الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كنيس الخراب.. وتدنيس المسجد الأقصى المبارك

كنيس الخراب.. وتدنيس المسجد الأقصى المبارك
25 مارس 2010 21:05
تناولت وسائل الإعلام المختلفة الوضع الخطير الذي يهدد المسجد الأقصى المبارك، وذلك بعد افتتاح كنيس الخراب، وهو أكبر كنيس يهودي بمدينة القدس المحتلة يوم الاثنين قبل الماضي 15/3/2010م، والذي يبعد عشرات الأمتار عن الجدار الغربي للمسجد الأقصى، حيث أقيم الكنيس على أنقاض منازل حارة الشرف، والتي تعد أبرز الأحياء الإسلامية بمدينة القدس، والتي احتلت عام 1967، حيث تم تحويلها إلى حي يهودي بعد طرد العائلات الفلسطينية المقدسية وهدم بيوتهم وتغيير جميع معالمها. ومن المعلوم أن الحكومة الإسرائيلية اتخذت قراراً ببناء كنيس الخراب سنة 2001م بتمويل تساهم فيه المؤسسات اليهودية المتطرفة وأثرياء يهود، وفي عام 2006م تم البدء فعلياً ببناء الكنيس واستمر البناء حتى سنة 2010م، وقد وصلت تكلفة بناء الكنيس نحو أكثر من 10 ملايين دولار أميركي، ومن المعلوم أن هذا الكنيس ليس الأول، فقد جاء بناء هذا الكنيس بعد بناء 61 كنيساً يهودياً تحت المسجد الأقصى وبجواره. وتعتبر الجماعات اليهودية المتطرفة افتتاح كنيس الخراب تحقيقاً لإحدى النبوءات الخرافية لإقامة ما يسمى بالهيكل الثالث المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك لا سمح الله. لقد سبق افتتاح كنيس الخراب دخول الجماعات المتطرفة الإسرائيلية إلى باحات المسجد الأقصى المبارك تحت حراسة الجيش الإسرائيلي، وذلك لتأدية طقوسهم وشعائرهم التلمودية في ساحات المسجد، ناهيك عن الحفريات اليومية أسفل المسجد الأقصى المبارك، والتي باتت تهدد المسجد الأقصى المبارك بشكل خطير، وكذلك الاعتداءات اليومية على المصلين والمعتكفين في داخل المسجد الأقصى المبارك، ومنع المصلين من الوصول إليه والصلاة فيه، بالإضافة إلى منع الأوقاف من ترميم المسجد، وكذلك مخطط التهويد الكامل للمدينة المقدسة بعد أن باشرت سلطات الاحتلال فعلاً بإحداث تغيير ديموجرافي في مدينة القدس، وذلك بهدم بيوت المقدسيين في شعفاط وسلوان والشيخ جراح، والعيساوية وجبل المكبر ووادي الجوز والرام وغير ذلك ، وكذلك مصادرة هوياتهم وفرض الضرائب الباهظة عليهم، وكذلك طرد آلاف الأسر المقدسية نتيجة لإقامة جدار الفصل العنصري، وبالمقابل هناك ضم للمستوطنات لما يسمى بالقدس الكبرى، وكذلك إنشاء عشرات الآلاف من الوحدات الاستيطانية من أجل إحداث تغيير ديموغرافي في المدينة المقدسة لصالح اليهود. إن هذا العمل الإجرامي هو جزء من مسلسل المخططات الإسرائيلية ضد مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، حيث يتزامن افتتاح الكنيس في القدس المحتلة مع ما يسمى باليوم العالمي من أجل بناء ما يسمى بالهيكل المزعوم، كما أن من الأهداف غير المعلنة لبناء “كنيس الخراب”، هو اختلاق تاريخ يهودي مزيف داخل المدينة المقدسة، بالإضافة إلى محاولة إخفاء معالم المسجد الأقصى المبارك خاصة منظر قبة الصخرة، بصفته المعلم الأوضح والأبرز في القدس وكذلك كنيسة القيامة، حيث تعمّدت سلطات الاحتلال جعل بناء “كنيس الخراب” بناء مقببا عاليا وكبيرا. وكما تظهر الصور وجود رسومات كبيرة لعدة معالم إسلامية داخل قبة الكنيس، ومن بين هذه المعالم المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، ومسجد بلال بن رباح في مدينة بيت لحم، وهما من ضمن الأماكن الإسلامية التي قررت حكومة الاحتلال ضمهما لـما يسمى بقائمة التراث اليهودي. إننا نحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تلك الأعمال الخطيرة، ونحذر من أن ذلك سيؤدي إلى عواقب وخيمة لا يستطيع أحد التنبؤ بنتائجها، ونؤكد أن المساس بالمسجد الأقصى المبارك هو مساس بعقيدة جميع المسلمين في العالم، ويتنافى مع الشرائع السماوية، وكل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية. تحية لمن هبوا للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك إن ما يجري في القدس والمسجد الأقصى المبارك دفع أهلنا المقدسيين سدنة الأقصى وحراسه وفلسطيني الداخل إلى الدفاع عن مسرى نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم - وإفشال مخطط المستوطنين المتطرفين لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، فهبوا رغم قلة الإمكانيات، حيث اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال أسفرت عن إصابة أكثر من مائة وخمسين فلسطينياً واعتقال العشرات أيضاً. ونرى من الواجب علينا أن نوجه تحية إكبار وإجلال لأهلنا المقدسيين وفلسطيني الداخل على صمودهم ومقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين وثباتهم داخل المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، فهذه الوقفة المشرفة لهم هي التي منعت اليهود والمستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى المبارك، كما ونناشدهم بضرورة شد الرحال إليه دائماً، وجزاهم الله عن الأمة خير الجزاء، فلن يهدأ لنا بال إلا بتحرير المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس وفلسطين، لتعود لهويتها العربية والإسلامية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©