الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علماء الدين: الطيب يشعر بأوجاع المؤسسة الدينية ويؤمن بالحوار ويعبر عن آمال الأمة

علماء الدين: الطيب يشعر بأوجاع المؤسسة الدينية ويؤمن بالحوار ويعبر عن آمال الأمة
25 مارس 2010 21:14
حسم قرار تعيين الدكتور أحمد الطيب شيخاً للأزهر الجدل الذي احتدم في أعقاب وفاة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل، والذي دار الحديث حول من يخلفه ليكون هو الإمام الثامن والأربعون في تاريخ الأزهر. وقد استقبلت الساحة الدعوية والثقافية قرار تولي الطيب رأس المؤسسة الدينية في مصر بترحاب بالغ. وأثنى الدكتور علي جمعة - مفتي الديار المصرية على تعيين الدكتور الطيب شيخاً للأزهر. وقال إنه يتمتع بقدر عالٍ من العلم والحكمة والاستنارة كما يمتلك كل المؤهلات التي تمكنه من إحداث نقلة نوعية في تطوير التعليم الأزهري والارتقاء بمستوى الجامعة وعلماء الأزهر. وأكد أن الإمام الأكبر الجديد قادر على خدمة الإسلام والمسلمين والمواقع العديدة التي تولاها ساهمت في نشر وسطية الإسلام واعتداله سواء في دار الإفتاء أو رئاسة جامعة الأزهر. مشهود له بالكفاءة ويقول الدكتور عبد المعطى بيومي- عضو مجمع البحوث الإسلامية- إن الطيب مشهود له بالكفاءة والعلم ونظافة اليد وهو ينتمي إلى المؤسسة الدينية وعمل بها لأكثر من 40 عاماً وهو على دراية كافية بأوجاعها وأوضاعها فالأزهر يتعلم فيه أبناء أكثر من مئة دولة سواء في المعاهد أو في الجامعة أوالفروع الخارجية ولابد من التوسع بإقامة فروع وكليات في مختلف الدول لتأكيد رسالة الأزهر وتحقيق دوره وعالميته. ويقول الدكتور عبد الرحمن عميرة- عميد كلية أصول الدين الأسبق- إن الدكتور أحمد الطيب عالم له مكانته المرموقة وهو صاحب اتجاهات تنويرية وفكرية رصينة كما أنه يؤمن بالحوار والتواصل مع الآخر ويرفض منطق القطيعة أو الانزواء وعشقه للصوفية والفكر الصوفي كان له تأثير كبير على شخصيته فهو شيخ لطريقة صوفية معروفة على غير المعتاد في شيوخ الأزهر السابقين الذين ينكرون هذه الطرق. العمل السياسي وقال الدكتور محمد عمارة -المفكر الإسلامي المعروف- إن الدكتور الطيب أحد العلماء الذين يتمتعون بقدرات علمية كبيرة فهو أستاذ متخصص في التيارات والمدارس الفلسفية فضلاً عن تبحره الواسع في العقيدة والعلوم الأصولية الإسلامية كما أن له توجهاً تجديدياً معروفاً. وأوضح أن انخراطه في العمل السياسي وعلاقاته الجيدة مع الدولة باعتباره عضواً في لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم يعطيه فرصاً كبيرة لخدمة الدعوة الإسلامية ومؤسساتها. كما أن خبرة التعامل معه تؤكد أنه يرفض تماماً الخوض في المسائل الخلافية والشاذة التي يثار حولها الجدل وهو أمر محمود يبعد الأمة عن مواطن الخلاف وإشكالياته. ويقول الدكتور عبد الحكم الصعيدي- الأستاذ بجامعة الأزهر- إن شخصية الدكتور الطيب لا تميل إلى الخطابة ومعروف عنه أنه يرفض العنتريات ويميل إلى الأقوال الهادئة وتخصصه في الفلسفة يؤثر فيه من حيث هدوء النبرة في التعامل والعقلانية في التفكير والمنطقية في الحوار وهي أمور مطلوبة فيمن يتولى مشيخة الأزهر خاصة في المرحلة القادمة التي تتطلب حكمة ورؤية جديدة وتحركات مؤثرة وعملاً جاداً للقضاء على الأصوات النشاز التي أثارت الفوضى في الأمة مع وجود استراتيجية لتبليغ الرسالة والدعوة بالاعتماد على الحجة والبرهان. وأكد أنه اختيار صادف أهله ويعبر عن آمال الأمة وتطلعاتها في أن يتواصل دور الأزهر في نشر وسطية الإسلام واعتداله وسماحته. مضيفاً أنه أهل للمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه وقادر على النهوض بأعباء المنصب وجلاله ومن المهم أن يحرص على الاستعانة بالعلماء المخلصين الذين يبذلون جهدهم لاسترداد مكانة الأزهر كمنارة للعلم في العالم الإسلامي. وعبر المستشار توفيق وهبة- رئيس المركز العربي للبحوث والدراسات التراثية- عن سعادته بتولي الدكتور الطيب مشيخة الأزهر. وقال إن المؤسسة الدينية المصرية لها مكانة كبيرة في العالم الإسلامي ودورها في تقديم وسطية الإسلام وقيمه السمحة معروف والآمال معقودة على الدكتور الطيب لاستكمال مسيرة الأئمة العظام الذين تناوبوا على هذا المنصب الجليل. ويرى أن هناك ملفات كثيرة مهمة يجب أن يهتم بها الدكتور الطيب على رأسها قضية النهوض بمجمع البحوث الإسلامية حتى يعود إلى سابق عهده كهيئة لكبار العلماء وأيضاً تنشيط لجان التراث الإسلامي ومواجهة حملات تشويه صورة الإسلام ومقاومة نشر الأفكار الهدامة التي تستهدف تدمير المجتمعات الإسلامية. الرأي والرأي الآخر ويؤكد الدكتور علي السمان -رئيس لجنة حوار الأديان بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية- أن د.الطيب من أكثر الشخصيات الإسلامية المؤهلة لتولي مشيخة الأزهر سواء من الناحية العلمية أو الشخصية. موضحاً أنه يتميز بقدرات الباحث المدقق والأستاذ العلامة كما أن شخصيته الهادئة تعترف بالرأي والرأي الآخر وله جولات في الحوار بين الأديان بفضل دراسته في الغرب وتخصصه في العقيدة والفلسفة واطلاعه على التيارات الفكرية الغربية ورؤيتها للإسلام وساهم في توسيع أفقه إجادته للغات الأجنبية وهذا يجعله أقرب إلى ملامح الدكتور عبد الحليم محمود الذي شهد الأزهر في عهده نهضة شاملة غير مسبوقة. وقال الشيخ علاء أبو العزائم- شيخ الطريقة العزمية الصوفية- إن انتماء شيخ الأزهر الجديد لبيت يقدر العلم ويتمسك بالقيم الصوفية ترك بصماته على شخصيته فهو معروف عنه الورع والغيرة على الدين والزهد والتواضع والتعاون مع من حوله وكلها مبادئ تحض عليها الصوفية وتدعو إلى ترسيخها في المعاملات. وقال إن كتبه ودراساته تتميز بالاعتدال والوسطية وتحقيق التوازن مع الفكر والتيارات الإسلامية الموجودة على الساحة وإقامة الحوار الفاعل معها وتدعو إلى تقريب وجهات النظر ورفض الشطط والتطرف في الأحكام والمواقف وتأخذ بالتيسير والرحمة. استقلال مشيخة الأزهر وأبدى الشيخ جمال قطب -رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقاً- تفاؤله بتعيين د.الطيب. وقال إن تولي الإمام الأكبر لهذا المنصب جاء تتويجاً لعطائه وعلمه وثقافاته المتعددة ومكانته الدينية والعلمية الرفيعة في العالم العربي والإسلامي. ودعا الدكتور الطيب إلى أن يقتدي بالإمام الأكبر الأسبق مصطفى عبد الرازق وأن يطلب من الحزب الوطني الحاكم إعفاءه من العضوية أو تعليقها حرصاً على تخليص المنصب واللقب من أي شائبة. وقال إن الشيخ مصطفى عبد الرازق تولى مشيخة الأزهر في 27 ديسمبر عام 1945 وفور تعيينه تقدم بطلب للملك لإعفائه من لقب الباشوية واكتفائه بلقب الشيخ لضمان حياد واستقلال مشيخة الأزهر.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©