الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مروان عبدالله: التجاوب مع «عنمبر» يشجع على تكرار التجربة

مروان عبدالله: التجاوب مع «عنمبر» يشجع على تكرار التجربة
12 مايو 2009 02:43
عبر مروان عبدالله صالح مخرج مسرحية «عنمبر» لفرقة مسرح دبي الأهلي، التي عرضت مساء أمس الأول ضمن فعاليات الدورة الأولى لمهرجان المسرح العربي في القاهرة، عن سعادته برد فعل جمهور المهرجان حول العرض الذي جاء كأول تجاربه الإخراجية. وأشاد صالح في تصريحات لـ «الاتحاد» بالتجربة التى جمعته بشباب من عشاق المسرح في الإمارات. وقال إن ما سمعه من آراء حول العرض يكفي لتشجيعه على تكرار التجربة. وأشار الى الصعوبات التى واجهته أثناء عرض «عنمبر» في القاهرة عندما فوجئ بالديكور شبه مهشم بعد رحلة نقله من الإمارات وهو ما جعله يستعين بلحام، حيث إن كل الديكور من الألومنيوم، وانتهت إصلاحات الديكور قبل بدء العرض بربع ساعة. وكشف عن مشكلة أخرى واجهته عندما وجد خشبة مسرح «السلام» في القاهرة مختلفة عن خشبة مسرح هيئة دبي للفنون التي تم تصميم العمل على أساسها وهو ما تداركه في حركة الممثلين. والمسرحية التي عرضت على خشبة مسرح السلام في العاصمة المصرية القاهرة من تأليف طلال محمود وبطولة الممثلين حسن يوسف وإبراهيم محمد استاذي. وتناول العرض هموم شابين مسجونين في غرفة متعددة الإيحاءات، فهي قد تكون سجناً أو عنبراً للمرضى العقليين. وتميز أداء بطلي العرض بالحيوية على خلفية حالة الجنون التي يعيشانها، مؤكدين أن الجنون هو سيد الموقف، فكل ما يحيط بهما يدعو الى فقدان العقل. وما يحدث في العالم العربي ليس له تعريف في اللغة العربية إلا الجنون وهي في نفس الوقت حالة تقود الى الإحباط واليأس. واستعرض البطلان حالة التشرذم العربي، راصدين الهموم العربية والتدمير المنهجي الذي تتعرض له أوطان عربية مثل فلسطين والعراق. وكانت السخرية سلاح العرض، فالمأساة تتحول الى ملهاة، والضحك يصبح بديلاً للجنون، ويسخر العرض من أوبريت الحلم العربي بعد أن عاش العرب كابوساً لا حلماً، بالإشارة الى قتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة بدم بارد والاحتلال الأميركي للعراق وسقوط بغداد حاضرة العرب في ظل حالة ضعف واستسلام عربية والتضليل الأميركي بأن الغزو جاء لنشر الحرية في العراق وتحريره من حكم صدام الفاسد بينما يكرس الاحتلال الطائفية ويعجز عن التصدي للفساد. ثم تطرق العرض الى مشهد إلقاء الصحفي العراقي منتصر الزيدي الحذاء على بوش. وعلى طريقة الهجاء انتقد «عنمبر» الميل العربي الدائم الى استرجاع الماضي لتظهر شخصية «عنترة بن شداد» تعبيراً عن بطولات عربية وهمية. وتكشف عن استناد العرب الى أمجاد قديمة في محاولة للهروب من الهزائم الحالية. ونجح بطلا العرض في تشخيص حالات مختلفة بدت كأنها لعبة بينهما يضيعان بها الوقت ويتخلصان من مخاوفهما خاصة التي تتعلق بالجانب الأمني. فالأول مرعوب من غرفة التحقيق والتعذيب، بينما يرى الآخر أن المحقق يعشش في رأسه. السياسة لم تكن الحديث الوحيد للمسرحية، فكان للفن نصيب، حيث تركزت السخرية على انتشار الأغاني الهابطة، خاصة أغاني الحنطور والحمار. وجاء النقد الاجتماعي في العرض للتقاليد التي تحرم الشباب من الزواج ممن يحبون إما لسطوة الأب أو الفروق الاقتصادية. وجاءت تسمية العرض ملتبسة لتوحي للجمهور بالحالة العربية، فالاسم يجمع بين كلمتي «عمبر» و»عنبر»، ما بين عنبر للحجز والاعتقال والعنبر المستخدم لإنتاج العطور كما يوحي باسم البطل العربي عنترة بن شداد كأنه تعبير آخر عن ضياع التمييز بين الحروف العربية. واعتمد العرض على رؤية سينوغرافية بسيطة ذات دلالات واضحة تتمثل في حاجزين أبيضين يحددان حالة الغرفة في السجن وصخرة على الأرض عليها كثير من قصاصات القماش والملابس على الأرض الشالان الفلسطيني والعراقي وتعلو الخشبة شبكة من خيوط العنكبوت، وارتدى الممثلان ملابس تعكس حالة التشتت والهلهلة تمثلت في ملابس عصرية مرقعة وأجزاء من الشال الفلسطيني والعراقي عكست حالة التشتت التي يعبر عنها العرض. ورغم تميز السينوغرافيا فإن هناك إفراطاً في استخدام الإضاءة، كما لم يوفق معد الموسيقى في بعض اختياراته المصاحبة للعرض. ويقول مروان عبدالله صالح انه تلقى خبراً غير سار بإلغاء مهرجان دبي لمسرح الشباب هذا العام، وهو المهرجان الذي أعطاه الفرصة الأولى للإخراج، حيث فاز عرضه «عنمبر» بست جوائز، مؤكداً أنه سيحاول هو وزملاؤه الإبقاء على المهرجان الذى يعتبر مكسباً مهماً للحركة المسرحية خاصة للشباب. وأكد أن بطلي العرض كانا فى أحسن حالاتهما، وكان أداؤهما أفضل من الذى قدماه في الامارات وفازا به بجائزة التمثيل. وأرجع ذلك الى الشعور بالمسؤولية حيث يمثل عرض «عنمبر» الإمارت في مهرجان المسرح العربي.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©