الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سباقات «الدراج» تشعل الحماس في قلوب عشاقها

سباقات «الدراج» تشعل الحماس في قلوب عشاقها
25 مارس 2010 20:19
كنت فقط أشاهد تلك النار والشرارات التي تنطلق من سيارات السرعة من وراء الشاشة الفضية، أما الصوت فقد ظننت أن أعلاه هو ذلك الذي تحدثه سيارات الفورمولا -1، لكن المفهوم تغير والصورة صارت واقعاً، حيث شاهدت لهيب الشرارات على مقربة مني، وأحسست بهزة أرضية حركت كامل جسمي، تراقصت الأرض تحتي على وقع زئير التوب فيول التي أشعلت حماس الجمهور وألهبت أحاسيس المتسابقين، لم تكن فقط سيارتا التوب فيول، وإنما رافقهما كم هائل من السيارات السريعة المزودة، بسائقيها الذين توافدوا على حلبة مرسى ياس من كل حدب وصوب، فكان التنافس شعار السباقات والمتعة هدفها. شهدت حلبة مرسى ياس نهاية الأسبوع الماضي أجواء تنافسية رائعة، حيث نظمت سباقات «الدراج»، شاركت فيها أكثر عن 120 سيارة سريعة ودراجات بخارية، حيث توافد المتسابقون من مختلف دول الخليج الشقيقة، كي يشاركوا في أول مغامرة لهذه السباقات على مضمار حلبة ياس، التي أثبتت من جديد نجاحها وإبهارها في تنظيم سباقات السيارات العالمية، ومنحت عشاق هذه الرياضات فرصة مشاهدة مراحل هذه السباقات أمامهم والتفاعل مع أبطال العالم. «التوب فيول» تهز الأرض تعتبر حلبة ياس الحلبة الوحيدة التي تمتلك سيارتي فيول من هذا النوع على مستوى العالم، وقد شاركت بهما خلال مهرجان ياس لسباقات «الدراج»، وإن كان القلم قد يعجز أحياناً كثيرة في وصف ما رأته العين، فإن أقل ما يمكن قوله إن انطلاقة السيارتين بتلك السرعة الهائلة قد دبت الرعب وقطعت الأنفاس لحظات، كيف لا وأنت تشاهد شرارات النار تنطلق من جانبي السيارتين وكأنهما يرسمان لمجسمهما مسارين من نار، وصوت المحركات القوية يبعث صخباً يخترق طبلات الآذان، ويتغلغل بالأجسام بسرعة تهز كيانك وتحركك من دون أن تشعر، إحساس غريب، حماس شديد، لهيب حارق ينتشر عبر حواسك ويشعل الإثارة، إنها سيارة «التوب فيول». وعن مشاركة السيارتين، تقول كوثر بن سليم، مديرة الإعلام المحلي بحلبة ياس: «تعتبر حلبة ياس الحلبة الوحيدة التي تمتلك سيارتي توب فيول تحملان اسمها، حيث تعاقدنا مع أشهر سائقي سرعة أميركيي الجنسية، هما رود فولر وتومي جونسون جونيور، حيث تم تصميم السيارتين من طرف «وحش الدراج» دون شوماخر، والسائقان سيمثلان دولة الإمارات العربية المتحدة في كل سباق يشتركان به». أرقام قياسية للتوب فيول بعد يومين من السباقات المليئة بالسرعة، استطاع السائقان رود فولر وتومي جونسون جونيور من تحقيق أرقام قياسية وللمرة الأولى في الشرق الأوسط، وذلك خلال مهرجان ياس لسباقات «الدراج» الذي شهد منافسة حادة بينهما، حيث قام السائقان بست جولات على مسار الربع ميل وإلى جانبهما 120 سيارة ودراجة أتت من كل دول الخليج كي تتنافس. حقق السائق رود فولر رقماً قياسياً في الإمارات العربية المتحدة خلال نهاية هذا الأسبوع مسجلاً بذلك 3.89318 ثانية وسرعة 499.97 كلم الساعة. أنشطة ترفيهية وحركات بهلوانية الى جانب سباقات الدراج، ووسط الحماس الذي أشعلته السيارات والدراجات في نفوس المتسابقين والمتفرجين، برمجت إدارة حلبة ياس أنشطة ترفيهية تهدئ من الحماس، وترفه عن الجمهور والعائلات التي جاءت لتستمتع بالحدث الأول من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قامت مجموعة من الشباب بركوب دراجات هوائية، ورسموا عبرها مناظر رائعة من حركات بهلوانية متناسقة، كما كانت سيارات هوليود المشهورة تمر بين الحين والآخر، لتدهش المتفرجين الذين جلسوا على المدرجات، وأحضروا أولادهم، فتحول الحدث من حماس واشتعال، إلى أجواء عائلية وترفيهية ممتعة. مشاركة إماراتية قوية شارك في سباقات الدراج ما يقارب 120 سيارة، مزودة بتقنيات السباق، ودراجة بخارية، كان معظمها من دولة الإمارات العربية المتحدة، بشبابها الذين كونوا فرقاً قوية، وصمموا بأنفسهم سيارات سرعة مميزة، حملت شعارات وألواناً صارخة، وكل فريق يسعى لأن يكون الأفضل، لكن الأحلى أن الجميع قد تحلى بالروح الرياضية والمنافسة الشريفة. وحسب ما أخبرتنا به كوثر بن سليم، فإن إدارة حلبة مرسى ياس تسعى من خلال فتح المشاركة لأبناء دولة الإمارات، إلى اختيار مجموعة سائقين محليين أكفاء، بإمكانهم قيادة السيارات الضخمة، وعلى رأسها سيارة التوب فيول. الشامسي..بطولات وطموحات هناك عند نقطة انطلاق السيارات، ورفقة ابنه الصغير علي، كان فيصل الشامسي واقفاً يراقب السيارات المشاركة، أعصاب مشدودة وتركيز حاد على أدق التفاصيل، كيف كانت انطلاقة هذه السيارة؟، كم كان توقيتها؟ ما هي أخطاء السائق؟ هل خضعت العجلات للتحمية بما يكفي، لأن عجلات full slex تحتاج تحمية خاصة تعمل على تثبيتها بالأرض؟ هي تساؤلات كثيرة كانت تدور بذهن فيصل الذي شارك بفريقه لأول مرة في سباقات دراج حلبة ياس، وحصد المراكز الأولى بأرقام قياسية، ترافقه سيارته الذهبية اللون GTR وشعار الفريق يعلو جبينها، إنه فريق « INTRACO» . البداية عند 17 أحب فيصل الشامسي سيارات السرعة منذ صغره، فكان يتوجه بشكل مستمر الى كراج تزويد السيارات، ويراقب آلية عمل الطاقم الفني والميكانيكي، وكان أحلى منظر بالنسبة له، مشاهدة سيارة مارة بسرعة قصوى، مطلقة ذلك الصوت الذي يدوي في الآذان فيطرب كل من يعشق السرعة، ويشعل في قلبه الحماس أكثر فأكثر، وعن بداياته في هذا النوع من الرياضات، يخبرنا فيصل قائلا:»لقد بدأت ممارسة هذه الرياضة التي أعشقها منذ عام 1994، أي حينما كان عمري لا يتجاوز 17 ربيعاً، حيث امتلكت أول سيارة لي من نوع مازدا، أما عن أول سرعة تجاوزتها في تلك الفترة فقد بلغت 275 كلم/ساعة، وكما يعلم الجميع، فالرادارات لم تكن موجودة بكثرة في الماضي، خاصة في إمارة رأس الخيمة». دخل الشاب الإماراتي الطموح، فيصل الشامسي، مجال الاحترافية عام 2003، عندما اشترى سيارة نيسان GTR سكاي لاي، والتي شارك من خلالها بمعرض أم القيوين لاستعراض أحلى سيارة، حيث حصل على المركز الأول، إضافة الى المركز الأول كذلك في معرض وافي، أما عام 2006 فقد حاز على المركز الثاني من خلال معرض Auto Dram، وعام 2009 حاز على المركز الأول كذلك في أم القيوين، أما مشاركته في سباق سيارات الدراج في حلبة ياس فقد نال فيه المركز الأول بزمن قياسي قدره 8.2 ثانية. باع فيصل سيارته التي حصدت المراكز الأولى في مختلف المعارض التي شاركت فيها، ليشتري عام 2007 سيارة GT أخرى، فقط الهيكل الذي كلفه 2000 درهم، ليزودها بكل ما تحتاجه السيارة من المحرك القوي، والرنجات، والإطارات، وكل قطع تزويد سيارات السرعة المكلفة جدا التي يبلغ متوسطها 150ألف درهم، ناهيك عن اللباس الخاص بالسائق الباهظ الثمن، والذي يستخدم لضمان سلامته، حيث يكون مضادا للحرائق، له صلاحية محددة لا تتعدى الخمس سنوات، وحتى حزام الأمان فله عمر محدد، حيث يأتي المفتش قبل السباق ليتأكد من سلامة السيارة وصاحبها، ومدى استعدادها لدخول السباق. نقاط تحول تعرض فيصل الشامسي عام 2007 إلى حادث خطير أثناء قيادته لدراجته النارية، حيث يحكي لنا:»لقد تعرضت لحادث سير، بينما كنت أقود دراجتي النارية، وقد عاهدت نفسي منذ ذلك اليوم ألا أقرب الدراجات النارية مرة أخرى، خاصة وأن والديَّ كانا معارضين لممارستي هذه الرياضة الخطيرة، ولكني عملت جاهدا على إقناعهما، لأحدد ممارستي التي اقتصرت على سيارات الدراج فقط». لم يكن هذا الحادث الوحيد الذي تعرض له فيصل، بل تلته حوادث أخرى، كذلك الذي شهده الطريق النموذجي الى دبي، وحادث أم القيوين أثناء مشاركته في أحد السباقات، والحمد لله كانت العواقب سليمة. فريق في أسبوع أما عن فريق انتراكو، الذي ينتمي له فيصل، فقد تأسس في غضون أسبوع لا أكثر، يقول الشامسي: «لقد سمعنا بتنظيم سباق سيارات الدراج في حلبة ياس، فاتصل بنا محل تزويد السيارات المشهور بإمارة الشارقة، «انتراكو» الذي ذاع صيت قطعه المزودة بكامل الشرق الأوسط، واقترح علينا تأسيس هذا الفريق الذي يحمل اسم المحل، فوافقت واقترحت الفكرة على أصدقائي، وهم: طارق النقبي من خورفكان، مسلم القلاف من السعودية، عادل الحوسني من أبوظبي، وعبد المجيد الزرعوني من أبوظبي كذلك، فأسسنا الفريق الذي ضم سيارتي GTR، وسيارة كومارو، وسيارة كورفت». أما بالنسبة لسيارة فيصل، فقد تولى برمجة الكمبيوتر كراج Sub Zero، في حين أسندت صيانة المحرك إلى كراج «الطائي»، وكراج «طريق الاجتهاد». رسالة ونداء يوجه فيصل الشامسي رسالة لكل الشباب الذين يعشقون السرعة قائلا: «أنصح كل شاب وكل شخص يحب السرعة أن يتأنى ولا يغامر، وأن يستخدم هذه السرعة فقط في مضامير السباقات، متخذين كل اللازم من الاحتياط والحذر». أما عن سباق سيارات الدراج فيقول فيصل: «أشكر كل القائمين على حلبة ياس الذين وفروا لنا فرصة المشاركة بسياراتنا، متمنياً أن نجد نحن أبناء دولة الإمارات الدعم الكافي، خاصة وأن تزويد هذه السيارات مكلف جدا، والجوائز التي نحصل عليها من خلال المعارض والسباقات الأخرى تكفي لشراء الإطارات لا أكثر».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©