الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرئيس اليمني يتعهد بنزع سلاح «الحوثيين»

الرئيس اليمني يتعهد بنزع سلاح «الحوثيين»
24 فبراير 2014 00:39
عقيل الحـلالي (صنعاء) - تعهد الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي أمس، بنزع سلاح جماعة الحوثيين المسلحة التي تنامى نفوذها في شمال البلاد بعد إطاحة الرئيس السابق علي عبدالله صالح بداية 2012 تحت ضغط احتجاجات شعبية طالبت بالديمقراطية. في حين اغتال مسلحون مجهولون ضابطا في الاستخبارات اليمنية في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة (جنوب) حيث يعتقد بأن قيادات تنظيم «القاعدة» تختبئ في سلسلتها الجبلية شديدة الوعورة، كما أطلق مسلحون مجهولون، سراح طبيبة تشيكية كانوا اختطفوها من وسط العاصمة صنعاء. والتقى هادي أمس في صنعاء 90 من مشايخ وزعماء قبائل اليمن على رأسهم زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر، الذي خسر في الثاني من فبراير معقله القبلي الرئيسي في محافظة عمران (شمال) بعد معارك عنيفة مع المقاتلين الحوثيين استمرت أسابيع وخلفت مئات القتلى. وكان «تحالف قبائل اليمن»، وهو تكتل قبلي وديني يقوده الشيخ الأحمر منذ إشهاره منتصف 2011، أقر في 8 فبراير لقاء هادي لبحث ما أسماه «التوغل الحوثي»، ودعا إلى عقد مؤتمر واسع لمشايخ ووجهاء اليمن لتدارس «الزحف العسكري» للجماعة المذهبية المتمردة على الحكومة المركزية في صنعاء منذ 2004 وخاضت ست جولات من القتال ضد القوات الحكومية كانت الأخيرة في 2009. وقال هادي أمس إن لقاءه أعضاء الوفد القبلي تأخر بسبب «ظروف صعبة ودقيقة»، في إشارة إلى صعوبات سياسية وأمنية تعترض سير عملية انتقال السلطة في البلاد منذ دخولها حيز التنفيذ أواخر نوفمبر 2011. وذكر أن اتفاق المبادرة الخليجية شكل «المخرج الأجمل على قاعدة لا غالب ولا مغلوب من أجل استتباب الأمن وتجنيب اليمن ويلات الانزلاق الخطر». واستعرض إنجازات تحققت خلال المرحلة الانتقالية آخرها اختتام مؤتمر الحوار الوطني الشامل أواخر يناير بعد عشرة أشهر من مفاوضات جادة، أفضت إلى اتفاق لصياغة دستور جديد والتحول إلى دولة اتحادية فيدرالية بعد عقود من هيمنة الدولة المركزية. وقال «لابد أن نتنازل لبعضنا البعض من أجل تجسيد التلاحم الوطني وإقفال صفحة الماضي»، مشيرا إلى أن نظام الأقاليم في الدولة الاتحادية الجديدة سيعزز الوحدة الوطنية والنظام الجمهوري ويتيح «المزيد من الوظائف وفرص العمل في مختلف الجوانب التنموية والاقتصادية والخدمية والأمنية». وكانت لجنة سياسية برئاسة هادي أصدرت في 10 فبراير بموجب تفويض سابق من أعضاء الحوار الوطني، قرارا بتقسيم البلاد إلى ستة أقاليم، أربعة في الشمال واثنان في الجنوب، إلا أن هذا القرار لاقى معارضة شديدة من قبل الحزب الاشتراكي، والمعارضة الانفصالية في الجنوب، وجماعة «الحوثيين» التي تطمح في السيطرة على مناطق واعدة بالنفط في محافظة الجوف (شمال شرق) ومرفأ ميدي المطل على البحر الأحمر في محافظة حجة (غرب). وقال الشيخ حمود الذارحي وهو أحد أعضاء الوفد القبلي لـ»الاتحاد» إن اللقاء مع هادي أكد «ضرورة تحقيق اصطفاف وطني لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني»، مشيرا إلى أن أعضاء الوفد طالبوا رئيس الجمهورية ببسط نفوذ الدولة على جميع أنحاء البلاد «بما في ذلك محافظة صعدة» (شمال) الخاضعة لحكم جماعة الحوثيين» منذ مارس 2011. وأضاف الذارحي وهو قيادي كبير في حزب الإصلاح «تعهد هادي بنزع سلاح الميليشيات المسلحة خاصة جماعة الحوثيين». وقال «وعد الرئيس بأن جماعة الحوثيين ستسلم سلاحها وتتحول إلى حزب سياسي، ما لم تفعل ذلك فإنها ستكون غريم (خصم) للقيادة السياسية والشعب بأكمله». وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أن هادي أكد أن سيطرة الدولة على كافة مناطق البلاد ستتحقق من خلال «فرض النظام والقانون والمواطنة المتساوية والعدالة والإنصاف من دون إجحاف أو إقصاء»، داعيا في الوقت ذاته إلى «الابتعاد عن الفرقة والتنابز بكل صوره وأشكاله». وأشارت إلى أن هادي وعد خلال اللقاء بعدم إدخال تعديلات على البند الخاص باعتماد الشريعة الإسلامية مصدرا لجميع التشريعات في الدستور الجديد، لافتا إلى أن «ما تضمنه الدستور الحالي سيتضمنه الدستور المقبل». وقال هادي «يمكن لليمن أن يكون دولة غنية إذا صدقت النوايا وبذل الجميع قصارى الجهود من دون مماحكات ومناكفات تؤثر على سير الأداء والعمل»، مشيرا إلى أن مستقبل اليمن «يبشر بالخير» بسبب ما يمتلكه من ثروات نفطية ومعدنية. وإضافة إلى صعوبات التحول السياسي يواجه هادي، الذي مددت ولايته الانتقالية المنتهية يوم الجمعة الماضي لحين انتخاب رئيس جديد، تحديات كبيرة في بلد يعاني جراء تنامي نفوذ العشائر القبلية المسلحة في الشمال، وتزايد حدة الاحتجاجات الانفصالية في الجنوب حيث ينشط تنظيم «القاعدة» الذي صعد من هجماته ضد مؤسسات الدولة وأهداف غربية. وفي شأن آخر اغتال مسلحون مجهولون قبيل فجر أمس ضابطا في الاستخبارات اليمنية في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة (جنوب). وحسب مصادر أمنية فإن مسلحين مجهولين كانوا يستقلون سيارة أطلقوا النار على العقيد أحمد هاشم مدير مكتب مسؤول الأمن السياسي (الاستخبارات) في محافظة شبوة، مما أدى إلى وفاته على الفور، مشيرة إلى أن المهاجمين فروا إلى جهة غير معروفة. إلى ذلك أفرج خاطفون مسلحون أمس عن طبيبة تشيكية كانوا اختطفوها من وسط صنعاء، قبل يوم، حسبما ذكر مصدر بوزارة الدفاع اليمنية لـ»الاتحاد». وقالت وزارة الداخلية التشيكية إن الطبيبة التي تعمل في اليمن أطلق سراحها بعد ساعات من تعرضها للاختطاف، على يد مسلحين مجهولين، بحسب وسائل إعلام تشيكية محلية. وأكد يوهان جروهوفا الناطق باسم وزارة الداخلية التشيكية، أن الطبيبة عادت إلى منزلها بأمان بعد نحو خمس ساعات من اختطافها، من دون أن يقدم أي تفاصيل بشأن هويتها أو ملابسات الإفراج عنها. وحسب المصدر بوزارة الدفاع اليمنية فإن الخاطفين أطلقوا الرهينة «لأنها ليست من رعايا الدول الأوروبية الكبرى». وذكرت وسائل إعلام يمنية حكومية أن رئيس الوزراء، محمد سالم باسندوه التقى أمس السفير التشيكي غير المقيم لدى صنعاء رفاروسلاف لودفا، وبحث معه «الجوانب المتصلة بتعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين»، موضحة أن السفير لودفا أبلغ باسندوه قرار بلاده بإعادة فتح سفارتها في اليمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©