رزفة البدو·· تمايل الشِعر

تتعدد فنون التراث في الدولة، وبخاصة الرقصات الشعبية، وتطرأ على معظمها بين جيل وجيل بعض التحديثات التي يُدخلها إليها ممارسوها· ففن ''الرزيف'' الذي تنبثق عنه عدة أنواع أشهرها ''رزفة البدو'' الخاصة بالرجال، ويطلقونها في مناسباتهم المختلفة كالأعراس والأعياد وإلى غير ذلك من المناسبات السعيدة، باتت تتميز في الآونة الأخيرة بتفاصيل جديدة طرأت عليها· يخبرنا محمد سيف أحد أعضاء فرقة ''صقور المقابيل'' للفنون الشعبية، عن هذه الرقصة الجميلة، بقوله: انتشرت رزفة البدو في السنوات الأخيرة بكثرة وبات يقبل على ممارستها وأدائها الشباب وكبار السن وحتى الصغار من الأطفال الذين أحبوها نتيجة لمعانيها الرجولية من جهة وجمالها كفن شعبي من جهة أخرى· حيث يقف رجال الرزفة ليكوّنوا صفاً مستقيماً ، وتبدأ بعد ذلك شلة الغناء، فيقوم أحد الشعراء بتلقينهم نص شلة الغناء شعراً، فيتلقفها ذلك الصف، ويقوم بترديد الشلة شعراً ونغماً عبر غناء جماعي في صورة نغمية ثابتة تتميز باستطالة حروف المد في نغمة متموجة، محركين عصي الخيزران بطريقة فنية تتسم بالبراعة والهدوء في آن معاً، وهي كغيرها فنون البدو الأخرى تؤدى دون مصاحبة آلات الإيقاع فهي خالية تماماً من الطبول، ولكنها غنية بإيقاعها اللحني وحركات المشاركين فيها جميلة وقورة إلى حد ما تتناسب ونغم الغناء فيها''· ويضيف سيف موضحاً بعض التغييرات التي طرأت على الرزفة: ''كانت تؤدى عبر صف أو صفين متقابلين يتبادلان الغناء والشعر، أو أكثر·· ولم يعد هذا الاشتراط قائماً الآن، يمكن أن تؤدى بصفٍ أو أكثر، وباتت تتفاوت نبرة الغناء بين البطء والسرعة والهدوء وعلو الصوت، بحسب فكرة القصيدة، فالشعر في الرزفة البدوية يتناول عدة أغراض تتراوح بين ''مديح، فرح، فراق، حزن، حماس، وطنية'' وإن كان معظمه يتناول الغزل، كما أن البحر الشعري فيه قصير يتناسب وطريقة الأداء فيها، وله شعراؤه المختصون في هذا النوع من الشعر، بينما أشهر قصائد هذه الرقصة: البارحة في الليل ياني طيرن يبشر عن حبيبي