الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حلمي إدريس: عملي يدفعني للتفاؤل

حلمي إدريس: عملي يدفعني للتفاؤل
13 ابريل 2008 01:55
حيث تمتد قطعان القطن كأنها غيوم أرضية، ويترقرق ماء النيل كأنه صفائح ''ستانلس ستيل'' وحيث المدينة الجميلة تبعد 60 كم عن الإسكندرية، اسمها عتيّق مثل الماضي ''دمنهور'' وجمالها مثل الفرح يزرع في الأرض الحبور إلى جانب القمح والأرز وأصناف الفاكهة، جاء الشاب حلمي محمد إدريس قاصداً أبوظبي التي يعانق نخيلها في ذاكرته نخيل مدينته الزراعية دمنهور· مهنته الحالية تندرج في إطار أعمال تزيين الأبنية ''الديكور'' التي تعتمد أساساً على''الستانلس ستيل وتركيب البلور والزخارف وإنشاء السلالم والبوابات والنوافذ والقناطر والمجسمات التراثية'' وغيرها من الأعمال التي يدخل الستانلس ستيل في تركيبها وتزيينها· يعمل هنا في هذا المجال منذ نحو خمسة أعوام، زمن وصوله إلى أبوظبي للعمل فيها، بعد أن شعر أنها مهنة تجميل البناء والحياة معاً· لكنه درس علوم الزراعة في مدينته المصرية، وحمل شهادة ''دبلوم زراعة''، إنما عمل في بلده بمهنة ''كهرباء السيارات'' ولحامها وتصليحها كوالده الذي يملك ورشة صغيرة في المدينة، وبات ''الصنايعي ابن الصنايعي'' الذي يفتخر بذلك ويعمل بدأب للإلمام أكثر بأسرار المهنة· حلمي البالغ من العمر 28 سنة، اختبر العمل مبكراً خلال سنوات دراسته قبل نحو 12 عاماً، واكتسب خلالها خبرات عدة في الأعمال اليدوية، ثم انتقل إلى عالم التزيين ''الديكور'' بكل ما يحمله هذا العالم من فنون مهنية وإبداعات يدوية، ونجح في مجاله ضمن فريق عمل يتبع لإحدى شركات القطاع الخاص، وهو يشيد بإدارة الشركة التي تقدّر الجهد الذي يبذله وحماسته للعمل والكفاءة التي يتمتع بها، بحيث إن تشجيع إدارته يحفزه على مزيد من العطاء المتصف بالجودة والاتقان، خاصة أنه في حال العمل لساعات تتجاوز زمن عمله ''8 ساعات'' تتم مكافأته قبل أن يجف عرقه، فضلاً عن ارتياحه لأن الشركة توفر له ولزملائه مسكناً في منطقة المصفح· يحلم حلمي بالاستقرار العائلي، فهو غير متزوج، ويعمل على توفير المال اللازم للقيام بأعمال ديكور لشقته في دمنهور التي لايزال يسدد أقساطها، ويأمل أن يقوم لها بأعمال ديكور فريدة وجميلة كالتي ينجزها هنا لبعض المؤسسات والفلل والبيوت والمحال، خاصة أنه يريد إتمام ذلك بنفسه وبيديه اللتين تنجزان العديد من النماذج والتصاميم البديعة· يتقاضى نحو 2,500 درهم شهرياً، يرسل جزءاً منها لأسرته، وجزءاً آخر لسداد التزامات شقة الزوجية، ويسعى لتأمين مستقبله ومساعدة أسرته مادياً قدر المستطاع، خاصة أن لديه شقيقين يكافحان لتأمين لقمة العيش، ككل إنسان يسعى إلى رزقه الشريف· الحياة على صعوبتها تمضي به قدماً، فهو شاب مصري علمته أم الدنيا التفاؤل والعطاء والصبر، يزين وقائع حياته اليومية بستانلس الطموح البرّاق وبلور الأحلام الشفاف، ويلونها بالأمل، لأنه يحب عمله ويخلص له، ويتوجها بالحمد لأن صحته تساعده على القيام به وإتمامه على أكمل وجه·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©