الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حملة إسرائيلية على البابا لموقفه «المبهم» من «المحرقة»

حملة إسرائيلية على البابا لموقفه «المبهم» من «المحرقة»
13 مايو 2009 01:03
أثار البابا بنديكتوس السادس عشر خيبة أمل وجدلاً في اسرائيل امس، بعد خطب ألقاها حول «محرقة اليهود» اعتبرت «فاترة» و»مبهمة»، ووجه له مسؤولون رسميون ودينيون انتقادات، توجتها الصحافة باتهامه بأنه كان عضواً في «الشبيبة الهتلرية»، وهو الأمر الذي سارع مسؤول في الفاتيكان الى نفيه. كما شنت إسرائيل حملة على قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي، الذي دعا البابا الى التحرك ضد العدوان الإسرائيلي. وفي اليوم الثاني لرحلته، زار البابا الألماني المولد حائط البُراق في المسجد الاقصى المبارك الذي تسميه اسرائيل الحائط الغربي أو «حائط المبكى» بعد لقاء المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية في مسجد قبة الصخرة. ووضع البابا صلاة خطية في الحائط الغربي في لفتة تقليدية كما يفعل اليهود ثم التقى مع أكبر حاخامين اسرائيليين. وانتقد قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي، ممارسات ومواقف البابا وقال في حديث خاص امس: «كيف للبابا أن يذهب لتخليد ذكرى ضحايا المحرقة التي حدثت قبل عشرات السنين، ويتجاهل محرقة في غزة حدثت قبل عشرات الأيام، قتل فيها مئات الأطفال والنساء، كما هدمت منازل آلاف الفلسطينيين في غزة، ويولي اهتماماً شديداً بجندي اسرائيلي أسير، بينما لا يلقي بالاً لأحد عشر الف أسير فلسطيني في سجون اسرائيل؟». وجاء هذا التعليق تعقيباً على مغادرة البابا قاعة الاجتماعات في فندق «نوتر دام» في القدس المحتلة، حينما ألقى التميمي كلمة في لقاء لرجال الأديان في الفندق، قال فيها إن «إسرائيل حولت الشعب الفلسطيني إلى لاجئين»، وأشار إلى أن «السلام العادل، يعني إقامة دولة فلسطينية، وليس أن تقوم إسرائيل بقتل أطفال ونساء غزة، كما تقوم بهدم البيوت الفلسطينية في غزة والقدس المحتلة». وقد حاول مندوب وزارة الخارجية الإسرائيلية، إيقاف التميمي عن الخطاب، بالتشويش على خطابه، كما فعل الأمر نفسه البطريرك اللاتيني فؤاد الطويل، ولكن بدون نتيجة، واستمر التميمي في إلقاء كلمته، مطالباً زعماء الأديان بحماية الشعب الفلسطيني. وبعد انتهاء خطاب التميمي، غادر البابا قاعة الفندق احتجاجاً علي وصف التميمي للإسرائيليين بالقتلة. وقد شجبت وزارتا الخارجية والسياحة الإسرائيليتان في بيان لهما بشدة أقوال التميمي «التي تتسم بالحقد والكراهية». وفي غضون ذلك أعلنت مصادر إسرائيلية، عن امتعاضها من خطاب البابا، خلال زيارته للنصب التذكاري للمحرقة اليهودية (ياد فاشيم) بمعنى (يد واسم) في القدس المحتلة. وقالت إن البابا لم يذكر في خطابه أن النازيين قتلوا 6 ملايين في المحرقة اليهودية، وقال بعض الزعماء الدينيين اليهود، انه كان يتعين عليه الاعتذار كألماني وكمسيحي عن تلك الإبادة الجماعية. وأضافت المصادر، أن البابا لم يعتذر أيضاً، عن قتل اليهود في أوروبا، ولم يتطرق لاسم الألمان الذين قاموا بالمحرقة، كما أن البابا لم يستخدم في خطابه كلمة «تم قتل» اليهود فاستخدم كلمة killed بدلاً من murdered وأشارت الى أن killed تعني عملية القتل العادية، في حين أن كلمة murdered هي عملية القتل مع وجود دوافع مسبقة لعملية القتل. وفي مقابلة إذاعية، انتقد ريوفن ريفلين رئيس الكنيست الاسرائيلي، البابا وقال: «جاء الينا وحدثنا كما لو كان مؤرخاً كشخص ينظر من بعيد على شيء ما كان يجب أن يحدث. وما الذي يمكن أن يفعله؟.. لقد كان جزءاً منهم». ورد الناطق باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي امس عبر وكالة «فرانس برس» بأن البابا بنديكتوس السادس عشر لم يكن ابداً عضواً في «الشبيبة الهتلرية»، وقال: «أرغب في توضيح الأكاذيب التي أوردتها الصحافة الاسرائيلية والعالمية. البابا لم يكن ابداً في هذه المنظمة. لم يكن ابداً عضواً في هذه الحركة الشبابية المرتبطة عقائدياً بالنازية». وأضاف أن البابا وخلال فترة شبابه «انخرط رغماً عن إرادته في وحدة دفاع جوي مكلفة حماية المدن». وشدد على أن يوزف راتسينجر (البابا) كان انذاك «شاباً يدرس اللاهوت وكان في وحدة دفاع جوي». وقال «خلال فترة قصيرة اعتقل لدى الاميركيين عند انتهاء الحرب وبعد هذا الاعتقال الوجيز عاد الى دراسة اللاهوت»
المصدر: القدس، غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©