الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علماء الأزهر يرفضون فتوى تحرّم الدخول إلى بعض مواقع الإنترنت

علماء الأزهر يرفضون فتوى تحرّم الدخول إلى بعض مواقع الإنترنت
25 مارس 2010 20:26
رفض علماء الأزهر فتوى تحريم الدخول إلى بعض مواقع الإنترنت، وأكدوا أن هذه المواقع تقدم النافع والضار وعلى الإنسان الاختيار، لأنه من الممكن أن يتم التعارف والاتصال الشريف وتبادل المنافع والعلوم والتجارة عن طريق الإنترنت. وكانت فتوى منسوبة إلى لجنة الفتوى بالأزهر نشرت في مواقع عديدة على الإنترنت تحرم الدخول إلى بعض مواقع الانترنت وخاصة الـ”فيس بوك”، على أساس أنه سبب من أسباب الطلاق نتيجة للخيانة الزوجية ويهدد الأسر المسلمة ويسهل وجود علاقات غير شرعية ويساهم في الفساد الأخلاقي. “فيس بوك “ وبعد جدل واسع بين العلماء أصدرت لجنة الفتوى بالأزهر بياناً ينفي صدور فتوى تحرم الدخول إلى موقع الـ”فيس بوك” ويؤكد أن ما جاء على لسان رئيس لجنة الفتوى السابق الشيخ عبد الحميد الأطرش يتعلق بإجازة استخدام الإنترنت للانتفاع به في العمل والحياة وتحريم تصفح المواقع الإباحية. ويؤكد الشيخ عبد الحميد الأطرش احترام الإسلام للعلم والعلماء ولكن الذين درسوا العلوم الكونية بدلاً من أن يستخدموها لخدمة الشعوب استخدموها للإذلال والقهر، ومنها المواقع الإباحية التي تنتشر بين الحين والآخر والتي تفسد الشباب وتنشر الفاحشة والأمراض. وقال إن المواقع التي تنشر الفضيلة يحبها الله ورسوله لأن أمة محمد صلى الله عليه وسلم اكتسبت الخيرية بأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، أما الذين ينتشر بينهم المنكر فقد لعنهم الله في كتابه حيث قال: “لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون” المائدة الآيتان 78، 79. امرأة تتسول وحول الفتوى التي أثارت الجدل، قال الشيخ الأطرش إنه كان يلقي محاضرة في المركز الإسلامي “بيت المقدس” بنيويورك منذ فترة وجاءته امرأة عربية مسلمة تزوجت عن طريق الإنترنت وسافرت لزوجها، وهي لا تعرف عنه شيئاً إلا الصورة ومعسول الكلام، وإذا بها تجده إنساناً منحلاً أخلاقياً فجردها من كل ما معها وأخذت تتسول من أجل ثمن التذكرة حتى تعود إلى وطنها. وذكرت للناس حكايتها في المسجد فتبرع أحد الحاضرين بثمن تذكرة وعادت إلى وطنها. وتساءل أليس هذا إذلالاً وإهانة؟ وأضاف الشيخ الأطرش أن الأسر يجب أن تبنى على أساس من الأخلاق والدين لأن العلاقات التي تتم على غير أساس، نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينبغي للمسلم أن يكون كيساً فطناً ويأخذ من هذه المواقع ما يفيده ويترك ما يشينه. الخير أو الشر وقال الدكتور أحمد عبدالرحيم السايح - الأستاذ بجامعة الأزهر- إن المسلم عليه أن يختار الخير أو الشر والله سبحانه وتعالى أعطى الإنسان الاختيار بعد أن بين طريق الرشد وطريق الغي، حيث قال تعالى: “قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها” (سورة الشمس الآيتان 9 ، 10)، وفتاوى الناس بالتحريم أمر مخالف لشرع الله لأن الحرام ما نص عليه القرآن بأنه حرام، فلا يقول أمرؤ سواء كان مفتياً أو غير ذلك إن هذا حلال وهذا حرام كما قال تعالى: “ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله” (سورة النحل الآية 116)، فلا يستطيع الإنسان أن يحرم شيئاً أو يبيح شيئاً مالم يرد نص قطعي الدلالة والثبوت بأن هذه الأمور محرمة بنص القرآن. وأضاف: من باب الآداب العامة أن ننشر التوعية الإسلامية الصحيحة حتى يختار الإنسان ما يفيده في حركة الحياة، ولذلك نحكم على الإنترنت بما يصدر من فعل الإنسان من آثار، فإن كان فعل الإنسان محموداً حمدنا هذا الشيء ووصلنا إلى معيار دقيق لوصف الأمور، والأمور العلمية والتكنولوجية معالم مضيئة في حياة الإنسان، فلا ينبغي للإنسان أن يشينها ويعيبها بتصرفاته التي تسيء إليه وإلى العلم. السلبيات أكثر وأوضح الدكتور زكي عثمان - أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر- أن علينا أن نشرح الحقائق بعيداً عن الإفراط والتفريط، وشبكة المعلومات الدولية لها ما لها وعليها ما عليها، وحتى لا يختلط الخبيث بالطيب ويتراكم وتحدث المشاكل المبنية على الشك وعدم الثقة فلابد أن نذكر بعض الضوابط الشرعية اللازمة لاستخدام مواقع “الانترنت”، منها أهمية أن ننظر إلى الهدف المنشود من الدخول إلى شبكة المعلومات الدولية وأن تكون هناك قيم تؤكد الإيجابية التي يستخدمها الباحثون في الوصول إلى معلومة تخرج منها الفائدة والإفادة. وقال إن إيجابيات “الإنترنت” متنوعة وكثيرة ولكن السلبيات أكثر، فعليها آلاف المواقع الجنسية والإباحية والسب والشتم والتعارك والأفكار المريضة، لذلك لابد من وجود رقابة على مثل هذه المواقع وتربية الضمير الإيماني الذي يفرق بين الحلال والحرام. وأكد أن الإنسان الذي يدخل إلى “الإنترنت” إما أن يكون ذا عقل وثقافة ووعي ويستخدم العلم والتكنولوجيا من أجل الله ومن أجل بناء الأمة الإسلامية، وإما أن يعتنق أفكاراً خبيثة مدمرة مليئة بالشبهات والتشوهات مما يؤدي إلى دمار الفكر والأسر، فالحرام والحلال في فكر الإنسان وليس في “الإنترنت” ومواقعها. مثل السكين وحول الضوابط الشرعية لاستخدام “الإنترنت” أوضح الدكتور عبد المعطي بيومي - الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية - أن الضوابط الشرعية هي الضوابط اللازمة لاستخدام أي شيء يكون في استخدامه نفع أو ضرر، وموقع “الفيس بوك” مثل السكين الذي نستخدمه في تقطيع الطعام وله استخدامات أخرى مفيدة، ومن الممكن استخدامه في جرائم القتل، فهل نحرم السكين أم نحرم الاستخدام؟ وحث كل من يستخدم “الإنترنت” على أن يتحلى بالخلق الحسن من خلال التعارف والاتصال الشريف وتبادل المنافع والعلوم والتجارة وقضاء الحاجات. وحذر من استخدام “الإنترنت” لإقامة علاقات غير شرعية والاتصالات بغرف الدردشة والتي تؤدي إلى هدم البيوت وتشريد الأسر. سد الذرائع وقالت الدكتورة مهجة غالب - أستاذة الفقه بكلية الدراسات الإسلامية للبنات - إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وميزه بالعقل، والإنسان على مدى حياته يواجه اختراعات حديثة، والله أعطاه العقل لكي يستخدم هذه الأشياء ويأخذ الصالح ويترك الطالح، واستخدام الإنسان لهذه الأشياء قد يكون ضاراً وقد يكون نافعاً ويخضع هذا لسلوكيات الإنسان التي تكون متزنة إذا تربى على الأخلاق السليمة وقد تكون غير متزنة إذا تربى على أخلاق غير سليمة. وأضافت أن الإسلام وضع قواعد لتربية جوانب الخير في الناس حتى يستطيع الإنسان أن يستخدم أي شيء بما فيه مواقع “الإنترنت” بشكل شرعي، وإذا صدرت فعلاً فتوى تحرم الدخول إلى بعض مواقع الإنترنت فهذا من باب سد الذرائع، خاصة بالنسبة للشباب لأنهم قد يستخدمون هذه المواقع بشكل غير صالح. وحذرت الزوجة المسلمة سواء كانت شابة أو غير شابة والتي قد تواجه في البيت إهمال الزوج من أن يدفعها ذلك إلى علاقات غير سليمة، عن طريق مواقع الدردشة على شبكة المعلومات الدولية.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©