«القصباء» ترتدي ثوب الواحات الخضراء الخلابة

(الشارقة) - يشعر المتنزهون في القصباء بأجواء ساحرة ترافق كل خطوة من خطواتهم، وبخاصة في مثل هذه الأيام التي تشهد طقساً استثنائياً خلاباً يجمع زرقة البحر اللازوردية وزرقة السماء الصافية حيناً والغائمة بتناغم مع ضوء الشمس حيناً آخر، إضافة إلى الرونق الأخضر المتهادي أمام العيون في كل المساحات والزوايا، عبر أشجار النخيل والمسطحات الخضراء، وصولا إلى انتشار جميع أنواع شجيرات الورد والسلال والأوعية الفخارية الضخمة التي تزينها مختلف أنواع الورود الندية العطرة، التي تكمل سحر مشهدها الأنغام الموسيقية الساحرة المنطلقة في جميع أنحاء وزوايا القصباء، متوزعة عبر نظام صوتي قادر على العمل في جميع الأجواء المشمسة أو الماطرة. وقد بدأت القصباء، الوجهة السياحية والثقافية والترفيهية الراقية في الشارقة، أعمالها التجديدية للظهور بحلة جديدة قريباً لزوارها، وكانت التجديدات قد انطلقت في منتصف الشهر الجاري وستستمر حتى نهاية العام الحالي، حيث يجري العمل الآن على قدم وساق لإعادة تصميم المسطحات الخارجية وأعمال التشجير. وخلافا لكل ما سبق، تحافظ الحلة الجديدة للقصباء بلا أدنى شك على عبق وروح الأصالة العربية التي تتميز بها القصباء منذ انطلاقها، حيث استطاعت من خلال موقعها المتميز في مدينة الشارقة أن تعزز مكانتها كأفضل الوجهات السياحية والترفيهية والثقافية للعائلة، وتهدف التجديدات القائمة حالياً والمستمرة دوماً في القصباء إلى تعزيز هذه الصورة في أعين الزوار، بتوفير أفضل وأكبر كم من التسلية والترفيه الراقي، المتميز بالحداثة والعصرية للجميع، بمبناها المنطلق معمارياً من القيم والإسلامية والتقاليد العربية الأصيلة. وفي هذا الصدد يوضح مروان جاسم السركال، المدير التنفيذي في مكتب تطوير القصباء أهمية التجديدات المستمرة في القصباء، قائلا «البساطة هي المفتاح الرئيسي للنجاح في مشروع التجديدات الذي بدأ العمل فيه، حيث سيساهم التصميم الجديد في إضفاء لمسة جمالية على مختلف المواقع، ورفع مستوى الخدمات والمرافق المحيطة بالقصباء، مما سيساعد بكل تأكيد في جذب عدد أكبر من الزوار، وقد قمنا باختيار إحدى الشركات الرائدة والمتخصصة في هذا المجال للعمل على هذا المشروع بكل دقة واتقان، مع الأخذ في الاعتبار كافة إجراءات الأمن والسلامة». وأضاف السركال «تضمن التصميم الجديد للقصباء العديد من الألوان الطبيعية والترابية، والتي أوحت بأجواء الواحات الخضراء الخلابة، وذلك في وسط المدينة الصاخبة، مما شكل تمازجاً مميزاً وفريداً من نوعه، حاز على جميع الزوار فور الانتهاء منه، حيث بلغت تكلفة مشروع التجديدات خمسة ملايين درهم». كما أشار السركال الى مراحل التجديدات قائلا «كان قد تم بدء العمل في المرحلة الأولى من المشروع، عبر إضافة تصاميم وتعديلات تجميلية على جسر المشاة الذي يربط ضفتي القصباء، خاصة وأنه حلقة وصل تربط جميع المطاعم والمقاهي والمحال التجارية المتواجدة في القصباء والتي تقدم أفضل المأكولات العربية والعالمية ومختلف البضائع، كما تضمن المشروع زيادة رقعة المسطحات الخضراء وتجديد الأرضيات وإضافة عدد من النوافير المائية ذات الأشكال المميزة وأماكن لاستراحة العائلات وإضافة تصاميم وزخارف في المساحة المحيطة بمسجد القصباء». وأضاف السركال « لقد قمنا بتنفيذ التجديدات للقصباء على عدة مراحل ضمن جداول زمنية محددة، بحيث كان يتم العمل في منطقة معينة ومن ثم البدء بالعمل في منطقة أخرى بحسب جدول العمل، لكي يتم ضمان عدم تأثر المناطق الأخرى بأشغال التجديدات، بالإضافة إلى ضمان حرية تنقل وحركة الزوار في القصباء». وأخيراً يؤكد السركال على أهمية هذا المشروع الترفيهي الحيوي بقوله «هدف التطوير المستمر وإضافة عناصر جديدة للقصباء، إلى مزج الطبيعة مع المباني المحيطة بالقصباء، مما أسهم في إعطاء صورة جذابة ومتناسقة للمكان، كما هدف أيضا لإثراء المساحات المحيطة بالقصباء التي تجتذب الزوار من مختلف الجنسيات والأعمار». وقد ساهمت القصباء في جذب شريحة كبيرة من الزائرين والسياح من جميع الجنسيات لإمارة الشارقة، عن طريق موقعها المناسب للعائلات، وفعالياتها المتنوعة والتطورات الحاصلة فيها طوال العام، وقد ساعدت كل هذه الأسباب القصباء على أن تصبح مجتمعا متكاملا للزوار من داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة. والجدير بالذكر أن القصباء تعتبر من أبرز الوجهات السياحية والترفيهية والثقافية في إمارة الشارقة، وتشغل مساحة 10000 هكتار وتقع بالقرب من طريق دبي الشارقة، كما تضم مسرح القصباء الذي يستضيف الأفلام والعروض العربية والعالمية، ومرايا القصباء التي تُعد قاعة معارض خاصة بعرض أعمال المؤسسات الثقافية والتعليمية المحلية والعالمية، كما تضم القصباء قناة مائية بعمق خمسة أمتار وعرض ثلاثين متراً وبطول كيلومتر واحد، بالإضافة إلى ثلاثة معابر للمشاة تؤدي إلى جانبي القناة التي توجد بها العديد من المطاعم والمحال التجارية، ومراكز الترفيه التي على رأسها عجلة «اتصالات»