الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

روح القاهرة

روح القاهرة
12 ابريل 2008 02:17
ثمة وجود في ليلة الفرح، ليلة افتتاح اتحاد الكتّاب العرب، وسط جمع من الأدباء العرب وبعض من الكتّاب الأجانب من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي العربي· كانت قلعة صلاح الدين حاضرة، يتسربل التاريخ من نتوءات الحجر العريق، ومن ثقوب الظلام، يتسربل سيفاً ليضيء مكامن الشعور بالعزة والكرامة، وتضيء وجوه الجنود جدران الانتصار والشموخ، وحدها القلعة شاخصة، تسلب العقل ناحية الأفق، وتنقش الحضارة المقدَّسة بالطراز الإسلامي في صميم الزمن!· في رحاب القلعة العظيمة تلك، يتأصَّل اتحاد كتّاب مصر والعرب، ويقف شامخا خالدا بين منارات قاهرة المعز وثنايا صحو التاريخ· ثمة عزف غنائي على مسرح القلعة العظيمة تصدح فيها أنغام الفن العربي الأصيل، ماثلة أم كلثوم وصوتها يدغدغ الوجدان، كانت تنشد لها فنانه عربية جميلة استعارت حنجرة أم كلثوم!!· ثمة حضور نبضه القلم يفيض أريجا ويموج سحرا، فالقاهرة لقاء الكلمة الحرة، ومن الحضور المؤثر للكاتب المكسيكي ''البرتو روي سانتشس'' الذي كان وجوده محل إبداع ينم عن رابط العلاقة الأزلية ما بين الأدب العربي والمكسيكي، لقد نهج بحديث المحاضرة عن المكوِّنات الجميلة في الثقافتين، وتأثير الأدباء المهاجرين في هذا الرابط الجميل· أما عن شواهد البلدان العربية الأدبية هي وجوه يملأها الحب وينقصها التوحد في إناء الحبر المتشظي فكريا!· كان مهرجانا لتبادل المعرفة، فمن سمات الجمع الناضج ثقافيا وكأنه يقبض على اللحظة التي تثير الروح في تأصل إبداعي جامح!· ثمة ليل وسهر بربري ينتاب العقول الموجعة بالهم، إطلالة الروح على النوافذ المشرعة وعلى ضفاف خبايا تمتص موسيقاها الألم، فما أجمل الحالة المبدعة حين يستبد بها الجنون، تغرق في الحنين وتغزو الوجود حضورا لإنسان يشعرك بلا وجود، مجرّد من الرؤى واليقظة، مفعم القلب حزنا وطربا!! خيوط دخان تملأ صدره المحترق نقاوة وطيب ونشوة هدوء وتأمل!! أليس هؤلاء ذوات الأقلام يشع ذكرهم في الصدور طعما ورحيقا، يفيض من الحب الأصيل غناء؟؟· ثمة فقد ما بين الشعر والشاعر في الأميال المتبقية من العمر، والبعد الحقيقي حين يتجرَّد الشاعر من نفسه ويصبح ملك الآخر!!· هكذا قرأت تكريم الشاعر الجميل محمد الفيتوري الذي كان يستحقه منذ زمن بعيد، رأيته ضجرا من الإعلام، ومن عدسات المصورين قائلا بلغة جميلة: ''ماذا يحدث'' كأنه يرى كل من حوله غرباء، قائلا: ''إبتعدوا عني''·· ''من أنتم''؟· ثمة روح للقاهرة وفيلم طويل وقديم وكأن الشوارع توحي بأن عبد الحليم حافظ ما زال سائق العجلة ويغني بكل رومانسية، وبكل روح تحتضن قاهرية المثقفين العرب· amarat_h@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©