الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحزب الجمهوري ··· ضحية حرب

الحزب الجمهوري ··· ضحية حرب
13 ابريل 2008 01:18
هل تعذر عليك الانتباه إلى التطورات الأخيرة؟ في هذه الحالة قد تُعذر لاعتقادك أن كلمة ''الحرب'' تحيل إلى المعركة الدائرة رحاها بين ''باراك أوباما'' و''هيلاري كلينتون'' من أجل الظفر بالترشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، وليس الأحداث الدائرة في العراق، ذلك أنه حتى في ظل إدلاء الجنرال ''ديفيد بترايوس'' بشهادته حول العراق أمام الكونجرس هذا الأسبوع، إلا أن معظم تعليقات وسائل الإعلام ركزت بشكل أقل على تحليل ما يحدث في العراق، وبشكل أكبر على كيفية اغتنام الديمقراطيين لجلسات الاستماع في محاولة للتميز· لقد وجد ''مركز بيو للبحوث''، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من ،2008 أن ''تغطية الحملة الانتخابية فاقت تغطية الحرب بهامش 10 -،''1 وأن تلك التغطية ركزت في معظمها على معركة الديمقراطيين، أما السبب، فهو أن الحرب -الحرب الحقيقية في العراق- هي نوع من التجارب التي تسبب الاكتئاب، في حين أن الحرب الأهلية المفترضة داخل الحزب الديمقراطي ممتعة ومسلية، فعلى غرار حرب العراق، عرفت الانتخابات التمهيدية الديمقراطية جمع وإنفاق مبالغ غير مسبوقة من الأموال، وكذلك أخطاء استراتيجية فادحة من قبل فريق قيادة كان يتبجح بسنوات من التجربة، وفي الوقت نفسه، فإن السباق الديمقراطي لا يشبه حرب العراق على نحو يجعل تغطيته أمرا ممتعا أكثر بكثير: فالدم يستعمل على سبيل المجاز فقط، كما أن هناك الكثير من الثرثرة، ثم إنه إذا كانت عملية اختيار المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية تبدو أحيانا كمستنقع، فإن ثمة جدولا للانسحاب· ذلك أنه بنهاية أغسطس، ستنسحب قوات أحد المتنافسين من الميدان بالكامل، وسيكون لدينا فائز واضح المعالم· يعد الاقتتال الديمقراطي الداخلي مغريا وجذابا بالنسبة للصحافيين، غير أن تركيز وسائل الإعلام المكثف على معركة أوباما-كلينتون يحجب حقيقة أن الحزب الجمهوري هو الذي يوجد في مشكلة عويصة وشائكة، ذلك أن العوامل التي تدفعنا إلى الأمل في القدرة على نسيان الحرب في العراق هي نفسها التي تُحدث اليوم تحولا مزلزلا في المشهد السياسي الأميركي: التوقف المحتمل لسنوات من سيطرة الجمهوريين الانتخابية، جميعنا نعرف قصة العراق الحزينة: معلومات استخباراتية خاطئة، عدد غير كاف من القوات، عدم التخطيط لاحتلال طويل، النهب، التخريب، سجن أبو غريب··· إلخ، ثم ماذا لدينا بعد مرور خمس سنوات؟ أكثر من 4000 قتيل في صفوف الجنود الأميركيين، وما لا يعد ولا يحصى من القتلى في صفوف المدنيين العراقيين، وغياب تسوية سياسية مستديمة، وجيش يعاني الإجهاد والإنهاك، وفرع جديد للقاعدة في العراق، وزيادة (مهمَلة) لتهديدات المتطرفين في أجزاء أخرى من العالم، وفاتورة يتكفل بها دافع الضرائب الأميركي بلغت حتى الآن 508 تريليونات دولار (مع كلفة بعيدة المدى خلال العقد المقبل يُتوقع أن تفوق 1,7 تريليون دولار)، والأدهى أن ''بترايوس'' أعلن هذا الأسبوع أن لا نهاية تلوح في الأفق· مثلما سبق أن قلتُ، إنها تجربة تسبب الاكتئاب، ولاسيما بالنسبة للحزب الجمهوري، فمع مرور الوقت، وبموازاة مع اقتناع عدد متزايد من الأميركيين بأن الذهاب إلى الحرب في العراق لم يكن قرارا صائبا، تراجعت معدلات التأييد للرئيس ''بوش'' كثيرا - غير أن بوش يأبى في ما يبدو إلا أن يأخذ الحزب الجمهوري معه أثناء تقهقرهن فحسب دراسة لـ''مركز بيو للبحوث'' بتاريخ العشرين من مارس، فإن عدد الأميركيين الذين يُعرِّفون أنفسهم بأنهم جمهوريــون بـــات اليـــوم في أدنى مستوياته منذ أن بدأ المركز في إجراء استطلاعات للرأي قبل ستـــة عشـــر عاما، فهناك 27 في المائـــة فقط من الناخبين المسجلين يعترفون اليوم بأنهم جمهوريون، وهو ما يمثل تراجعا بنسبة 6 في المائة مقارنة مــع ·2004 الواقع أن المستقلين ليسوا الوحيدين الذين بدأوا يغيرون مواقفهم، وإنما أنصار الجمهوريين أيضا، ففي مؤشر تحذيري على ما قد يخبئه المستقبل للجمهوريين، تراجعت نسبة الإنجيليين البيض الشباب الذين يعرفون أنفسهم بأنهم جمهوريون من 55 في المائة في 2001 إلى 40 في المائة بحلول سبتمبر ،2007 والاتجاه نفسه يلاحَظ في أوساط الموظفين العسكريين، الذين شكلوا على مدى عقود كتلةً صلبة مناصرة للجمهوريين، ففي ،2004 عرف 60 في المائة من الموظفين العسكريين، أنفسهم بأنهم جمهوريون، وفي ،2007 تراجع الرقم إلى ما دون 50 في المائة· وإذا كان الاسترشاد بالمساهمات السياسية ممكنا، فيمكن القول إن 2008 قد تكون عاما جيدا بالنسبة للحزب الديمقراطي مع الناخبين العسكريين، فقد وجدت المعطيات التي جمعها ''مركز السياسة المتفاعلة'' أن المرشحيْن اللذين جمعا أكبر المبالغ المالية من المانحين العسكريين في يناير وفبراير هما ''رون بول''، المرشح الجمهوري الذي أيد سحب القوات الأميركية من العراق، ''وأوباما'' الذي تفوق على مرشح الجمهوريين ''جون ماكين'' في جمع التبرعات العسكرية بأكثر من 30 في المائة· الحقيقة أن الكثير قد يحدث بين اليوم ونوفمبر، غير أن الديمقراطيين يبدون، في الوقت الراهن على الأقل، مستعدين لاستعادة البيت الأبيض وتعزيز سيطرتهم على مجلسي الكونجرس، كما أن الهبوط القوي للاقتصاد قد يدفع الناخبين أيضا إلى معاقبة الجمهوريين -وإن كان العامل الرئيسي في حسن حظ الديمقراطيين خلال معظم السنوات السبع الماضية هو حرب العراق· روزا بروكس كاتبة ومحللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©