عندما تتحقق الأحلام

من الأشياء اللافتة في سوق السفر العربي 2009 الذي شهدته دبي الأسبوع الماضي هو حجم جناح هيئة أبوظبي للسياحة، والجوائز التي حصلت عليها الهيئة..! اللافت في الأمر أن سوق السفر العربي هذا العام يصادف مرور خمس سنوات على إنشاء هيئة أبوظبي للسياحة، ولا أزال أذكر ذلك الاجتماع الذي عقدته الهيئة منذ أكثر من خمس سنوات في شيراتون أبوظبي مع شركات السياحة لتعرض عليهم المشاركة معها في سوق السفر العربي، وتعرض شكل الجناح والأفكار المطروحة للمشاركة الأولى في السوق. أذكر يومها أن عددا كبيرا من الشركات لم يهتم حتى بالحضور، وكان الجميع يتوقع أن الهيئة لن تكون إلا جهة حكومية جديدة قد تضع العراقيل والقوانين التي تزيد الأمور صعوبة..! أذكر يومها أن العرض الذي قدمته الهيئة في الحفل كان رائعاً لكن أحداً لم يكترث، وكان الإقبال على المشاركة ضعيفاً. اليوم وبعد خمس سنوات فقط، شاركت هيئة أبوظبي للسياحة بأكبر جناح من حيث الحجم والمساحة في سوق السفر العربي..! أكبر جناح بين دول العالم بالكامل وشارك معها أكبر عدد من المشاركين في جناح واحد من شركات السياحة والسفر والفنادق والمنتجعات. اليوم بعد خمس سنوات فقط يمكن القول بكل ثقة أن هناك شيئاً اسمه صناعة السياحة في إمارة أبوظبي، وأن الإمارة وجهة سياحية من وجهات العالم السياحية المهمة والراقية ، بل وأسرعها نموا وتحقيقا للإنجازات. وهذا ليس مجرد كلام فقط، ولكنها حقائق تؤكدها الإنجازات على أرض الواقع، ويؤكدها حجم المشاركات ونوعيتها، وتؤكدها الجوائز وشهادات التقدير ومن العالم، وآراء الخبراء المحليين والدوليين. هذه الأحلام التي تحققت في خمس سنوات لم يكن أكثرنا تفاؤلاً يتوقعها، وهي تعكس بصدق معنى القدرة على الإنجاز، وتجسد الفارق بين العمل الحقيقي والنجاح الواقعي، وبين النجاح على الورق..! فهناك مؤسسات وهيئات تنجح وتحقق النتائج فقط على الورق، مجرد تسديد خانات وأداء واجب وكان الله يحب المحسنين..! وهناك نجاح من نوع آخر قائم على أفكار ورؤى واستراتيجيات طويلة المدى، وقائم على جهد وإصرار ورغبة في النجاح وتحدي كل الصعاب والظروف، نجاح قائم على عمل جماعي وفريق من الناس يؤمنون بما يقومون به، ويعملون بجد. وأجمل ما في هذا النجاح الذي جسدته هيئة أبوظبي للسياحة خلال سنوات خمس، أنه قام على أكتاف الكوادر الوطنية، التي قدمت أجمل وأفضل مثال لقدرة الكادر الوطني على تحقيق النجاح وتخطي الصعوبات..وإذا كانت الأحلام قد تحققت بالفعل، فقد تكون السنوات الخمس المقبلة مرحلة جديدة لتحقيق المزيد من الأحلام والآمال، فلا يزال في جعبة هيئة أبوظبي للسياحة الكثير لتقدمه.. حياهم وحياكم الله.. إبراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية