الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إنهم يمنعون الأذان

إنهم يمنعون الأذان
19 مارس 2017 21:42
بعد تصويت الهيئة العامة للكنيست على قانون يشرع سلب ونهب الأراضي الفلسطينية بملكية خاصة، وبأثر رجعي، من أجل تثبيت 54 بؤرة استيطانية، رغم المعارضة الواضحة لعدد من المستشارين القضائيين للحكومة وللكنيست، أقر الكنيست الصهيوني بالقراءة التمهيدية مشروعي قانونين، الأول يُحظر أذان المساجد كلياً، والثاني يحظّر أذان الفجر دون سواه. وطرح مشروع القانون العنصري الاستبدادي، على جدول أعمال الكنيست لأول مرة قبل ست سنوات، وبدعم مباشر من رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو. وتم طرحه من جديدة في الولاية البرلمانية الحالية، بصيغة منع جارف للأذان، وصادقت عليه الحكومة قبل عدة أشهر. ورغم أن الأحزاب الدينية اليهودية اعترضت على صيغة القانون، لأنه يتحدث عن كل صوت صادر عن دور العبادة، ما سيطال الكُنس اليهودية، التي تطلق صفارات مساء كل يوم جمعة. وحينها تم طرح صيغة أخرى، تحظر أذان الفجر، أقرتها الحكومة أيضاً، إلا أن معظم الحكومات العربية والإسلامية لم تنتفض، واكتفت بعض منها بالاستنكار والإدانة الكلامية. إنّ حظر أذان المساجد اعتداء صارخ على مبدأ حرية الأديان، ويؤكّد الطبيعة الفاشية العنصرية للعدو الصهيوني وحكوماته التي لا تكتفي بسياسة التمييز الأكثر عنصرية في التاريخ الذي تمارسه عبر سياسة الاضطهاد السياسي البشع، بل تسعى إلى تضييق الخناق على الشعب الفلسطيني في أدق تفاصيل حياته اليومية، وصولاً إلى ما هو مرتبط بحرية العبادة والمشاعر الدينية. إنه انتهاك صارخ لحرية العبادة والتدين. معظمنا قرأ عن التتار، والنازية والفاشية، وغيرها من الديكتاتوريات، لكن الاحتلال الصهيوني أثبت أنه الأكثر بشاعة. إنه اغتصاب للأرض واقتلاع لأهلها. إنه اختراع الوسائل لتعذيب الفلسطينيين، إنه نفي وإنكار للآخر. هذا أبسط وصف لما يحدث اليوم على الأرض الفلسطينية. أن يكون نظام بلد ما فاشياً في سلطته ونهجه وممارسته واعتداءاته المستمرة على الآخرين في محيطه، فإنه حتما يحفر قبره بيديه، فكيف بنظام فاشي يقوم باقتلاع سكان البلد الأصليين وتهجيرهم، واستقدام مستوطنين من شتى أنحاء العالم ليكونوا سكان البلد المحتل، الذي يدّعون الحق فيه زوراً وبهتاناً؟. كيف بنظام يمارس العنصرية البغيضة في سياساته تجاه كل الآخرين من غير اليهود؟. ويشن سلسلة متواصلة من الحروب والاعتداءات على الفلسطينيين وعلى الأمة العربية، مطوّرا أدوات ووسائل القتل والتدمير، ومطوّرا أساليبه الفاشية لتحقيق اعتراف قصري بالكيان الصهيوني على أنه دولة يهودية؟. إن دروس الغزو والاحتلال في التاريخ إجمالاً، وغزو فلسطين واحتلالها بشكل خاص، و اعتماداً على التاريخ ذاته، فإن كل الغزاة المُتعدّدين عبر التاريخ قد رحلوا. ومثلما كان زوال كل أولئك الغُزاة حتمياً، فلن يكون المشروع الاستعماري الصهيوني أفضل حالاً. سيظل صوت الأذان وقرع أجراس الكنائس يصدحان عالياً ليُخرسا أصوات العنصرية الدينية والفاشية في دولة الاحتلال الأقبح في التاريخ. نصَّار وديع نصَّار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©