المهرة درة شرق اليمن الساحرة

محافظة ''المهرة'' درة شرق اليمن تعتبر واحة يستريح فيها الزائر ليستمتع بأريج الماضي ويتطلع الى عبق المستقبل المشرق بثقة، الرؤوس البحرية فيها تتعانق وقمم الجبال، بيئة نظيفة بدون مكياج، حباها الله بجمال أخاذ، وأتقن سبحانه وتعالى صنعه في تكوينها الجغرافي والبري والبحري· وفي محمية أطلق عليها اسم محمية حوف يجد المرء التنوع الحيوي حيث تحتضن النمور، الثعالب، الأرانب والصقور وجميع هذه الحيوانات، وغيرها تتعايش بسلام· وحين يقودك الحديث الى الجانب التاريخي للمهرة فإنك تجد ابناء المهرة يسردون بفخر واعتزاز ملامح من ذلك التاريخ الا انهم يشعرون بفخر أكبر الى تلك المرحلة التاريخية التي شهدت ظهور الإسلام، فكان وفد المهرة من أوائل الوفود التي وصلت الى ''النبي صلى الله عليه وسلم'' برئاسة هرة بن الأبيض ليكتب لهم الرسول الكريم كتاباً ليشارك أبناء المهرة في الفتوحات الإسلامية وبرز منهم برح بن عسكر بن دثارو وتميم بن ترع· محافظة المهرة الواقعة في الطرف الشرقي للجمهورية اليمنية التي تتمتع بالتنوع في تضاريسها فهناك المناطق الساحلية والجبلية ومساحة صحراوية شاسعة، وللمهرة ساحل بحري يمتد لحوالي 400 كيلو متر تقريباً، يبدأ بمحاذاة مديرية الشحر بمحافظة حضرموت مروراً بضربة علي في مديرية حوف ويلتقي عند الحدود البحرية مع سلطنة عمان· وتشتهر سواحل المهرة بالرؤوس البحرية المتعانقة وامتداد طولي لبعض الجبال الى وسط البحر في منظر طبيعي أبدعه الخالق، ومن أشهر تلك الرؤوس البحرية رأس فرتك، رأس نشطون، رأس الفنطاس، رأس درجة، رأس مشروين· واذا عدنا الى عبق التاريخ لنغوص في أعماقه، فانها أرض اللبان، وموطن سمك الشروخ الصخري، أجود وأغلى نوع من أنواع الأسماك، وتتمتع بطبيعتها الساحرة وسواحلها ذات الرمال الذهبية، وبين هذا وذاك تكمن نقاوة بيئتها التي لا تقبل التلوث· أرض المعادن توجد في أراضي المهرة موارد طبيعية وإمكانات اقتصادية متنوعة، إذ تشير المؤشرات الأولية إلى وجود بعض المعادن، من أهمها الذهب والرخام والجرانيت والرمال السوداء· وتشتهر محافظة المهرة بأشجار اللبان وصناعة البخور، ونشاط تجاري متميز كونها الشريان الرئيسي لتجارة اليمن مع بعض دول الخليج العربي، ويشكل ميناء نشطون حركة تجارية في صيد وتصدير الأسماك· ومن معالمها السياحية محمية حوف· وتسكن أبناء المهرة الروح الطيبة، لا يزال فيهم نبض للماضي كل ما فيه عادة حسنة ترتقي الى مستوى تلك الاخلاقيات البدوية الحميدة، ويجد الزائر الحيرة وتمتلكه الغرابه حينما يلتقي لأول مره بأبناء المهرة حيث يسمع أول عباراتهم الشهيرة ''خبور خير'' قد تعجز عن التفسير لمعنى الكلمة لكنهم سرعان ما يخبرونك ان المهريين حينما يلتقون ببعضهم او مع زائريهم تكون اول كلماتهم هي تلك وحتى عند التبليغ بأمر اليهم لابد ان يتبادل المبلغ والمتلقي للخبر التحية المعتادة خبور خير قبل اي حديث، وعندما نبحث عن معنى الكلمة نجدها هي كيف الحال او ايش اخبارك وعلومك ؟ اهلاً وسهلاً ·· تصدير البخور على نفس ضفة الطريق يجد الزائر من يقول لك تلك قرية دمقوت التي كانت في العصور القديمة ميناء هاماً لتصدير البخور·· ولم يبق من الأثر سوى بقايا اللسان البحري وهي ميناء كانت لقبائل ''الازد'' لنعبر بعد ذلك على محاذاة جبل مرارة الشهير·· ذلك الجبل الذي تنبع من أعاليه وعبر عيون متعددة مياه غزيرة عذبة ونقية احسن الناس في المديرية استغلالها من خلال إقامة مشروع مياه عبر شبكة من الأنابيب الى منازلهم وغطوا بذلك احتياجاتهم من الماء طوال العام بدون انقطاع· بعد عدة كيلو مترات من جبل مرارة تصل الى جاذب وهو مركز حوف لتكون بذلك قد قطعت مسافة 120 كم من الغيضة الى مركز حوف·· أول من يستقبلك في هذا المركز سكان حي رهن الطيبين من ذوي البشرة السوداء والقلوب الأكثر بياضاً ونقاءً· ويوجد في هذا المركز عدد من المحلات التجارية والمطاعم وبوفية ومخبز ومركز اتصال، مدينة حوف صغيرة تقع بين البحر والجبل مما يمنحها جمالاً خاصاً، وفي هذه المدينة الصغيرة ترتفع عدد من المنارات التي تدل على وجود أربعة مساجد كلها تطل على البحر· القرية الغابة وتقع محمية حوف الطبيعية في محافظة المهرة اليمنية على بعد 1400 كيلو متر تقريباً من العاصمة صنعاء على مساحة جبلية تزيد عن 30,000 هكتار يبلغ أعلى ارتفاع فيها حوالي 1,400 متر عن سطح البحر، وحوف تقع بمحاذاة السواحل الجنوبية على امتداد يقدر بحوالي 60 كم من جبل رأس فرتك وحتى حدود اليمن مع سلطنة عمان الشقيقة· وتتميز غابة حوف بمحتواها الطبيعي من النباتات حيث تضم العديد من الأصناف النباتية تمثل - بحسب المسوحات الأولية- 23 عائلة نباتية و43 نوعاً نباتياً· كما توصف غابتا حوف وظفار بأنهما مركز التنوع الحيوي وأنهما الواحة الضبابية في الجزيرة العربية الجافة· فيما يلاحظ الزائر وجود خيام مسكونة للبدو الرحل وهي في الغالب متحركة، وحتى تبلغ الموقع في قمة الجبل ستجد نفسك قد قطعت مسافة 20 كيلو متراً في طريق تم شقها وسفلتتها· الحياة البرية يوجد في منطقة ''المهرة'' العديد من الحيوانات البرية هنا وأهمها السباع، النمور، الثعالب، الأرانب، وأنواع أخرى كالقنافذ الشوكية، الأوبار، كما توجد أعداد قليلة جداً من الضبي· وجميع هذه الأنواع توجد في المناطق الخالية من السكان· كذلك توجد أنواع مختلفة من الطيور أهمها الصقور، الحمام البري، الحداء، البوم ، وغيرها من العصافير الصغيرة مختلفة الأحجام والأسماء والتي غالباً ما تتواجد في المناطق الزراعية والأودية الكثيفة الأشجار·