الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما في أوروبا.. وسط أزمة اللاجئين

25 ابريل 2016 23:48
وصل الرئيس باراك أوباما يوم الأحد إلى ألمانيا، ليواجه أوروبا التي تعاني من ضغوط وتحديات الإرهاب، في ظل اقتصاد ضعيف وأزمة هجرة غير مسبوقة تسببت في إثارة النزعات اليمينية وكراهية الأجانب في بعض أجزاء القارة. وفي مقابلة مع صحيفة «بيلد تسايتونج» الألمانية واسعة الانتشار قبل وصوله، قال أوباما «ليس لدي الحق في أن أقول لأوروبا كيف تدير أمورها». ولكن الرئيس الأميركي استغل جولته، التي زار خلالها بريطانيا وألمانيا، لتقديم بعض النصائح الصريحة للأوروبيين، بشكل لافت للنظر، حول قضايا مثل سبل التعامل مع اللاجئين، وفرص الصفقات التجارية الكبرى، وصد خطر الإرهاب. وفي المملكة المتحدة، حيث من المقرر أن يذهب البريطانيون إلى صناديق الاقتراع في شهر يونيو المقبل للتصويت على ما إذا كانت بلادهم ستظل عضواً في الاتحاد الأوروبي أم ستخرج منه، حذر أوباما مراراً وتكراراً - في مقال افتتاحي وفي مؤتمر صحفي وفي مقابلة مع محطة «بي بي سي»- من أن الانسحاب من الكتلة الأوروبية سيكون قراراً غير حكيم. وتأتي زيارة أوباما إلى ألمانيا في الوقت الذي تتعرض فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي تعد أقرب حليف له في الخارج، لضغوط غير مسبوقة، ويرجع ذلك في جزء منه إلى دفاعها القوي عن استقبال المهاجرين الذين يتدفقون على أوروبا بمستويات لم تشهدها القارة منذ الحرب العالمية الثانية. وبموجب اتفاق تم التوصل إليه الشهر الماضي مع الحكومة التركية، بوساطة ميركل، فإن كل المهاجرين تقريباً الذين يحاولون دخول أوروبا عبر بحر إيجة - ومن بينهم سوريون- سيتم إرجاعهم إلى تركيا. وفي المقابل، ستحصل تركيا على 6,6 مليار دولار ووعد بالبدء في محادثات حول انضمامها لعضوية الاتحاد الأوروبي. كما لعبت المستشارة الألمانية أيضاً دوراً جوهرياً في الحفاظ على وحدة الموقف الأوروبي فيما يتعلق بفرض عقوبات ضد روسيا، بسبب تدخلها في أوكرانيا. وكانت ميركل أيضاً تؤيد إبرام اتفاق تجاري بعيد المدى بين الولايات المتحدة وأوروبا -هو المعروف باسم اتفاق الشراكة التجارية والاستثمارية عبر المحيط الأطلسي «تي تي آي بي»- الذي لقي معارضة شديدة لدى بعض الألمان. وقد كان أوباما مغالياً في مدحه للزعيمة الألمانية، حيث قال إنه عمل «معها بشكل وثيق لفترة أطول من عمله مع أي زعيم آخر في العالم» وأضاف «إنها شخصية عملية وتركز على ما هو ممكن في الواقع»، بحسب ما ذكر لصحيفة «بيلد تسايتونج»، قائلاً :ا«إنني أثق فيها». ووصف رئيس الولايات المتحدة إدارة ميركل لأزمة المهاجرين بأنه كانت «شجاعة»، مؤكداً أنه يفتخر بصداقة ميركل. ووصفها في لقائه مع الصحيفة الألمانية بأنها قد: «أظهرت قيادة سياسية وأخلاقية حقيقية». وقال مستطرداً: «لا يمكننا ببساطة إغلاق أبوابنا أمام إخواننا من بني البشر عندما يكونون في مثل هذه الحاجة الماسة. إن هذا سيكون بمثابة خيانة لقيمنا». وكان الرئيس الأميركي قد تحدث بطريقة أقل وداً عن الزعماء الأوروبيين الآخرين خلال الأشهر الماضية. وفي مقابله له مع مجلة «ذي أتلانتيك»، شكا من أن الدول الأوروبية كانت تعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة فيما يتعلق بأمنها، وأعرب عن قلقه عموماً بشأن حالة الاتحاد الأوروبي. وقال أوباما خلال مؤتمر صحفي عقده في لندن: «إنني لن أصف الوحدة الأوروبية بأنها تمر بأزمة، ولكنني سأقول إنها تتعرض لضغوط». وتحدث الرئيس الأميركي أيضاً يوم أمس الإثنين، خلال معرض هانوفر الدولي، وهو معرض تجاري كبير في ألمانيا، عن مستقبل أوروبا وأهمية شراكتها مع الولايات المتحدة. وبعد الخطاب اجتمع مع قادة فرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وألمانيا في قمة مرتجلة نظمتها المستشارة ميركل. جدير بالذكر أن ميركل قد استقبلت أوباما في قصر «هيرنهاوزن» في مدينة هانوفر في وسط شمال ألمانيا. حيث تناول اللقاء، الذي استغرق نحو 90 دقيقة، العلاقات بين البلدين، بالإضافة إلى قضايا سياسية مهمة على الصعيد العالمي، من بينها الأزمات في سوريا وليبيا وخطر الإرهاب. وتعد هذه هي الزيارة الرسمية الخامسة والأخيرة لأوباما إلى ألمانيا. * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©