الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي النعيمي: سأكون من أوائل المهندسين النوويين في الإمارات

علي النعيمي: سأكون من أوائل المهندسين النوويين في الإمارات
18 فبراير 2011 21:35
لم يتخيل لاعب كرة القدم في نادي الوحدة، الشاب علي إبراهيم النعيمي يوماً، أنه سيكون من أوائل المهندسين الإماراتيين الذين يدرسون سياقاً مزدوجاً في تخصص الهندسة الميكانيكية والنووية، والذي يحتاج الكثير من الجهد والدراسة، بعدما كان يرى نفسه لاعب كرة قدم مشهورا، لتأتي نتائج الثانوية العامة وتغير من قناعاته ومسار مستقبله كاملاً. (دبي) - يقول المبتعث الشاب علي: « الحقيقة أنني كنت لاعب كره قدم في نادي الوحدة منذ طفولتي حتى تخرجت من الثانوية العامة أي لمدة 9 سنوات تقريبا، وكان حلمي أن ألعب لمنتخب الإمارات الأول وأمثل الوطن، ولكن نظرا لتحصيلي العالي في الثانوية العامة وتكريم سمو الشيخ منصور بن زايد لي، باعتباري من أوائل المتفوقين على مستوى منطقة أبوظبي التعليمية، أيقنت أن مستقبلي اتخذ مساره في العلم و المعرفة». علي النعيمي مبتعث إماراتي، وهو من العاصمة أبوظبي، يبلغ من العمر عشرين عاماً، يدرس في الولايات المتحدة الأميركية، ولاية بنسلفانيا، وقد التحق بجامعة ولاية بنسلفانيا والمعروفة بجامعة «بن ستيت»، ليتخصص في أحد أندر التخصصات التي يدرسها، يلتحق بها الطلاب نظراً لصعوبته وعدم وجود شواغر للعمل فيه على الأقل في المنطقة، وهو تخصص مزدوج الهندسة الميكانيكية والنووية، وتم ابتعاثه من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية. الحيرة في القرار لم يكن قراره سهلاً في أصعب أمرين، أحلاهما مر، إما أن يكمل في فريق الوحدة ويحقق حلمه في اللعب ضمن الفريق الوطني لكرة القدم، أو أن يختار طريق العلم، وخاصة أنه كان ضمن اختيارات مؤسسة الإمارات للطاقة في أول دفعة لابتعاث شباب إماراتي طموح لدراسة الهندسة النووية، والطريقان فيها خدمة للوطن، عن ذلك يقول النعيمي: «كان أكبر دافع لي هو قبولي في أول دفعة من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، حيث إنني أستطيع تلبيه نداء الوطن في برنامج الطاقة النووية، باعتباري سأكون من أوائل المهندسين النوويين في الدولة»، ويضيف عن دعم الأهل والأصدقاء قائلاً: « أيضا الدعم اللامحدود من الأهل والأصدقاء كان له تأثير كبير على قراري في الابتعاث للخارج، وأستطيع الاعتراف بأن القرار بين الدراسة في الخارج والابتعاد عن الأهل والأصدقاء وبين مستقبلي الكروي، كان من أصعب القرارات التي اتخذتها في حياتي، وأنا سعيد جداً لأنني قمت باتخاذه». مشاعر السفر الطويل لم يأخذ الشاب النعيمي كثيراً من الوقت في البحث عن جامعة ليدرس فيها، فقد تكفلت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بهذا العناء، ووقع اختيارها على جامعة «بن ستيت»، لما تتميز به من شهرة في مجال الهندسة بشكل عام والهندسة النووية بشكل خاص، ومع أن النعيمي كان كثير الأسفار بحكم كونه لاعب كرة قدم منذ الطفولة، إلا أنه أدرك حين سفره بغية الدراسة أن الأمر مختلف تماماً عما اعتاد عليه في السابق، ويقول النعيمي عن شعوره: «لقد انتابتني مشاعر كثيرة في المطار عند مغادرة أراضي الإمارات، خصوصا أنني مقبل على حياة جديدة، تختلف تماماً عن أسفاري السابقة، والأمر ليس مجرد رحلة سياحية قصيرة، وعند وصولي إلى مكان الدراسة، أحسست بعدم الاستقرار، وأنني لا أنتمي لهذا المكان، لكن بالعزيمة التي مدني الله بها سرعان ما تأقلمت مع البيئة المحيطة». نظراً لما يحتاجه التخصص الذي يدرسه علي من الجهد والمتابعة، فهو لا يستطيع السفر كثيراً وخاصة لبعد المسافة بين المكان الذي يدرس فيه وأرض الوطن، فهو يحرص على زيارة الإمارات والأهل مرة واحدة في السنة على الأقل. يوم دراسي كامل يبدأ النعيمي الشاب يومه الدراسي منذ الصباح بتأدية صلاة الفجر في المنزل، ليتوجه بعدها إلى مقاعد الدراسة في الجامعة، ويحاول بعد الانتهاء من المحاضرات الالتقاء بزملائه وخاصة الإماراتيين؛ لأنهم يسترجعون بعض الذكريات وهو ما يخفف عنهم أحياناً كرب الغربة والابتعاد عن أرض الوطن والأهل، ثم يقفل عائداً إلى شقته لمراجعة دروسه، ويبدأ بعدها بممارسة الرياضة، ليحافظ على لياقته وهو الرياضي في الأصل. لم تشكل اللغة عائقاً أمام الشاب علي، ولكنه يعترف أن الانتقال من مرحلة المدرسة إلى مرحلة الجامعة لم تكن لتخطر له على البال بأنها ستكون مختلفة أو صعبة، لكنه لم يعر اهتماماً لذلك، وهو من اختار هذا الطريق لتحصيله العلمي، عن الاختلاف بين المراحل الدراسية يقول النعيمي: «لم أواجه أية مشاكل في اللغة أبدا، ولكن الدراسة الجامعية تختلف كثيراً عن المراحل السابقة، من حيث التفكير والاستنتاج، وبالرغم من صعوبتها، إلا أنني أستمتع كثيرًا في التعلم هنا». الفروق كحال الطلاب جميعاً، يحاول النعيمي التغلب على أية معوقات وخاصة المرتبطة بالغربة من تغير في الأجواء والزمان والمكان والناس المحيطة، ويوضح النعيمي أن أكثر مشكلة واجهته هي المناخ لصعوبته، وخاصة أنه لم يعتد أجواء الثلوج والطقس البارد، كما يتعامل مع الناس بمودة، خاصة أن الشعب الأميركي منفتح على الآخرين، بحكم أن معظمه من المهاجرين، يقول النعيمي: «الشعب الأميركي بطبعه اجتماعي وطيب، ولم أعان أي صعوبة في التعامل والتعايش معه، لكن المناخ كان أحد التحديات التي واجهتها فعلياً، لأنني لست معتاداً على الثلوج والمناخ البارد، لكن ولله الحمد تأقلمت وأصبح الأمر طبيعيا الآن»، ويترحم النعيمي على أيام الدلال عندما كان بين أهله وفي أرضه ووطنه، ويفتقد لتناول الطعام مع الأهل، يقول: «في الإمارات كل شيء متوفر وميسر من قبل الأهل و الحكومة، ولكن في أميركا الاعتماد على النفس بشكل كلي هو اللي حاصل، واعتدنا الاعتماد على النفس وأفتقد كثيراً طبخ الوالدة الله يحفظها». سفير العرب يحاول النعيمي إيصال الصورة الحقيقية للعرب والمسلمين، وخاصة أنه لمس أن المجتمع الأميركي منفتح على الثقافات وخصوصا فئة الشباب والجامعيين؛ بغية التعرف على الحضارات وعادات الدول الأخرى، ويقول: «يجب علينا نحن كطلاب إيصال الفكرة والصورة الحقيقة لعاداتنا وتقاليدنا كإماراتيين، عرب ومسلمين، خاصة بعد التشويه الحاصل من الإعلام الغربي، وأنصح بتجاهل أية استفزازات قد يقوم بها أي شخص، و يكون الرد عليها بالحوار، لأن ذلك سيحرج الشخص الذي أمامك». وينصح النعيمي الطلاب الجدد بالتمسك بإيمانهم وعاداتهم، يقول: «أنصح إخواني الطلاب الجدد بمحافظتهم على العبادة، كون الانفتاح في المجتمعات الخارجية يمكن أن يؤثر على عادات الطالب، كما أنصح أيضا بالاقتراب من الطلاب العرب والمسلمين الآخرين، ولكن هذا لا يمنع من تكوين صداقات مع الجنسيات و الديانات الأخرى؛ لتتم الاستفادة من تجربة الدراسة في الخارج»، ويضيف: «أما عن الدراسة، فأنصح إخواني و أخواتي بأن يثقوا في قدراتهم مهما صعبت عليهم المواد و القناعة بأنهم قادرون على التفوق؛ لأنهم في الأساس متميزون، كونهم اختاروا التحدي والطريق الصعب بالدراسة في الخارج». ويشدد الطالب النعيمي على ذلك من واقع خبرته من المشاهدات التي وقع عليها مع الطلاب العرب في شعورهم بالإحباط نظراً لصعوبة الدراسة، إما بسبب ضعف اللغة أو كثرة الضغط الدراسي. يطمح النعيمي إلى أن يكون من رواد الطاقة النووية في دولة الإمارات، وهو متأكد من ذلك: «بفضل إشراف و دعم مؤسسة الإمارات الطاقة النووية، بإذن الله التخطيط موجود». إماراتيون مميزون باعتبار أن الهندسة النووية أحد التخصصات النادرة وغير المنتشرة في العالم العربي، بسبب قلة أو انعدام فرص العمل في هذا المجال في الدول العربية، لذلك لا يوجد سوى عدد قليل من الطلاب العرب يدرس في هذا التخصص، أما بالنسبة للطلاب الإماراتيين فالعدد في زيادة مستمرة بحكم تشجيع الدولة للطلاب الجدد على الالتحاق بقطاع الطاقة النووية، ويوجد حاليا في «بن ستيت» مالا يقل عن 15 مهندسا نوويا إماراتيا حسب ما أورده الطالب النعيمي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©