السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نجاح إنتاج محاصيل بـ مخصبات عضوية من البيئة المحلية

نجاح إنتاج محاصيل بـ مخصبات عضوية من البيئة المحلية
12 ابريل 2008 03:15
توصل فريق بحث بقسم علوم الحياة بكلية العلوم في جامعة الإمارات إلى نتائج علمية مبشرة ستساهم في إنتاج محاصيل زراعية محلية صحية وآمنة بكميات اقتصادية باستخدام المخصبات العضوية الحيوية المتوائمة مع البيئة وبمواصفات خاصة بالدولة تحد من تلوث البيئة وتضاعف فرص تصدير هذه المنتجات ''الآمنة'' إلى مختلف دول العالم· ويقول الدكتور خالد الطرابيلي أستاذ علوم الأحياء الدقيقة رئيس فريق البحث لـ ''الاتحاد'' إن المشروع البحثي الذي أسفر حتى الآن عن تلك النتائج المشجعة يرتكز في الأساس على تطوير الزراعة العضوية برفع كفاءة المخصبات العضوية، بحيث تتفوق من حيث تأثيرها في نمو النبات على الأسمدة الكيميائية المستخدمة في الزراعة حاليا· ويضيف أن هذا التطوير يعرف بـ ''الزراعة العضوية الحيوية''، وهو يعتمد على عزل الكائنات الدقيقة المتواجدة بصورة طبيعية في التربة الزراعية وإكثارها وزيادة عددها داخل المختبر وإضافتها إلى المخصب العضوي، مما يضاعف من تأثيره على نمو وإنتاج النباتات لأنه يعمل في هذه الحالة كبيئة لتغذية ونمو الكائنات الدقيقة المضافة اليه وأيضاً كمصدر لتغذية النبات· وكانت مزارع أبوظبي العضوية قد حصلت على اعتراف عالمي، ويفتح هذا الاعتراف الباب أمام الإمارة للتوسع في إنتاج الزراعة العضوية وتوفير الغذاء النظيف الخالي من المواد الكيماوية، بحسب كيان الجاف مندوب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ''الفاو'' في الدولة· وقال الجاف في تصرح سابق لـ''الاتحاد'': إن التجارب الناجحة لمزارع أبوظبي العضوية "organig"تعتبر أساساً مهماً لنجاح الزراعة العضوية في الإمارات، وبلغ إنتاج المزارع التجريبية للزراعة العضوية في أبوظبي 100 كيلو جرام من الخضراوات والفاكهة المتنوعة· آفاق واعدة ويلفت الدكتور خالد الطرابيلي إلى أنه وفريقه البحثي يواصلون الآن جهودهم لاستكمال هذه التجارب المبشرة للزراعة العضوية الحيوية بإضافة كائنات دقيقة كمخصبات حيوية معزولة ، مأخوذة من بيئة الإمارات وبدون استخدام تربة زراعية، حيث تمت زراعة ثلاثة أنواع لمحاصيل الفلفل الحلو والسبانخ والخس أعطت نتائج مشجعة جدا تبشر بآفاق واعدة للزراعة العضوية الحيوية بدولة الإمارات· ويوضح الطرابيلي أن الزراعة العضوية تتم بأكثر من أسلوب ومن أبرزها الطريقة التقليدية وتتمثل في زراعة المحصول مباشرة في تربة طبيعية لم يتم استخدامها من قبل في الزراعة واستعمال مخصبات نمو عضوية بدلا من الكيميائية أو الصناعية المخلقة، للحد من التلوث البيئي· ويضيف أن تلك تعد من أبسط صور الزراعة العضوية المعروفة والتي لا تعطي إنتاجا ينافس من حيث الكم الزراعة التي تستخدم فيها الأسمدة الكيميائية، مما يؤدي إلى عزوف المزارعين عن اللجوء إليها· تطور أكثر ويعتمد الأسلوب الأكثر تطوراً وفاعلية في مجال الزراعة العضوية على استخدام تربة زراعية عادية لم يسبق استعمالها من قبل في الزراعة أو الزراعة بدون تربة، على أن يتم ذلك باستخدام نظام الري المغلق وبمحلول تغذية مقنن دوليا يحتوي على كافة العناصر اللازمة لنمو النبات والمحسوبة علمياً· ترشيد استهلاك المياه ويعد ترشيد استهلاك المياه والتحكم في خواصها من أهم مميزات الزراعة بدون تربة، وهو ما يتماشى مع توجهات الدولة نحو ترشيد استهلاك المياه، حيث يمكن من خلال إضافة خليط من المخصب العضوي الحيوي والكائنات الدقيقـــــة إلى ميــــاه الري الحصول على إنتــــاج صحـــي وفير مطابــــق للمواصفـــات العلميــــة المعتمدة مــــن منظمـــة الأغذية والزراعة التابعة لهيئة للأمم المتحدة· ويعرض الدكتور الطرابيلي جانبا من الجهود البحثية التي قام بها وفريقه في هذا الصدد والتي بدأت بعزل وتعريف عدد من الكائنات الدقيقة الصديقة للبيئة من التربة الزراعية بالدولة والمفيدة للنباتات، وبعضها ينتج محفزات النمو النباتية والبعض الآخــــــر يزيـــــد من كفـــــاءة النــبـــات لتتحمل الظروف البيئـــــة القاسيـــة وبعضها يحّول المركبات إلى صورة قابلة للامتصاص والتي يمكن إضافتها إلى المخصبات العضوية المتداولة داخل الدولة· الطريقة التقليدية أما الطرق التقليدية للزراعة العضوية فلا تفي بالغرض وإنما تحقق محصولا أقل من ''الزراعة العضوية الحيوية''، بحسب الدكتور ياسر تركي عبدالسميع المدرس بقسم علم الأحياء الدقيقة وعضو فريق البحث إلى الطريقة التقليدية المتبعة في الزراعة العضوية· ويوضح ذلك بقوله إن الزراعة العضوية التقليدية تقوم على استخدام أحد المخصبات العضوية المتوفرة بالأسواق مثل مخلفات الأبقار والخيول والدواجن ومستخلص الأعشاب البحرية السائل أو مسحوق الأسماك ''العومة'' أو مستحلب الأسماك السائل وغيرها كبديل للأسمدة الكيميائية الصناعية الضارة· وعلى الرغم من أن هذا في حد ذاته يعد خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، إلا أنه لا يفي وحده بالغرض في أغلب الأحيان، حيث يعطي إنتاجا اقل بصورة ملحوظة عن الزراعة الكيميائية؛ مما يؤدي إلى عزوف المزارعين عن التحول إلى هذا الأسلوب من الزراعة ويجهض بالتالي الجهد البحثي المبذول في هذا المجال· ويضيف أن الكثير من المنتجات والخلطات التي تم اكتشافها واستعمالها في السنوات الأخيرة لتفعيل وإنجاح الزراعة العضوية الحيوية مستوردة من الخارج ولا تعطي النتائج المرجوة منها عند استخدامها محليا؛ نظرا لأن الكائنات المتواجدة بها تصلح للعمل وتعطي أقصى تأثير لها تحت ظروف البيئة التي عزلت منها والتي لا تتواءم مع ظروف البيئة المحلية· خصوصية التربة وتقول هدى عتيق الحساني عضو فريق البحث والتي حصلت على ماجستير علوم البيئة في العوامل المؤثرة على انتقال المبيدات الكيميائية خلال طبقات التربة وتأثيرها على المياه الجوفية، إن الأبحاث التي قامت بها قد ركزت على مدينة العين التي تتميز بوجود عدد كبير من المزارع وتربتها الرملية ذات القلوية العالية· وتضيف أن هذه الخصوصية للتربة في العين تدفع المزارع إلى استخدام كميات كبيرة من المخصبات يذهب جزء منها إلى النبات، بينما يتسرب الجزء الباقي إلى المياه الجوفية، وهو ما يفسر ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان وغيره من الأمراض الخطيرة، والاتجاه العالمي المتزايد نحو التوسع في الزراعة العضوية كبديل للزراعة التقليدية التي تقوم على الأسمدة والمبيدات الكيميائية· ويناشد فريق البحث الجهات المعنية أن تبادر نحو تفعيل جهودهم العلمية وتوفير الدعم المادي اللازم لاستمرارها وإخراجها إلى حيث التنفيذ، حتى يمكن التخلص نهائياً من الزراعة التقليدية وما يترتب عليها من آثار سلبية والتحول تدريجيا إلى الزراعة العضوية الآمنـــة والنظيفة، مؤكدين على أن إنشاء مركز متخصص للــــزراعة العضوية في الدولة سيساهـــم كثيرا في تضافر الجهود المبذولة في هذا المجال·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©