ميثاء المعمري: فخورة برفع علم بلادي

مرة أخرى يثبت الجيل الجديد في دولة الإمارات شجاعته وقدرته على تخطي المصاعب والوصول إلى الريادة· والنجاح الذي حققته الطفلة ميثاء المعمري في برنامج ''عيش سفاري ''3 هو خير دليل على المستوى المشرف الذي وصل إليه شباب المستقبل حتى وإن كان في رحلة محفوفة بالمغامرات في جزر أستراليا· فقد تمكنت ابنة الإمارات البالغة من العمر 11 عاماً، من قيادة فريقها بنجاح بارز حتى أوصلته إلى الفوز النهائي في وجه الفريق الآخر بخطوة جريئة لفتاة مقدامة قادرة بشخصيتها القوية على تذليل المصاعب والارتقاء إلى الصف الأول· ومما لا شك فيه أن ميثاء التي فازت بلقب ''أفضل قائدة''، ما كانت لتتمكن من التألق في برنامج الواقع ''عيش سفاري'' الذي يعرض على شاشة أم· بي· سي· ،3 لولا الدعم اللامتناهي من أبويها· فهما طالما لعبا الدور الكبير في تعزيز ثقتها بنفسها وصقل مواهبها واطلاقها أمام العلن· والطفلة التي تتمتع بصفات قيادية، هي طالبة في الصف السادس بأكاديمية الشيخ زايد· تهوى المغامرات على أنواعها وتهتم بالنشاطات الرياضية ولاسيما ركوب الخيل والسباحة وإلقاء الشعر· كما تحرص على بناء صداقات كثيرة والتعرف إلى كل ما هو غريب ومختلف، الأمر الذي ساعدها على التميز في البرنامج· خطوة بخطوة بعد فتح باب المشاركة في برنامج ''عيش سفاري'' من كافة الدول العربية، أصرت ميثاء على تقديم طلبها عن طريق الموقع الالكتروني· فهي متابعة مخلصة لفقراته ولديها الأمل الكبير في أن تحظى بفرصة عمرها· وكمرحلة أولى تم استدعاؤها من قبل إدارة البرنامج لإجراء مقابلة معها والتعرف إلى شخصيتها، بعدها اختيرت من بين عشرات المتقدمين لتمثل دولة الامارات في البرنامج مع 16 طفلاً من مختلف البلدان العربية· وتم قبولها من بين الفريق كونها تتحلى بالشجاعة وتتميّز عن أبناء جيلها بالإقدام والإصرار وحب المغامرة والتحدي ومساعدة الآخرين· تقول ميثاء: ''قطعنا نصف الكرة الأرضية بالطائرات والقوارب للوصول إلى جزيرة أوقيانوسيا الأسترالية، وفي ذلك المكان النائي بدأ الأولاد والبنات بنصب الخيم استعداداً لأجواء المنافسة التي عشناها على مدى 30 يوماً''· وهنا تؤكد الطفلة أنها لم تشعر أبدا بالوحشة ولا بالخشية، ''لا بل على العكس كنت سعيدة بالتجربة التي مكنتني من التعرف إلى أصدقاء جدد والاطلاع على أمور كثيرة كنت أجهلها في السابق''· وتعتبر أن من المفيد أن يبتعد الطفل بعض الوقت عن أهله حتى يواجه المصاعب بمفرده ويعتمد على نفسه، قائلة: ''الحمد لله أنني تمكنت من زرع فكرة جيدة أمام الجميع وهي أن الطفل الإماراتي قادر على النجاح والتميز مهما كانت الظروف قاسية والمنافسة شديدة''· ونسألها عن أهم ما استفادته من مشاركتها في البرنامج فتجيب بثقة: ''الاعتماد على النفس وتحمل المشاق والصبر على التعب، إضافة إلى تحمل مسؤوليتي الشخصية ومسؤولية الفريق· كما اختبرت أسلوب قيادة الفريق وتوزيع المهام في خطة للوصول إلى الهدف''· وكانت أجمل الذكريات التي حملتها معها من تلك الجزيرة البعيدة، التعرف إلى نمط حياة سكان أستراليا الأصليين واكتشاف مختلف أنماط الحياة الطبيعية في المحميات الأسترالية، إلى جانب تعلمها مهارات الإنقاذ والإسعافات الأولية· ومن الأهداف التي وضعتها ميثاء نصب عينيها لتحقيق النجاح وإنقاذ فريقها: ترتيب الأحداث والإجراءات المفترض اتخاذها· وبث روح التعاون والمشاركة مع الفريق في إنجاز الأعمال، والتعامل بروح رياضية مع النتائج سواء في الربح أو الخسارة· الوالد الفخور يقول والد ميثاء'' سالم المعمري''، الذي كان المشجع الأكبر لها: ''هي ابنتي الوحيدة بين ولدين، ومع ذلك رحبت بفكرة سفرها إلى أستراليا لتعيش تجربة فريدة تصقل شخصيتها· وقد تعبت لأقنع من حولي من الأهل والأقارب بهذه الخطوة ولا سيما والدتها التي دفعتها العاطفة إلى رفض مشاركة ميثاء في البرنامج، ثم عدلت عن رفضها بعدما شعرت بحجم الموقف الذي تمثله ابنتها باسم الإمارات''· ويستطرد: ''كان هدفنا من دفع ابنتنا لمجال المغامرة، الإثبات للعالم أجمع أن النشء الإماراتي ذكراً أم أنثى، قادر على المنافسة وتشريف وطنه أينما حل''· وهو يدعو الأهل جميعاً إلى التماس حس الموهبة عند أبنائهم وتشجيعهم على إثبات الذات وفتح الفرص أمامهم للانطلاق بثقة· جواً وبحراً استعداداً للسفر تم استدعاء جميع المشاركين في البرنامج للحضور إلى دبي للتجمع وكانت الرحلة الأولى إلى أوساكا في اليابان عبر مطار الدوحة، ومنها إلى مدينة سيدني في أستراليا ثم إلى برسبن· ومن هناك انطلق الفريقان والقائمون على البرنامج إلى جزيرة هملتن حيث ركبوا في زورق بحري وقصدوا جزيرة أوقرانوسيا حيث مقر معسكر التصوير، واستغرقت الرحلة ليلتين· عيش سفاري ''عيش سفاري'' هو أول برنامج تلفزيون واقع مُوجّه للفتيان والفتيات في العالم العربي· تقوم فكرته على المنافسة بين فريقين تتراوح أعمارهم بين 11 و12 سنة، يعيش الفريقان بعيداً عن الأهل في معسكر يتم تشييده في البيئة الطبيعية، بهدف المثابرة على تنفيذ عدد من المهام وخوض غمار الحياة بصبر وجرأة من دون الاعتماد على أحد· ويحرص البرنامج على تنمية الذكاء وقوة الجسد عند الجيل الناشئي من خلال مجموعة تحديات ومغامرات تدفعهم إلى تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس· وتساهم تلك الأحداث في تحفيزهم على التفكير الإيجابي، وتسخير طاقاتهم الكامنة والاستفادة منها إلى أقصى حد· وكان بدأ الموسم الأول من ''عيش سفاري'' عام 2005 ، وتم تصويره في جنوب إفريقيا، فيما توجه فريق الموسم الثاني عام 2006 إلى تايلاند· وتم تصوير الموسم الثالث صيف ،2007 في جزيرة نائية شمالي شرق أستراليا تدعى أوقرانوسيا وتتمتع بأجواء استوائية·