لندن (أ ف ب) - أفاد علماء في لندن أن جماعات كانت تعيش في مرحلة ما قبل التاريخ في إنجلترا كانت تستخدم للشرب جماجم بشرية بعد إفراغها من محتواها ونحتها، في طقوس سرية على الأرجح. وعُثر على ثلاث جماجم منحوتة تعود إلى 14700 سنة لبالغين وطفل في الثالثة في كهف في جنوب غرب إنجلترا في منطقة سومرست، حسب إعلان متحف التاريخ الطبيعي في لندن. وأوضحت سيلفيا بيللو، الخبيرة بالأحفورات البشرية في المتحف «إن آثار الجروح على الجماجم تُظهر أن الرؤوس أُفرغت بعناية بُعيد الوفاة. وقد عدلت الجماجم بعد ذلك مع إزالة عظام الوجه وقاعدة الجمجمة». وأضافت في بيان «لقد نحتت بشكل كبير على شكل كوب .. إنه عمل دقيق ومتقن إذا ما نظرنا إلى الأدوات» التي كانت متوافرةللبشر في تلك الفترة.
وقالت «كنا نشتبه أن أوائل البشر كانت لديهم قدرة كبيرة على التلاعب بالجسم البشري بعد الوفاة، إلا أن بحثنا يُظهر أيضاً إلى أي حد كانوا مشرحين بارعين». ونظراً إلى الاهتمام الكبير للمحافظة على الجمجمة، فإنه من المرجح أن تكون هذه الكؤوس تستخدم في طقوس رمزية وليس فقط لشرب السوائل، حسبما ما أوضحت بيللو.
ويؤكد الباحثون أن لديهم عناصر تُثبت أن الأشخاص الذين كانوا ينحتون هذه الجماجم كانوا يأكلون النخاع البشري، إلا أن أكل لحوم البشر لم يكن السبب الرئيس لإفراغ هذه الجماجم. وكان معروفاً حتى الآن أن جماجم استُخدمت كوعاء في مناطق أخرى من العالم، خصوصاً من قبل الفايكينجز في منطقة اسكندينافيا، إلا أن النماذج عن هذه الجماجم نادرة جداً، على ما يفيد الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة «بلوس وان». وتُعد الجماجم التي عثر عليها في سومرست هي الأولى من نوعها التي يعثر عليها في بريطانيا والأقدم في العالم.
عدد اليوم
