الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العمالة الآسيوية سيطرت على المهنة

العمالة الآسيوية سيطرت على المهنة
12 مايو 2009 22:51
بعد أن ظهرت صناعة الخيوط ومعامل النسيج، اختص الرجال بتلك الصناعة تاركين للمرأة شؤون التدبير المنزلي والأعمال اليدوية، وعلى الرغم من أن حواء شاركتهم في إبداعاتهم لكنهم تفوقوا عليها في كثير من هذه الابتكارات والمشغولات اليدوية. كانت المرأة قد بدأت تصنع الدمى والثياب وتتفنن في لباسها ولباس أطفالها. فهي الأم والأخت الكبيرة التي تخيط الثياب بالإبرة قبل تطور مهنة الخياطة التي تحول اسمها من الخياطة إلى تصميم الأزياء. وأحيانا نجد أن من بين الناس من لا يفرق بين فن التصميم وشغل الإبرة والخياطة والتطريز في صنع الملابس، بل يدمج بين الاثنين. في حين أن التصميم هو رسم لشكل معين يأتي بعدها القص ثم «السرجة» و»الحبكة»، لتأتي بعدها الخياطة التي تمر بمراحل متعددة حتى تنتهي القطعة عملا فنيا تتباهى بها السيدة وتزهو بأناقتها وأن النموذج (الموديل) الذي صمم لها هو الأجمل والأفضل. اهتمام كبير تتنوع الأزياء وتتعدد التصاميم، وإن اختلف التصنيع من بلد إلى آخر، فهناك المصانع الكبيرة والمشاغل المتوسطة، وهناك أيضا المحال الصغيرة التي تلبي المتطلبات الفردية وتدخل تسميتها في (المهنة) الخاصة بالأزياء وصنع الملابس، كما أن لكل بلد عادات وتقاليد تحيط بهذه الأعمال والابتكارات. في الإمارات نجد الاهتمام كبيرا جدا بالخياطة والتصميم، رغم أن الشركات تضخ أجمل الأزياء، لكن هناك الكثيرات من اللواتي يرغبن في التفصيل والخياطة وينشغلن بتقليب صفحات مجلات الأزياء، لتخيط لنفسها الثوب المناسب. في حين أن القائمين على هذه المهنة هم من الآسيويين. ونجد أن محال خياطة الأزياء الراقية «هوت كوتور» تدار بالغالب من قبل فنانين بهذه المهنة من الإمارات أو لبنان أو مصر أو الفلبين، هذه كلها يوجد فيها مصممات ومساعدات يعنين بالمقاسات، ولكن يبقى الاختيار محصورا بالمقتدرات على دفع الأجور العالية، وهن غالبا ميسورات مادياً. أسئلة مشروعة دفع ازدياد الاهتمام بهذه المهنة بعض المعنيين إلى وضع حد لأي مخالفة تقع في هذه «المنشآت». جاء ذلك في ندوة أقيمت حول قانون دائرة التنمية الاقتصادية تحت عنوان (تراخيص الأنشطة الاقتصادية) وقد عقدت في مبنى غرفة التجارة والصناعة في أبوظبي، وتضمنت في إحدى الفقرات: يمنع (عمل أو تواجد الرجال في الأماكن والنوادي والصالونات التي يمارس بها نشاط اقتصادي خاص بالنساء، أو تواجد النساء في الأماكن والنوادي والصالونات المخصصة للرجال، باستثناء المنشأة المصرح لها). تقول في ذلك السيدة علا نبيل: «إن وجود رجال يعملون في محال الخياطة النسائية، يمس بالعادات والتقاليد، وكذلك أنا ضد وجود باعة رجال في محال تباع فيها الألبسة الداخلية، ويجب أن يتم التفتيش على هذه المحال لتجبر على أن تعمل فيها فتيات. كذلك في محال الخياطة يجب أن تكون سيدة هي التي تأخذ المقاسات، والمفروض في هذا الموضوع أن يتابع من وسائل الإعلام لتكون هناك توعية يتنبه لها الجميع، وخاصة أن الخياطين هنا أكثرهم من الرجال». وتضيف متسائلة: «لماذا لا يفرض عليهم وجود فتيات يعملن معهم لأخذ المقاسات؟ فهذا الأمر متوفر فقط في محال خياطة الأزياء الراقية التي لا تستطيع النساء من ذوات الدخل المحدود الذهاب إليها»؟ قطع جاهزة من جهتها تقول السيدة فادية عمار: «أعرف أن الرجل أنجح من المرأة في الخياطة وتصفيف الشعر، لكنني لا أقبل بالتفصيل لدى خياط رجل، أو سأتسلم القطعة دون قياس وأقبلها بعيوبها، لأني أرفض كلياً أن يأخذ الخياط لي المقاس، وليس بمقدوري دفع أجور الخياطة في محال الأزياء الراقية، لذلك أنا أشتري ثيابي جاهزة من المحال العديدة المتوفرة في مراكز التسوق بأبوظبي». بدورها تقول لينا- ربة منزل: «أفضل شراء الثياب الجاهزة لأريح نفسي من مشاكل الخياطة، خاصة أن محال الأزياء الجاهزة كثيرة ومتنوعة تعرض العديد من التصاميم بمختلف الألوان وتوجهات الموضة. وعندما يكون عندي مناسبة أضطر أن أفصل في بيوت الأزياء، وقتها يتسنى لي القياس وأن أتدخل في (الموديل) حسب ما أرغب. رفض قاطع بدورها تقول السيدة هدى العلي «إن الرجال أمهر من النساء سواء في الخياطة أو قص الشعر، وحتى في الطبخ، ولم تستطع المرأة حتى الآن أن تلحق بركب الرجل في هذه المجالات، كنت أتمنى أن تصل في قدراتها الفنية مثله»! تضيف: «بالنسبة للخياطة، أنا لا أتعامل مع خياطين رجال بل أذهب إلى بيوت الأزياء الراقية ومن يعمل بها هم من الرجال والنساء، وتعاملي يقتصر على النسوة، وأضطر لدفع أجور عالية، لكن بالنسبة للمحال الصغيرة أعتقد أنه يجب توفر فتاة لأخذ مقاسات أثواب السيدات». فيما تقول الدكتورة سلمى بيكوك بريطانية من أصل سوداني: «في البلاد العربية توجد تقاليد وعادات يجب مراعاتها، فماذا يضر محال الخياطة النسائية أن يكون فيها نساء يقمن بأخذ المقاسات والإشراف على أثواب النساء ويتفاهمن معهن على شكل الثوب وتصميمه، وينقلن رغباتهن إلى الخياط رب العمل؟ أما منى الزعابي- سيدة الأعمال، فتقول: «إن أمر الخياطين عندنا يشكل مشكلة في ظل غياب فتاة عاملة ضمن فريقه. فجود عاملة أو غرف قياس مريحة وآمنة، لا يجعلنا مضطرات لارتداء الثوب والعباءة دون قياس». وتشير الزعابي إلى أهمية عدم تجديد رخصة محال الخياطة النسائية في حال عدم وجود عاملات في المحال، وأن تكون المحال مرفقا بها غرف قياس حسب الشروط النظامية والآمنة، آملة أن تأخذ دائرة التراخيص هذا الأمر بجدية نظراً لأهميته.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©