الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السيف البتار في قراءة الأفكار

السيف البتار في قراءة الأفكار
18 فبراير 2012
على ذمة بعض المواقع الإلكترونية، فقد ابتكر علماء برنامج كمبيوتر يستطيع أن يفك شيفرة النشاط الدماغي وترجمة الأفكار إلى كلمات مقروءة، وتحديداً عند فاقدي النطق لأسباب مرضية. وعلى ذمة ذات المواقع، قد أجرى اختصاصيو أعصاب في جامعة كاليفورنيا بيركلي تجارب على بعض المرضى، عبر وضع أجهزة تحسس في الدماغ من أجل ترجمة الأفكار الواردة إلى صور أو كلمات. ثم قام جهاز كمبيوتر مبرمج بتحليل نشاط الدماغ عند سماع المريض لأحاديث الآخرين ومراقبة كيفية إعادة استخدام الكلمات التي سمعوها. ويعتقد العلماء أن بإمكانهم استخدام التقنية نفسها لمعرفة ماذا يفكر المريض، وبالتالي ترجمة هذه الأفكار بشكل تقرير.. انتهى الاقتباس. هذا ما سوف يحدث في دول العالم، وفور الانتهاء من الأبحاث وانتاج الجهاز، سوف يحصل عليه أصحاب الإعاقات ليتواصلوا مع العالم الخارجي بشكل أفضل، ويستطيعوا التعبير عن انفسهم أمام الآخرين. قلت، هذا ما سوف يحصل في العالم، أما في العالم العربي وما شابهه من دول العالم الثالث بعد المئة، فسوف يصل هذا الجهاز بالتأكيد الى المقرات الأمنية من أجل مراقبة أفكار المواطنين ورغباتهم ودفائن صدورهم، ومحاسبتهم على هذا الأساس، أما ذوو الاحتياجات الخاصة والمرضى فلن يحصلوا على هذا الجهاز الا لغايات التحقيق معهم.. وكل عام وانتم بخير .. وطار الطير .. مساء الخير!! ??? تستوقفني النكات، حتى البايخة والمكررة منها، أشعر في الكثير من الأحيان أن النكات حتى العادية منها، هي ترميزات لحالنا، وقد يكون مؤلفها ساخرا أو مجموعة من الكتاب الذين أخفوا أسماءهم على طريقة رسائل أخوان الصفا، خوفاً من العقاب وانكشاف الوضع. وتجعلني هذه النكات، أربطها فوراً بحالنا وأوضاعنا، في عالمنا الممتد كسحابة صيف. تقول النكتة إن مجموعة من الطلاب الكسالى في المدرسة خرجوا بعد الامتحان وهم يتناقشون، فقال أحدهم إنه ترك ورقة الامتحان فارغة تماما لأنه لم يعرف أي شيء. فقال طالب آخر: ? هاي مشكلة كبيرة.. لقد أوقعت بنا عند الإدارة!! فسأله آخر عن سبب كونها مشكلة كبيرة لهالدرجة، فقال الطالب وهو يتنهد: ? طبعا.. فإننا جميعا كسالى ولم نطالع دروسنا، ولم نكلف أنفسنا عناء الغش وسلمنا أوراقنا بيضا... أليس كذلك يا أصدقاء؟؟ قال الأصدقاء ? نعم صدقت، لكن أين المشكلة، فنحن لا نراها؟ قال الطالب النبيه: ? المشكلة انه الأستاذ سوف يذهب فكره لبعيد، ولن يدرك ما حصل فعلا. ? والى أين سيذهب فكره برايك؟ ? يا شباب.... الأستاذ سوف يفكر بإننا غششنا من بعض في الامتحان، لأنه حصل على أوراق بيضاء متشابهة!! هل هذه مجرد نكتة عادية ؟؟؟ لا وألف لا، وأرجو أن لا تذهبوا بعيدا، بل تفكروا فينا في حالنا: عربيا، قد تشابه قصة هؤلاء الطلبة الدول العربية جميعها، التي تحصل دوما على صفر في مجال الديمقراطية، مهما حاولت ومهما ابتدعت من مجالس شعب وبرلمانات، وما شابهها من حروف العلة، وحتى لو ملأت الورقة خرابيشا، لأن أحدا منها لا يعرف جواب الديمقراطية ولا معناها ولا مدلولاتها، ولا يريد أن يعرف. قد تختلف الدول العربية في كتابة اسم الطالب، ودرجة ترتيب الورقة، وفترة تسليمها، لكنها تحصل على صفر في النهاية، لدرجة ان الأساتذة يؤكدون إن الدول العربية فعلا تغش من بعضها، ولما حصلنا منهم على ذات الإجابات. يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©