الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زراعة العدسات والاستغناء عن النظارات ممكنان في خريف العمر

زراعة العدسات والاستغناء عن النظارات ممكنان في خريف العمر
18 فبراير 2012
شهدت جراحة العيون على المستوى العالمي خلال العقدين الأخيرين تطوراً علمياً وتقنياً مذهلاً في كافة التخصصات الفرعية الدقيقة لطب العيون، بدءاً من أمراض القرنية وجراحات الليزر، وأمراض الشبكية وضغط العين، إضافة إلى أمراض العين والتشوهات والمياه الزرقاء والبيضاء والرمد والجراحة الانكسارية وأمراض العيون التي تصيب الأطفال مثل الحول والأمراض الوراثية وإعتام العين، وجراحات الجفون وتركيب العدسات اللاصقة وعمليات الساد. وحققت الثورة العلمية في هذا الإطار طفرات علمية ملموسة. ويتسابق الأطباء والباحثون كل يوم نحو تبادل الخبرات وتحقيق إنجازات طبية غير مسبوقة. وعلى نفس النهج انطلقت بالأمس فعاليات المؤتمر العالمي لطب العيون 2012، في العاصمة أبوظبي في دورته الثالثة والثلاثين، والتي تستمر حتى 20 فبراير الجاري، بمشاركة أكثر من 10 آلاف طبيب وخبير من مختلف دول العالم، برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ويعكف المؤتمر مناقشة 35 تخصصاً في مجالات طب وجراحة العيون، وأكثر من 45 دورة علمية، ينظمها المجلس الدولي لطب العيون، وأعضاء الجمعيات المشاركة إلى جانب أكثر من 2000 متحدث من خبراء العيون على مستوى العالم. من بين أبرز المشاركين في هذا المؤتمر، الدكتور خالد الشريف، استشاري طب وجراحة العيون ومدير مراكز الشريف للعيون في مدينة دبي الدولية، حيث يشارك بأوراق علمية ثلاث، تحمل في طياتها خبرات عملية طويلة تعود إلى عام 1992، أجرى خلالها أكثر من 70 ألف عملية جراحية لتصحيح الإبصار، فضلاً عما يزيد عن مائة بحث علمي منشور في كبريات المجلات الطبية الأميركية والبريطانية، ومؤلف عن أمراض القرنية يدرس في الجامعات البريطانية. عن أوراق العمل الثلاث، والآفاق الجديدة لعلاج وجراحة العيون، كان هذا الحوار “للاتحاد”، على هامش أعمال المؤتمر. ورقة العمل الأولى، بعنوان” الأكيوفوكاس.. تقنية جديدة لعلاج طول النظر”، وعنها يقول الدكتور الشريف: “ الورقة تتضمن “تقنية جديدة تجرى لأول مرة في منطقة الخليج العربي لعلاج طول النظر والتخلص من نظارات القراءة لمن تزيد أعمارهم عن سن الأربعين”، وهذه التقنية لم تكن موجودة من قبل، ولاسيما أن عمليات الأتراليزك لا تعالج هذه الحالة لأنها مقصورة على قصر النظر أو الزغللة “الرؤية اللابؤرية” وتسمى هذه التقنية الأكيوفوكاس وقد أثبتت الأبحاث التي أجريت لما يزيد على ثلاثة آلاف شخص أجريت لهم هذه العملية بنجاح إمكانية علاج طول النظر الذي يصيب جميع الناس عادة بعد سن الأربعين”خريف العمر”، واستمرار قدرتهم بعد العلاج الذي يستغرق 60 دقيقة، على الاستغناء عن نظارات القراءة بشكل نهائي في الخمسينيات والسيتينيات من العمر” علاج القرنية الورقة الثانية، تحمل عنوان “علاج القرنية المخروطية عند الأطفال والشباب”، عنها يشير الدكتور الشريف، إلى أنها بحث يتناول نتائج 100 عملية جراحية لعلاج القرنية المخروطية التي تصيب الأطفال والشباب في مقتبل العمر، ويؤدي إلى تدهور تدريجي في درجة الإبصار، مما يؤدي في نهاية الأمر إلى حاجتهم الملحة بإجراء عمليات زراعة للقرنية من أجل استعادة نعمة الإبصار، مع الأخذ في الاعتبار المشاكل التي ترتبط بزراعة القرنية وأهمها الاعتماد على القرنية الطبيعية من إنسان آخر التي يرفضها الجسم عادة، أما العدسات اللاصقة فهي صناعية ولا يرفضها الجسم. وقد أثبت هذا البحث إمكانية علاج المرض ووقف التدهور في النظر عن طريق استخدام تقنية حديثة تسمى عملية تثبيت القرنية بواسطة الأشعة فوق البنفسجية، يتم بعدها زراعة عدسات لاصقة دائمة داخل العين لتعديل قصر النظر والانحراف الموجود، وبالتالي يحدث تحسن في الإبصار ولا يحتاج بعدها المريض أبداً إلى زراعة للقرنية. أما الورقة الثالثة، ـ بحسب الدكتور الشريف ـ هي عبارة عن بحث علمي لعلاج مرض المياه البيضاء عن طريق زراعة عدسات متطورة داخل العين يمكنها التكيف والتأقلم وتغيير البعد البؤري تلقائياً وبالتالي تعطي للمريض القدرة على الرؤية على جميع المسافات البعيدة والمتوسطة والقريبة دون الحاجة لاستخدام نظارات طبية بعد العلاج. وقد شمل البحث عشرات المرضى الذين تم علاجهم في عمان ودبي والدوحة خلال السنوات الثلاث الماضية، وأثبت إمكانية تطبيق هذه التقنية، وتأثيرها الإيجابي وبشكل مقبول من حيث الشكل العام لجميع المرضى الذين يعانون من المياه البيضاء، فعادة هذا المرض يصيب نسبة كبيرة من الناس في العقد السادس والسابع من العمر ويؤدي بالضرورة إلى عتامة في عدسة العين الطبيعية مما يسبب تراجعا شديدا في درجة الإبصار إن لم يعالج بطريقة صحيحة. أغرب العمليات عن أغرب العمليات الجراحية التي أجراها الدكتور الشريف، يقول:” إنها عملية جراحية لمريضة كانت تعاني من قصر النظر يصل إلى 27 درجة، وأكد لها أغلب الأطباء أنه لا فائدة من إجراء تصحيح جراحي، إلا أنه أمكننا إجراء عمليتين جراحيتين لكل عين، الأولى عملية “ألترا ليزك” وتم علاج 15 درجة قصر نظر لكل عين. وفي العملية الثانية تم زراعة العدسات اللاصقة لعلاج 12 درجة المتبقية، وبالفعل نجحت العملية وتم استغناء المريضة عن النظارة، وكانت بمثابة سبق وإنجاز وتحدٍ كبير وفقنا الله في إنجازه. أما أطرف المواقف التي لا ينساها طيلة سنوات عمله كجراح للعيون، يتذكر الدكتور الشريف واقعة طريفة صادفته، ويقول:”لا أنسى أبداً يوم أن راجعتني فتاة حسناء عمرها لا يتجاوز 20 عاماً، واندهشت أن رافقها لغرفة الفحص خطيبها الشاب وسبعة أشخاص من عائلته، وبسؤالهم تبين أن بعد خطبتها لهذا الشاب اكتشف أهله أنها تعاني من ضعف البصر من خلال مشاهدتها للتلفاز، وخشوا أن تتدهور حالتها بعد الزواج، وأصروا على فحصها طبياً قبل الزواج حتى يقرروا استكمال إجراءات الزواج من عدمه. وطلبت منهم الانتظار خارج غرفة الفحص وتأكدت أن خطيبها متمسك بها، وبالفحص تبين أن لديها 12 درجة قصر نظر، ولا تستعمل النظارة خوفاً من اكتشاف أمرها وتهديد زواجها من الشخص الذي ارتبطت به، وما من شك أنها كانت تعاني معاناة كبيرة في ذلك. أخذت على عاتقي علاج الحالة بدافع إنساني صرف اعتمدت على الله وأجريت لها عملية التصحيح كهدية بمناسبة زواجها وعاد إليها بصرها بنسبة 6/6. بعد الزواج فوجئت بأنها بمراجعتها لي بصحبة طفلها التي اصطحبته للتأكد من حالة إبصاره في سن مبكرة وحتى تتأكد أن العامل الوراثي لم يلق بظلاله على حالة إبصاره. هذه الواقعة تفسر عزوف الفتيات عامة عن الاعتماد على النظارة الطبية، مقارنة بالذكور، ويعرف أن الإناث يقبلن على عمليات تصحيح البصر في سن العشرينيات أكثر من الذكور، ونجد النسبة متساوية تقريباً بين الجنسين في مرحلة العقد الثالث، لكنها تميل للزيادة في صالح الرجال لمن هم تجاوزوا العقد الرابع من العمر”. الآفاق الجديدة عن الآفاق الجديدة وأحدث تقنية لجراحة العيون، يشير الدكتور الشريف إلى جراحة إعادة الإبصار لمصابي تلف العصب البصري عن طريق وضع آلة تصوير دقيقة توضع في نظارة خاصة، وتوصل عن طريق أسلاك معينة تحت الجلد بالمنطقة البصرية في مؤخرة الدماغ، هذه التقنية لا زالت في مرحلة البحث والدراسة وتحتاج لما يقرب من ثلاثة أعوام أخرى لتعميم استخدامها لإعادة الإبصار لهذه الشريحة من الناس. وهناك نجاح لفريق من علماء قسم الكيمياء العضوية في جامعة دسلدورف الألمانية أعلنوا فيه عن قرب توصلهم إلى صناعة سائل صناعي يمكن أن يؤدي نفس مهمات السائل الطبيعي في عدسة العين، وأن جسم الإنسان لا يلفظه كمادة غريبة، ويمكن للسائل الجديد أن يكون بديلا عن “السيليكون” الذي يستخدم لملء عدسة العين المصابة، ولا يسبب أي مضاعفات أو حساسية أو اختلال في النظر،. ويمكن تفصيله حسب المواصفات الجسدية لكل إنسان، والمهم فيه أن من الممكن زرقه بحالة سائلة جدا عبر قناة غاية في الدقة ليثخن قوامه بعد ذلك ويؤدي دور سائل عدسة العين. وبذلك يمكن تخليص الإنسان، وخصوصا كبار السن، من كدر العين دون الحاجة إلى عمليات جراحية تعريف ? الدكتور خالد الشريف، استشاري طب وجراحة العيون ومدير مراكز الشريف للعيون في مدينة دبي الدولية . ? زميل كلية الجراحين الملكية البريطانية عام 1990. ? عضو الأكاديميه الأميركية لأمراض العيون بسان فرانسيسكو. وعضو في الجمعية الدولية للجراحة التصحيحية. ? من أوائل جراحي العيون الذين قاموا بعمليات تصحيح البصر بالليزك في الأردن منذ عشرين عاماً. ? نشر كتاباً عن أمراض القرنية ، يدرس في الجامعات البريطانية، وحاز جائزة بريطانيا العظمى عام 1992 ، فضلا عن أكثر من مائة بحث علمي في أوروبا وأميركا. ? عمل أستاذاً لطب العيون في كلية الطب الأردنية، ومديراً لبرامج الزمالة وبرنامج التدريب. ? نال جائزة التفوق من جلالة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن 2003. ? حاصل على جائزة جلاسكو “أفضل أطلس طبي” من جمعية المؤلفين البريطانية في عام 1991.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©