يوسف العربي (دبي)
نجحت الشركات الناشئة العاملة في مدينة دبي للإنترنت بجمع أكثر من 7.8 مليار درهم (ملياري دولار) من مستثمرين محليين وعالميين، بحسب عمار المالك، المدير التنفيذي للمدينة، والذي أكد افتتاح المرحلة الأولى من مركز الابتكار قبل نهاية الربع الأخير من العام الحالي.
وقال المالك في تصريحات خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في دبي أمس، إن مدينة دبي للإنترنت شهدت نمو العديد من الشركات الناشئة التي تحولت إلى العالمية بأحجام أعمال مليارية، مثل شركة (يونيكورن).
وأكد المالك، أن المدينة تعمل منذ تأسيسها على تطوير بيئة الأعمال التكنولوجية، بحيث تكون الأكثر قدرة على استقطاب الاستثمارات والأفكار الجديدة في مجال التكنولوجيا، لافتاً إلى أن الشركات الناشئة تستحوذ على 60% من إجمالي عدد الشركات المسجلة في مدينة دبي للإنترنت، والبالغة نحو 1600 شركة.
وأوضح أن المدينة تعد جزءاً من رؤية الإمارة، باعتبارها وجهة عالمية على مختلف الصعد، هذه الرؤية التي مكنت دبي من تنويع اقتصادها وتكريسها عاصمة تكنولوجية تضم أهم الشركات العالمية، ومراكز الابتكار التي تطور بيئة الأعمال التكنولوجية في المنطقة.
وأشار إلى أن مدينة دبي للإنترنت تضم حالياً نحو 11 مركز ابتكار تابعاً لشركات عالمية رائدة في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهو الأمر الذي يجعل من المدينة أكبر مركز للابتكار في المنطقة.
وقال المالك، إن المدينة تعمل على توفير بيئة الأعمال المثالية لاستقطاب الأفكار الجديدة، والشركات الناشئة، لكنها لا تعتزم الاستثمار بشكل في هذه الشركات تاركة المجال مفتوحاً أمام البنوك الممولة والمستثمرين الذين يتطلعون لعوائد مالية مجزية، لاسيما ما وصول معدل نمو استخدامات الإنترنت في المنطقة إلى نحو 15% سنوياً.
وأكد المالك دور مدينة دبي للإنترنت في المساهمة بتطبيق مخرجات «خطة دبي 2021» المتوائمة مع «رؤية الإمارات 2021»، و«الأجندة الوطنية»، واستراتيجية دبي المدينة الأذكى عالمياً، وغيرها من المبادرات والبرامج والمشاريع المهمة ذات الأبعاد والآثار الإيجابية العديدة على مختلف الصعد.
وأضاف المالك، أنه بعد النجاح في جعل أبرز الأسماء العالمية شريكة لها لم يعد الهدف الأول التوسع الأفقي، وزيادة عدد الشركات المنضمة إلى مدينة دبي للإنترنت، وإنما المساهمة في تسهيل دخول الشركات التي تتبنى نماذج الأعمال الجديدة وممارسة أعمالها في دبي، سواء كانت تتعلق بحلول المواصلات الحديثة، أو الطائرات دون طيار واستخداماتها المتنوعة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتقنية البلوك تشين، والتجارة الإلكترونية، والروبوت والذكاء الاصطناعي، وأمن المعلومات.
وأشار إلى أن دبي تتجه للتركيز على مد الجسور نحو الاقتصادات الابتكارية، واستيراد أفضل الممارسات، واجتذاب العقول المبدعة التي تعتبر مفتاح تعزيز النمو الاقتصادي وتطوير المدن الذكية.
صفقات تجارية
وأشار المالك إلى قفزات تحققت مؤخراً في حجم الصفقات، والتي ساهمت بمضاعفة الاستثمارات التي حصلت عليها الشركات العاملة في مدينة دبي للإنترنت، ففي ديسمبر 2016، جمعت شركة «كريم»، التي تتخذ من دبي مقرا لها، مبلغ 1.5 مليار درهم (550 مليون دولار) من مستثمرين يابانيين وصينيين وسعوديين، ما رفع قيمتها إلى 3.67 مليار درهم (مليار دولار)، وجعلها تدخل نادي الشركات المليارية.
وفي أغسطس 2017، اشترى اتحاد صيني شركة «ميديا نت» لتكنولوجيا الإعلانات، والتي يقع مقرها الرئيس في دبي مقابل 3.285 مليار درهم (900 مليون دولار).
وبين المدير التنفيذي لمدينة دبي للإنترنت أن التجارة الإلكترونية تصدرت من حيث القدرة على اجتذاب الاستثمارات، خاصة صفقة استحواذ «أمازون» على «سوق دوت كوم»، والتي قدرت بمبلغ يقارب 2.2 مليار درهم (600 مليون دولار).
وأشار إلى وجود تمويلات أخرى لصفقات تمويل أخرى بقيمة 150 مليون درهم حصلت عليها شركات عاملة في in5 «إن5» المنصّة المتخصصة بتمكين روّاد الأعمال والمشروعات الناشئة، وكان أكبرها لشركة أنغامي التي حصلت على تمويل بقيمة 106.6 مليون درهم (29 مليون دولار) من مستثمرين بالمنطقة، وفي المرتبة الثانية شركة «الطبي» التي حصلت على تمويل بقيمة 18.4 مليون درهم (5 ملايين دولار)، إضافة إلى عشرات الشركات الأخرى التي حصلت على مبالغ تتراوح من بضعة ملايين إلى مبالغ أقل تصل حتى 50 ألف درهم (13500 دولار).
وإضافة إلى التمويل الذي حصلت عليه تلك الشركات من مصادر متنوعة، يستفيد رواد الأعمال عبر وجودهم في «إن5» من الحصول على خدمات أساسية تشمل منظومة داعمة لتأسيس المشاريع، ومساحات عمل حرة للإبداع، ومراكز تخصصية لدعم الابتكار، وبرامج تدريبية وإرشادية، وفرص بناء علاقات العمل والتواصل مع مجتمع الأعمال، وإمكانيات اللقاء بالمستثمرين.
تأثيرات طفيفة لـ «المضافة» واستقرار ملموس بأسعار الإيجارات
قال عمار المالك، المدير التنفيذي للمدينة، إن تأثير تطبيق ضريبة القيمة المضافة على عمليات النمو في المدينة محدود جداً، مشيراً إلى أن نسب نمو أعداد الشركات المسجلة في المدينة ظلت وفق المعدلات الاعتيادية، خلال الربع الأول من 2018.
ولفت إلى أن مدينة دبي للإنترنت تعمل من جانبها على دعم استقرار الإيجازات في المدينة، باعتبارها لا تستهدف تحقيق الربحية من العوائد الإيجارية.
وأكد المالك تشكيل بيئة أعمال تسهل حصول شركاء الأعمال من الشركات العاملة ضمن مدينة دبي للإنترنت على اهتمام المستثمرين العالميين، وتمكين الشركات من تطوير أعمالها للانتقال إلى المراحل التالية من النمو، وتكرس مدينة دبي للإنترنت نفسها منصة لتبادل الأفكار والخبرات وصهرها، لتلبية الاحتياجات المحلية والعالمية، ومساعدة الشركات على ابتكار أنماط حياة وحلول ذكية لجعل المدن أكثر كفاءة.
عدد اليوم
