الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«وين حقي؟» تجمع المعاقين مع المسؤولين

«وين حقي؟» تجمع المعاقين مع المسؤولين
18 فبراير 2012
تحت شعار”وين حقي؟” نظمت مدرسة الوفاء لتنمية القدرات، التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، حملة إعلامية تربوية هادفة في إطار سعيها المتواصل لتوعية المجتمع بحقوق المعاقين ذهنيا وكيفية التعامل معهم، للتذكير بوجودهم، والتعريف بمعاناتهم، والمطالبة بحقوقهم، داعية إلى تعزيز الدعم المجتمعي والمؤسسي لهم، ومنحهم المساحة الكافية للتعبير عن احتياجاتهم، رغباتهم، ومطالبهم المشروعة التي تحقق لهم سبل العيش الكريم، والتمتع بحياة طبيعية بعيدة عن التمييز المجتمعي. وتشير منى عبد الكريم مديرة مدرسة الوفاء إلى هذا الأمر، بقولها إنها تظاهرة توعوية لعموم المجتمع تواصلت أنشطتها من تاريخ 12إلى17 فبراير الجاري، تحييها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بشكل دوري في كل عام، بهدف رفع الوعي والتفهم لقضايا واهتمامات ومطالب الأشخاص من ذوي الإعاقات الذهنية بشكل خاص، وتعريف المجتمع بالتحديات الجمة والمصاعب الكبيرة التي تواجهها هذه الفئة من الناس من خلال ممارستهم لحياتهم اليومية، حيث تعاني أكثر من غيرها من فئات المعاقين الأخرى، وتشعر وكأنها مهمشة مجتمعيا، وغير قادرة على الحصول على حقوقها التي كفلتها لها قوانين الدولة، لذا نحاول معا إيجاد الحلول العملية التي تتناسب مع حالاتهم، وتذلل العقبات أمامهم بالطرق السليمة والمعتمدة عالميا، بهدف دعمهم وأسرهم معنويا وعمليا، ليتمكنوا من ممارسة الحياة في إطار إنساني ومجتمعي عادل ومنصف يعترف بوجودهم ويحترم فكرهم ويأخذ برأيهم . وتتابع: لقد اخترنا شعار حملة وين حقي؟، ليعبر عن الحالة التي يعيشها المعاق ذهنيا في مجتمعنا، وهو يطرح من خلالها علامة استفهام كبيرة للجميع، لأن قوانين حقوق المعاقين في الإمارات موجودة ومكفولة منذ العام 2006، ومنها المادة 29 التي تتكفل بتوفير كل المساندة والدعم لفئة المعاقين، وقد وقعت باتفاقيات دولية معتمدة، ولكنها وللأسف لم تفعل أو تطبق بشكل كامل، وما زالت هنالك جوانب تغفلها بعض الجهات، لذا ارتأينا أنه بتنظيم هذه الحملة، وغيرها من الفعاليات المختلفة، نستطيع أن نوجه أنظار المجتمع ونشد انتباههم نحو حقوق المعاق، الذي يطالب بدعمه وإنصافه، كما يستحق توفير فرص الدراسة أو العمل أو الخدمات، وكل ما من شأنه أن يرتقي به ثقافيا وإنسانيا. وأوضح عبد الناصر درويش، نائب مدير مدرسة الوفاء لتنمية القدرات، أنها حملة سنوية للمدينة، ويتم من خلالها تعزيز مبدأ المناصرة الذاتية الذي بدأ تطبيقه في الشارقة منذ سنتين اشتقاقا من الاتفاقية الدولية لحماية المعاقين، التي تنص بمعانيها على تأكيد حقوق هذه الفئة بالعيش المستقل والاختيار الحر والتعبير عن الرغبات والمطالب والاحتياجات من دون ضغط أو تدخل أو وصاية من أي شخص كان، لذا فقد تم وضع حملة وين حقي؟، تحت تصرف المعاقين أنفسهم ليختاروا برامج الزيارات، ويقابلوا المسؤولين، ويتحدثوا إليهم مباشرة عن معاناتهم ورغباتهم وحقهم في الحصول على تسهيلات وفرص تتكيف مع ظروفهم الصحية وتمكنهم من التمتع بالحقوق الطبيعية إسوة بالأسوياء. وقال إنه في اليوم الأول للحملة قام فريق من المعاقين ذهنيا مكون من خمس أشخاص مع مشرفيهم بالتوجه لزيارة منطقة الشارقة الطبية ومقابلة المسؤولين هناك، ليعرفوا عن أنفسهم كممثلين لهذه الشريحة من الناس، مطالبين بالنظر بعين الاعتبار لأوضاعهم الصحية واحتياجاتهم الملحة للمعاينة والرعاية الطبية الدائمة نظرا لما يعانونه من مشكلات خلقية ناتجة عن إعاقاتهم الذهنية، منها على سبيل المثال نقص مناعة الجسم التي تجعلهم عرضة لالتقاط الأمراض والفيروسات أكثر من الأصحاء، ومنها أيضا ضعف الجهاز التنفسي واضطرابات القلب، خاصة لمرضى متلازمة داون، بالإضافة إلى مشكلات فرط النشاط وتشتت الانتباه الذي يجعلهم عرضة للنوبات العصبية والتذمر والتملل بشكل مستمر، بحيث لا تمكنهم من الجلوس أو الانتظار في مكان واحد حتى لفترة لا تتجاوز بضع دقائق، ومن هذا المنطلق فقد طالب المعاقون مسؤولي منطقة الشارقة الطبية بتسهيل مرورهم وزيارتهم إلى المستشفيات، وعدم خضوعهم للدور المعتاد والانتظار والتأخير أثناء المعاينات أو المواعيد، كما طالبوا بتوفير وتجهيز غرف صحية وأسعافات أولية وأجهزة فحص ومعاينة مع ممرضات مدربات في كل فرع من فروع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وأقسامها المختلفة. وتوجه هذه الحملة الهادفة بمجملها دعوة مفتوحة للقطاعات الحكومية والخاصة كافة، مع شرائح المجتمع أفراداً وأسراً لتبني حقوق ومطالب فئة المعاقين ذهنياً، وزيادة الاهتمام والوعي بحقوقهم الاجتماعية، والثقافية، والإنسانية، مع دمجهم بشكل عادل يضمن استقلاليتهم ويحترم آراءهم ورغباتهم، كونهم شريحة مهمة وجزءاً لا يتجزأ من مجتمعاتنا تستحق منا كل المناصرة والدعم، وأن مسألة رعايتهم ومساندتهم ليكونوا عناصر فاعلة وقادرة على العمل والعطاء هي مسؤولية تقع على عاتق الجميع.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©