الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الغاز ينقذ قبرص من «السيناريو اليوناني»

18 فبراير 2012
نيقوسيا (ا ف ب) - يتابع قادة وسكان قبرص بقلق، الأزمة التي تهز اليونان؛ نظراً لارتباط اقتصادهم بها إلى حد كبير، لكنهم يرون أنهم سيتمكنون من النجاة بفضل اكتشاف احتياطات كبيرة من الغاز. واكتشفت الشركة الأميركية “نوبل” خلال 2011 حقلاً يضم كميات من الغاز الطبيعي، يمكن أن تصل إلى 224 مليار متر مكعب، تقدر الحكومة القبرصية قيمتها بمئة مليار يورو. وقال بيار جوديك، الخبير في الشؤون النفطية، “إنها ليست سوى البداية”. ولا يبعد الحقل الذي يحمل اسم “افرودايت” اكثر من بضعة كيلومترات عن حقلي الغاز (الإسرائيليين) الهائلين ليفياتان وتامار، ما يدل على أن المنطقة غنية بالغاز، بينما يفترض منح امتيازات للتنقيب في 12 مربعاً قبرصياً أخر قبل نهاية العام. وانعش الإعلان عن هذه الاكتشافات آمال القبارصة. فقد شهد اقتصاد الجزيرة المتوسطية الصغيرة أول انكماش له منذ ثلاثين عاماً خلال 2009 وسيشهد تراجعاً جديداً خلال 2011. في المقابل، أدى الانفجار العرضي لمحطة الكهرباء الأساسية الذي أدى إلى سقوط قتلى، إلى اضطرابات اقتصادية وسياسية في الجزيرة. وأدت الأزمة اليونانية إلى تفاقم الصعوبات التي تواجهها جمهورية قبرص التي تسيطر على ثلثي الجزيرة والتي تربط سكانها القبارصة اليونانيين علاقات ثقافية واقتصادية وثيقة جداً مع اليونان. واضطرت البنوك القبرصية، التي تملك كمية كبيرة من السندات والقروض التجارية اليونانية، لإلغاء ملياري يورو من الديون، كما يقول الاقتصاديون الذين يعتبرون إن المبلغ كبير بالنسبة لهذه البلد الذي يبلغ عدد سكانه 840 إلف نسمة. وقد خفضت وكالات التصنيف الائتماني الثلاث درجتها مما يمنع دخولها إلى أسواق المال الدولية. وأشارت وكالة “فيتش”، في قرارها، إلى احتمال أن تضطر قبرص مثل اليونان، لطلب خطة إنقاذ أوروبية. إلا أن الاقتصادي كوستاد ابوستوليدس قال إن “الوضع ليس سيئاً كما هو في اليونان”، موضحاً أن المصارف ما زالت تملك ودائع بقيمة ستين مليار يورو وأنه تم اتخاذ إجراءات. والدين العام لقبرص (61% من إجمالي الناتج المحلي) والبطالة (أكثر من 7%) اقل بمرتين مما هما عليه في اليونان. لكن عجزها العام يفترض أن يصل إلى 7% خلال 2011، بحسب صندوق النقد الدولي. وهذه النسبة أكبر بكثير من 3% التي يسمح بها الاتحاد الأوروبي. لذلك دعا صندوق النقد الدولي والبنك الدولي قبرص، العضو في “منطقة اليورو” منذ 2008، إلى تبني خطة لخفض النفقات العامة. وقد رفعت قبرص الضرائب وجمدت أجور الموظفين على أمل تجنب اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي. لكن القبارصة ليسوا مستعدين لإجراءات أكثر قسوة، بينما تنشر الصحف كل يوم “أخباراً سارة جديدة” عن الانعكاسات المحتملة للثروات الغازية. وقال كليونتوس ادامو، مدرس المعلوماتية، إن “الغاز سيغير مستوى معيشتنا، ليس فوراً لكن خلال عشر سنوات لنصبح مثل الدول النفطية العربية التي يطيب فيها العيش”. وأوضح ابوستوليدس أنه بفضل الغاز “وإذا حالفنا الحظ فإن الحكومة ستحصل خلال سنوات على مليار يورو سنوياً أي ثلث ميزانيتنا الحالية”. لكن جوديك قال إن “البعض يأخذون في الاعتبار من الآن عائدات الغاز والسياسيين يخشون ألا يدفع ذلك الناخبين إلى رفض بذل أي جهد”، مؤكداً أن “الغاز لن يباع قبل ثمانية أو عشرة أعوام”. والنتيجة العملية الأولى لاكتشاف الغاز هي أن قبرص تمكنت من اقتراض 2,5 مليار يورو من روسيا التي تتطلع إلى الحقول التي يتم توزيعها، مما سمح لها بتغطية ميزانيتها للعام 2012 بدون اللجوء إلى قرض أوروبي مرفق بشروط قاسية. وقال الاقتصادي زينون كونتوليميس “هناك ميل كبير لإنفاق أموال الغاز قبل أن يباع حتى” لسد العجز العام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©