الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيروس«H1N1» يخترق الجسم السياحي ويغير وجهة المسافرين

فيروس«H1N1» يخترق الجسم السياحي ويغير وجهة المسافرين
12 مايو 2009 22:57
إعلان حال الطوارئ في عدة دول بسبب انتشار انفلونزا الخنازير والذي ظهرت أول إصابة به في المكسيك منتصف أبريل الماضي، يؤثر ولو بشكل غير مباشر على صناعة السياحة التي يتساءل كثيرون هل ستكون آمنة لهذا الموسم؟ فما أن بدأت منظمة الصحة العالمية حملة تحذيراتها من خطورة انتقال عدوى فيروس H1N1، حتى شاعت بين الناس أجواء من القلق ترافقها موجة حيرة عن مصير السفر خلال أشهر الإجازة. ومع أن دولاً كثيرة تتوخى الحذر عند المطارات باتخاذها التدابير اللازمة والمراقبة الصحية للقادمين اليها من مناطق سجلت فيها إصابات، لاسيما من المكسيك والولايات المتحدة الأميركية للتأكد من خلوهم من أعراض الفيروس، الا أن الذعر لازال يسيطر على نسبة عالية من الأسر التي يبدو أنها لم تحسم أمرها باتجاه وجهتها السياحية بعد. وفي المقابل، يعلن آخرون أنه لا بديل عن السفر، ولكن بشروط. تعديل المشاريع يذكر يوسف عثمان وهو أب لولدين، أنه قرر وزوجته عدم السفر خلال الصيف، قائلا: «مع تفشي انفلونزا الخنازير قمنا بتعديل كل مشاريعنا بخصوص الإجازة، فلم يكن ينقص البشرية إلا ظهور أمراض خطيرة إلى هذا الحد». وبعدما كان ينوي اصطحاب أسرته الى كندا، ألغى حجوزات الطيران خشية أن يصاب أحدهم بعدوى. وأكثر ما يشغل باله هذه الأيام، كيف سيعوض ولديه عن إجازة الصيف، وأين سيصطحبهما مع اشتداد الحر. «وعلى الأرجح سوف أحجز لهما اشتراكا في أحد المسابح كفرصة لتمضية وقت ممتع». وتورد رولى العلي التي التقينا بها في أحد مكاتب بيع تذاكر السفر، أنها بمجرد أن سمعت عن إمكانية وصول الفيروس الى حد الوباء العالمي، حتى اقترحت على زوجها تبديل وجهتما السياحية التي كانت مقررة الى لندن. «ومع أنني خططت كثيراً لهذه الرحلة، غير أن الحظ لم يحالفني للسفر الى بريطانيا هذه السنة، وربما أتوجه اليها في مناسبات أخرى». وهكذا فضلت العلي سلامتها والابتعاد عن المخاطر، وجاء اقتراح زوجها أن يقوما بمشروع بديل ويسافرا الى تركيا. وتأمل أن تستمتع في إجازتها، موجهة نصيحة عامة الى المسافرين بأن يتوخوا الحذر الشديد. «فعلى الجميع اتخاذ إجراءات السلامة كوضع الكمامات في حال السفر الاضطراري الى بلدان تفشت فيها العدوى». من الغرب الى الشرق ومثل كثير من الأسر التي استبدلت خط سفرها لموسم الصيف من أوروبا الى البلدان العربية، يشرح سالم الحمادي أنه لن يصطحب هذا الصيف أسرته الى سويسرا كما جرت العادة، وانما الى مصر. «لم يكن من السهل إقناع أبنائي بهذا القرار، ولكني اخترت لهم برنامجاً مسلياً بحيث نزور أكثر من مكان كالأهرام والساحل الشمالي والغردقة وشرم الشيخ. وبما أنهم لم يزوروا هذه المناطق من قبل، أجدها فرصة مناسبة للتغيير». وأعرب الحمادي عن مخاوفه من فيروس H1N1 معتبرا إياه «غضباً يصيب الناس من حيث لا يدرون». ومن المتوقع أن تتحول وجهات السياح خلال موسم الصيف المقبل من أوروبا إلى الدول العربية مما سيؤثر إيجاباً على السياحة العربية التي تعتبر من أبرز موارد الدخل القومي في دول مثل مصر والأردن ولبنان. ومما يجعلها آمنة أنها لم تشهد تسجيل حالات مصابة بالمرض، كما أنَّ خطوط طيرانها موعودة بحجوزات من عملاء جدد من مختلف الجنسيات. وهؤلاء اختاروا الدول العربية، كخريطة سياحية تستحق التجربة خلال موسم الصيف بعيداً عن المناطق الخطيرة صحياً. خطط فحص من جهتها فتيحة لحبيب تتحدث عن استعداداتها للسفر الى تايلند مع عائلتها المؤلفة من أبنائها الأربعة وزوجها ووالديه وشقيقته قائلة: «آمل أن نمضي إجازتنا بسلام، لأننا لم نتمكن من إلغاء الرحلة لعدة أسباب». فعلى الرغم من المخاوف التي تراود العائلة جمعاء تجاه خطر انفلونزا الخنازير، غير أن الجدين مضطران للتوجه الى أحد المستشفيات لإجراء بعض الفحوصات. وكانت العائلة أمضت أشهراً طويلة في التجهيز لمواعيد السفر، على أمل أن تستفيد منها صحياً وسياحياً. وتحذو فئة لا بأس بها هذا الحذو، إذ تختار دول شرقي آسيا، خياراً عملياً لإجازة أقل كلفة من جهة وأكثر أمناً على المستوى الصحي من جهة أخرى. وتفادياً لأي عدوى قد تكلفها تراجع عدد السياح الى أراضيها، كانت سلطات المطارات في اليابان واندونيسيا وهونج كونج وسنغافورة وسواها من الدول الآسيوية، وضعت خططاً لفحص المسافرين لكشف أي أعراض للانفلونزا. وفي تصريحات سابقة حول هذا الموضوع، أورد بيتر كورد ينجلي المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، أنَّ «دول آسيا أكثر استعداداً للتعامل مع أي انتشار وبائي لأنفلونزا الخنازير، من خلال الخبرات التي اكتسبتها عند تفشي وباء «سارس» عام 2003، والذي أودى وقتها بحياة أكثر من 800 شخص حول العالم». وبحسب توقعات الخبراء والمحللين الدوليين فإن شركات النقل الجوي الأميركية واللاتينية ستكون المتضرر الأكبر سياحياً في موسم الصيف، تأتي من بعدها الشركات الأوروبية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©