكره إلى مؤسسة “تيري فوكس” والقائمين عليها وكذلك إلى الجمهور الذي لم يبخل على الأبحاث العلمية بالدعم. وقال الدكتور بني ياس لـ”الاتحاد”: “إنها مبادرة إنسانية جميلة من مؤسسة “تيري فوكس” لدعم أبحاث السرطان، ونحن في كلية الطب، لنا الشرف في التعاون مع هذه الفعالية بسبب أهدافها الخيرية تجاه المجتمع ومرضى السرطان”، لافتاً إلى أن المؤسسة منذ نشأتها في الإمارات، قد دعمت إعداد أكثر من 35 بحثاً علمياً في مرض السرطان، مضيفاً أن السنة الحالية شهدت إجراء 3 بحوث، تناول أولها موضوع علاج سرطان الثدي، وتناول الثاني معرفة كيفية عمل العلاج الكيماوي وتجنب المضاعفات والآثار الجانبية الناجمة عن استخدامه، فيما تناول البحث الثالث موضوع الفيروسات وعلاقتها بالإصابة بمرض السرطان. وأشار الدكتور بني ياس إلى أن الأبحاث العلمية التي تجرى في هذا الصدد تركز في مجملها على جانب اكتشاف العلاجات الجديدة لهذا المرض، فضلًا عن محاولة معرفة أسباب تشكله في الجسم البشري، وهي أبحاث تحتاج إلى متابعة واستمرار دائمين، الأمر الذي يتطلب دعماً أكبر من الجهات المختلفة في الدولة.
تجمع مبروك
دعا الدكتور سهام الدين كلداري، العميد المشارك لشؤون البحث العلمي في كلية الطب بجامعة الإمارات، الذي شارك في هذه الفعالية، الجميع إلى ممارسة الرياضة بشكل دائم، والسير على نظام حياة صحي متكامل يقوم على أساس الاعتدال في كلّ شيء، وعدم الركود والخمول، إلى جانب التفكير الإيجابي والنظرة المتفائلة إلى الحياة. وحول الماراثون الذي أقيم على الكورنيش، قال كلداري: “إنه تجمع مبروك”، موجهاً الشكر إلى معالي الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان لدعمه مؤسسة “تيري فوكس” والقائمين عليها، مضيفاً أن مثل هذه الفعاليات الشعبية تعكس اهتمام الناس بمواجهة ومقاومة الأمراض وخاصة مرض السرطان، كما أنها منبر أيضا لتعليم وبناء روح التبرّع والعمل الخيري لدى الصغار والشباب على حدّ سواء. موضحاً أن الجيل الماضي قدّم لأبنائه الدعم الكبير حتى وصلوا إلى ما هم عليه من علم ورقي وتطوّر شمل كافة الميادين، وعلى الجيل الحالي أن يربي أبناءه على البذل والعطاء في مجال العمل الخيري ورقي الإنسان في الإمارات، وتحديداً في مجال دعم الأبحاث العلمية، ومواجهة الأخطار والتحديات الصحية، والتوعية بالجانب البيئي أيضاً، إذ ثبت أن له تأثيراً على الإصابة بمرض السرطان إلى جانب العامل الجيني أو الوراثي.
وعي صحي
ألقى السفير الكندي في الإمارات كين لويس الذي قدم من خلال كلمة ألقاها على الجمهور، شكره لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وحكومة وبلدية أبوظبي على وجه الخصوص، التي فتحت أبواب الكورنيش وساحاته للمشاركة في هذا العمل التطوعي الخيري والإنساني الذي ينم عن وعي صحي كبير، وتفهم لأهمية البحث العلمي في مواجهة الأمراض والقضاء عليها. وقالت نفيسة صلاح عبد الرحمن طه، وهي من مؤسسي الجمعية في الإمارات، إن عدد المشاركين في الماراثون الخيري، الذي يقام للسنة ال 16على التوالي، بلغ هذا العام نحو 15 ألف شخص من الكبار والأطفال على حدّ سواء، وهو يشهد زيادة سنوية مضطردة وذلك لزيادة الوعي الصحي بشكل عام وبأهمية المشاركة في الأعمال الخيرية بشكل خاص. مشيرة إلى أن مؤسسة “تيري فوكس” تتميز عن باقي المؤسسات الأخرى في العالم بأنها تجمع الأموال لمصلحة البلد الذي تقيم فيه، وقد استطاعت المؤسسة في الإمارات أن تجمع منذ إنشائها، قبل 16 سنة، نحو 7 ملايين و726 ألف درهم موّلت نحو 35 بحثاً علمياً في مجال السرطان.
وأوضحت نفيسة أن ماراثون “تيري فوكس”، ينسب إلى حامل اسمه، وهو أحد المرضى الكنديين الذين أصيبوا بالسرطان مبكرا، مضيفة أن تيري فوكس، الذي أصيب بالمرض وهو في ال 17 من عمره حيث بترت ساقه نتيجة إصابته بالسرطان الخبيث، قرر أن يجند نفسه لخدمة دعم الأبحاث في مجال مرض السرطان، حيث كان يجوب البلاد بساق واحدة ليجمع التبرعات المالية والمعنوية، وقد استطاع أن يلفت أنظار العالم إليه ويجمعهم من حوله للمشاركة في هذا الماراثون الذي انتقلت عدواه إلى أماكن كثيرة في العالم ومنها الإمارات، بعد وفاته، التي حدثت بعد عامين فقط من إصابته بالمرض، أي قبل 30 عاماً من الآن.
إضاءات
?شارك في تنظيم ماراثون الأمل متطوعون في مؤسسة تيري فوكس، ومتطوعون من أبوظبي، وهم أشخاص من مؤسسات مختلفة في الدولة، بالإضافة إلى متطوعين من مؤسسة “تكاتف”، قاموا بتنظيم الحدث وتسجيل المشاركين فيه، ومنحهم الشهادات التقديرية، وبيع “التي شيرتات” التي يذهب ريعها لمصلحة المؤسسة، بالإضافة إلى تقديم الخدمات الأخرى لهم كتوزيع المشروبات.
? شاركت موسيقى شرطة أبوظبي في “ماراثون الأمل” الذي أقيم على الكورنيش بعزف السلام الوطني الإماراتي وعدد من المعزوفات الوطنية، كما التقت فرقة “البهرة” للطبول بالمشاركين في منتصف الطريق لتشجعهم على إكمال مسافة الماراثون حتى النهاية.
عدد اليوم
